من لبنان.. مشروع يحاول احتضان العمل المدني في سوريا

camera iconمن ورشات بسمة وزيتونة التدريبية (المكتب الإعلامي للمنظمة)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رشا نداف

تحاول منظمات مجتمع مدني تعمل في لبنان التشبيك ومساعدة منظمات في الداخل السوري، مستفيدة من ترخيصها في لبنان وتحررها من التضييق الأمني في دمشق.

“بسمة وزيتونة” منظمة تهتم بإغاثة وتنمية المجتمعات المهمشة من لبنانيين ولاجئين سوريين، وأطلقت سلسلة من المشاريع تهدف إلى تمكين الإنسان ليسهم في عملية النهوض بالمجتمع.

وأطلقت المنظمة مشروع “الحاضنة”، وهو برنامج مجاني يهدف إلى تقديم التدريب والاستشارة والدعم للفرق أو المؤسسات أو المبادرات الناشئة في سوريا.

المكتب الإعلامي في المنظمة أفاد عنب بلدي أن المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات هذه المنظمات للوصول إلى “مستوى أكثر احترافية وفعالية في تصميم وتنفيذ المشاريع المدنية التنموية”.

ويتضمن المشروع سلسلة من التدريبات الإدارية والتقنية والمدنية، وتبادل وتشارك المعلومات والخبرات والاستشارات المقدمة من مدربين وخبراء في مجال العمل المؤسساتي والمدني والإنساني، في محاولة لاستمرار عمل المنظمات المدنية داخل سوريا.

ويتكون المشروع من مرحلتين، الأولى مرحلة التدريب، وتقدم خلالها دورات تدريبية مجانية في إدارة الجمعيات والمشاريع والعمل الإنساني والمدني، حسب احتياجات الشركاء المقبولين في المشروع.

أما المرحلة الثانية فهي تقديم الاستشارات والتوجيهات والدعم اللازم في المجالات التي يحتاجها الشركاء خلال وبعد فترة التدريب والاحتضان.

كيف تنعكس “الحاضنة” على المنظمات

عنب بلدي التقت بمتطوعين في منظمات تعمل في مناطق سيطرة النظام السوري، وشرحوا أهمية هذه المشاريع ومدى الاستفادة منها.

سارة، وهي من أفراد فريق صغير أُسس في حمص، ويعمل في مجال الدعم النفسي وحماية وتعليم الأطفال، قالت لعنب بلدي، إن الفريق منذ تشكله كان يعتمد على خبرات يبنيها بنفسه من خلال البحث والقراءة، نتيجة احتياج منطقتها إلى الدعم النفسي.

ويحاول أفراد الفريق الوصول إلى منظمات تساعدهم في بناء قدراتهم، ولكن تلك الفرص تذهب غالبًا للفرق أو المؤسسات الكبيرة التي تضم شخصيات كبيرة وأصحاب علاقات قوية، بحسب المتطوعة.

وأوضحت سارة أن هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها الفريق على تدريبات من هذا النوع مع “حاضنة بسمة وزيتونة”، وزادت من قدرتهم على دراسة احتياجات مجتمعهم والعمل على أفكار ريادية لوضع حلول للمشاكل وتقديمها للمانحين، وبالتالي تلقي دعم يزيد من قدرتهم على الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين ويرفع من سوية الخدمة المقدمة.

وسيطر النظام السوري على مدينة حمص بالكامل في أيار 2014، بعد خروج آخر فصائل المعارضة المسلحة باتجاه ريف حمص الشمالي، بعد حصار دام لعامين، ما سبب ملاحقة وصعوبات في عمل منظمات المجتمع المدني التي كانت تنشط في المنطقة.

أما عابد، وهو عضو في منظمة تعمل بمناطق سيطرة النظام تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمها لأسباب أمنية، فقال إن أكبر خدمة قدمتها “الحاضنة” هي “الفرصة التي أتاحت له العمل مع السوريين على اختلاف مناطقهم”، فأغلب المنظمات في دول الجوار تتبنى الخط السياسي المعارض، وبالتالي تقدم الدعم فقط لمناطق المعارضة أو العكس، بحسب تعبيره.

بينما تعمل “بسمة وزيتونة” على احتضان السوريين، وتذكّرهم بأن مشاكلهم المجتمعية والمدنية واحدة على اختلاف نوع الصراع السياسي والعنف الموجود في الساحات السورية اليوم، بحسب رأيه.

وشهدت سوريا بعد عام 2011 طفرة في نشاط منظمات المجتمع المدني، لكن هذه المنظمات عانت من ضعف القدرات وغياب التشبيك بينها، إضافة إلى التشديد الأمني، بحسب الجهة التي تسيطر على مناطق نشاطها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة