تعا تفرج

صباح الخير لشبيحة البلاد

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

في سوريا التي يحتلها المستبدون، يُفتح باب المناقرة لأتفه الأسباب. إذا قلتَ لزيد من الناس “صباح الخير” ولم تعجبه تعابير وجهك ينظر إليك نظرة توقع الطير، ويبرم شفتيه باشمئزاز، ثم يدير لك عجيزته ويمشي وهو يرفس ما يأتي في طريقه من علب فارغة متقصدًا أن يُصدر من القرقعة ما يكفي لإثارة غضبك، بل وحقدك.

مناسبة هذا الكلام، خبر نشرته “عنب بلدي” يقول إن مجدي أبو الفخر، مدير الشؤون القانونية في مصرف سوريا المركزي، أطلق تصريحًا لو دحرجتَه على الأرض لقرقع أكثر من خمسين صحنًا وطنجرة يرفسها قطيع من عتاة الشبيحة، ينص على أن الحكومة ليست مسؤولة عن تأمين البدل النقدي، بالقطع الأجنبي، الخاص بإعفاء المكلفين من خدمة العلم!

لا يحق لابن امرأة سورية أن يسأل أي جهة حكومية عن السبب الذي يجعلها تفرض تسديد بدل الإعفاء من الخدمة العسكرية بالدولار، حصرًا، وتمتنع، في الوقت نفسه، عن بيع المواطن المعفى من الخدمة ما يكفي من الدولارات التي تلزمه لهذا الغرض!

يقول هذا المواطن للدولة: طيب يا عمتي الحجة، أمري لله، سأنزل غدًا إلى السوق السوداء، وأشتري ما يلزمني من الدولارات، وأدفع لكِ. فتقول له الدولة: اشترِ ما تشاء، من حيث تشاء، إن شاء الله تنباع بالعزا! ولدى ذهاب المواطن إلى السوق السوداء، تلطأ له دورية المخابرات، في زاوية السوق، وتلقي عليه القبض متلبسًا بحمل الدولارات، فإذا قال: كاني، ماني، طول بالك يا رفيق، وحد الله يا حجي، هدول بدنا نسددهم للمصرف المركزي، ينط رئيس الدورية ويقول له: اخراس ولاك كر، أنت مخالف لأحكام المرسوم التشريعي رقم 3/2020 القاضي بتشديد العقوبة على التعامل بالقطع الأجنبي، وتستحق أن تنزل بك أقسى العقوبات.

لا داعي لإكمال هذه الحكاية، فأي ابن امرأة في سورية يعرف تتمتها، وهي أن المواطن يدفع للدورية ما فيه النصيب ليتركوه بحاله.. وإذا كان دماغه جزمة قديمة يصادرون المبلغ، وإما أن يرفسوه في مؤخرته ثم يتقاسمون الغنيمة، أو أنهم يصادرون المبلغ بموجب ضبط، فيحال إلى محكمة الأمن الاقتصادي، ويلتعن سنسفيل أجداده الذي استوطنوا هذه البلاد في يوم من أيام نحس سلالته.

في أيام العز، أيام النقل بالميكروباصات على الطرقات الجبلية، والسائق يضع أشرطة كاسيت حبحبني ع الخدين، ومريم مريمتي، وراحت تقمقش حطب، كان المصرف المركزي يصدر تعليمات صارمة للمواطنين، يشرح فيها آليات استبدال الأوراق النقدية التالفة من المصرف المركزي حتى تاريخ معين، ويجري تبديلها بالفعل، ولكن الميكروباصات التي تنقل مجموعات من مؤيدي القائد التاريخي (الذين اكتسبوا فيما بعد لقب “قطعان الشبيحة”، كانت تشهد معارك طاحنة).. فالمؤيد النحرير يدفع الأجرة لمعاون الميكرو بورقة نقدية تالفة، فإذا قال المعاون، بكل تهذيب: عفوًا هاي العملة ما بتروح، فإن أكثر من عشرة مؤيدين (شبيحة لاحقًا) ينهالون عليه بالضرب، ولاك حقير، ولاك حيوان، عملة سورية الأسد ما بتروح؟ وطاق طيق طاق طيق حتى تنشب من فمه وأنفه وجبينه الدماء الزكية الطاهرة!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة