حسمت ملفات معقدة.. قمم بين أردوغان وبوتين عُقدت في روسيا

camera iconالرئيسان رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في لقاء بالعاصمة الروسية موسكو - 27 من آب 2019 (نوفوستي)

tag icon ع ع ع

لعبت لقاءات القمة التي عُقدت بين الرئيسين، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، خلال السنوات الأخيرة، دورًا حاسمًا، في حل الملفات العالقة بين الطرفين والمتعلقة بسير الأحداث في سوريا.

معظم هذه القمم عُقدت في روسيا، وفي مدينة سوتشي تحديدًا، وخرجت باتفاقات من شأنها إنهاء توترات بين قوات النظام وفصائل المعارضة، أو بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا.

5 من آذار 2020.. إدلب ملف معقد

بعد جدل حول إمكانية عقد لقاء بين أردوغان وبوتين، لحل معضلة إدلب، التي أفرزت جوًا من التوتر منذ نحو شهرين بين الدولتين الشريكتين بحل قضايا عدة في سوريا، خرج مسؤولون في أنقرة وموسكو، اليوم، الاثنين 2 من شباط، ليؤكدوا أن قمة ستعقد بين الرئيسين في موسكو لبحث مصير إدلب، التي تواجه إصرارًا من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية ومن خلفهما روسيا للسيطرة على أجزاء واسعة منها، في ظل رفض تركي حاد أدى إلى تدخلها عسكريًا وجهًا لوجه مع قوات النظام.

وحددت الرئاسة التركية موعد زيارة الرئيس التركي إلى روسيا، الخميس المقبل، الذي يوافق 5 من آذار الحالي، بحسب ما نقلته قناة “TRT”  التركية.

من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، موعد عقد القمة، بحسب وكالة “تاس” الروسية.

وكانت تركيا تحدثت خلال شباط الماضي، عن عقد قمة رباعية تجمع روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا، في اسطنبول بتاريخ 5 من آذار الحالي، إلا أن روسيا نفت عقد القمة، ما يعكس حالة التوتر بين الطرفين بسبب ملف إدلب المعقد، إذ تتبادل أنقرة وموسكو الاتهامات في خرق اتفاق “سوتشي” المتعلق بإدلب.

وكان بيسكوف قال، في 27 من شباط الماضي، إن الرئيس الروسي لن يزور تركيا ويلتقي أردوغان، خلال الأيام المقبلة، وإن جدول بوتين لا يتضمن لقاء مع نظيره التركي.

وجاء تصريح بيسكوف بعد يوم من تصريحات أردوغان، حول إمكانية لقائه مع بوتين لبحث مسألة إدلب، وأن الأخير أخبره خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما، أن تكون القمة ثنائية بينهما، في حين أكد أردوغان وجود اتفاق بشكل تقريبي، وفق وصفه، على يوم 5 من آذار المقبل، كموعد لعقدها.

 

أيلول 2018.. اتفاق إدلب

وقّع الرئيسان أردوغان وبوتين على اتفاق، في 17 من أيلول 2018، خلال اجتماعهما في مدينة سوتشي الروسية، ينص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب بعد سحب جميع الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات والمدفعية ومدافع الهاون الخاصة بالأطراف المتقاتلة، وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة.

وتضمّن الاتفاق أيضًا، إبعاد جميع الجماعات “الإرهابية الراديكالية” عن المنطقة المنزوعة السلاح، وتسيير دوريات مشتركة بين القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية الروسية، وإجراء عمليات مراقبة باستخدام طائرات من دون طيار، على امتداد حدود المنطقة المنزوعة السلاح.

إضافة إلى استعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين “M4″ (حلب- اللاذقية) و”M5” (حلب- دمشق) بحلول نهاية عام 2018، وضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة الصلات التجارية والاقتصادية.

آب 2019.. تثبيت اتفاق “سوتشي”

لم تلتزم قوات النظام السوري ببنود اتفاق “سوتشي” المتعلق بإدلب، فلم تسحب سلاحها الثقيل ولم تبتعد عن المنطقة المنزوعة السلاح.

وبدأت بدعم من قبل سلاح الجو الروسي والميليشيات الإيرانية، حملة عسكرية في المنطقة، في آب 2019، أي بعد نحو عام من اتفاق “سوتشي”، أسفرت عن السيطرة على مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي.

وفي 27 من آب 2019، اشترط الرئيس التركي، في ختام قمة عقدها مع نظيره الروسي في موسكو، وقف هجمات النظام السوري في منطقة إدلب للعمل على استكمال تنفيذ اتفاق “سوتشي”.

وقال أردوغان حينها وهو يقف إلى جانب نظيره الروسي، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء “الأناضول” التركية، “المسؤوليات الملقاة على عاتقنا بموجب اتفاق سوتشي لا يمكن الإيفاء بها إلا بعد وقف هجمات النظام”.

 

تشرين الأول 2019.. شرق الفرات

بعد أكثر من خمس ساعات من المفاوضات في الغرف المغلقة، بين الرئيسين الروسي والتركي، في 22 من تشرين الأول 2019، في مدينة سوتشي الروسية، خرج الجانبان ليعلنا وقف عملية شرق الفرات التركية، بعد تعثر تطبيق اتفاق مشابه بين أنقرة وواشنطن.

وزار الرئيس التركي روسيا بعد دعوة نظيره الروسي، ليجدا حلًا لملف المنطقة الآمنة التي بدأت تركيا من أجلها، في 9 من تشرين الأول 2019، معركة عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) لطردها من حدودها.

وتمحورت حينها بنود الاتفاق في إخراج عناصر “الوجدات” وأسلحتهم حتى عمق 30 كيلومترًا من الحدود السورية- التركية، ودخول الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إلى الجانب السوري من الحدود السورية- التركية، خارج منطقة عملية “نبع السلام”.

كما تضمّن الإبقاء على حدود منطقة عملية “نبع السلام” التي سيطرت عليها تركيا و”الجيش الوطني السوري” والممتدة بين مدينتي تل أبيض بريف الرقة، ورأس العين بريف الحسكة.

وأكد الاتفاق على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية، وتسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية “نبع السلام” بعمق عشرة كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة