ثلاث أوراق ضغط تحركها تركيا قبل لقاء أردوغان وبوتين

camera iconالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، (رويترز)

tag icon ع ع ع

تتوجه أنظار السوريين، وخاصة المقيمين في الشمال السوري، الخميس المقبل، إلى روسيا التي تحتضن القمة الثنائية بين الرئيسين، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، للاتفاق على خريطة نهائية لمحافظة إدلب.

وجاء الإعلان عن القمة الثنائية بعد أربع جولات تفاوض بين وفود البلدين، في شباط الماضي، لم تسفر عن أي اتفاق في إدلب، وسط إصرار روسي على تثبيت الواقع الحالي، في حين تؤكد تركيا ضرورة انسحاب قوات النظام إلى حدود اتفاق “سوتشي”، والخروج من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا.

وكادت الأمور في إدلب أن تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى حرب مفتوحة بين روسيا وتركيا، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة، عقب مقتل عشرات الجنود الأتراك بقصف لقوات النظام السوري، خلال شباط الماضي، ما دفع تركيا إلى التهديد والوعيد بالانتقام لجنودها.

البداية كانت بسيطرة قوات النظام على مساحات واسعة في إدلب، وخاصة المدن الاستراتيجية مثل سراقب ومعرة النعمان، ما أدى إلى نزوح 900 ألف شخص إلى الحدود التركية، تبعه مقتل 13 جنديًا تركيا في إدلب.

وأدت التطورات إلى غضب الأتراك، ما دفعهم إلى إمهال قوات النظام حتى نهاية شهر شباط الماضي من أجل الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها، مهددين بشن عملية عسكرية واسعة، لتدخل المنطقة في تجاذبات عسكرية وتصريحات سياسية بين الروس والأتراك.

الحدث الذي غير مجرى الأحداث كان مقتل 33 جنديًا تركيا في ريف إدلب الجنوبي، الخميس الماضي، بقصف لقوات النظام، لتبدأ أنقرة باتصالات سياسية وتحركات عسكرية للانتقام وتنفيذ تهديدها.

وخلال الأيام الماضية، وقبل لقاء أردوغان مع بوتين، حركت تركيا عدة أوراق بهدف إيصال رسائل إلى الروس، إضافة إلى رسائل للاتحاد الأوروبي.

قدرة عسكرية على الأرض

وتجسدت الرسالة الأولى بإظهار القدرة العسكرية لتركيا عبر استهداف قوات النظام السوري بأسلحة ذكية ودقيقة أسفرت عن تراجعه وتقدم الفصائل إلى عدة مناطق.

وأسقطت تركيا ثلاث طائرات لقوات النظام، خلال ثلاثة أيام، اثنتان من نوع “سوخوي 24” والثالثة من نوع “L-39″، عبر طائرات حربية “F16” من فوق الأراضي التركية.

كما نشرت وزارة الدفاع التركية، خلال الأيام الماضية، تسجيلات تظهر استهداف طائرات ودبابات وأرتالًا عسكرية لقوات النظام بشكل دقيق.

كما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، تدمير مطار النيرب التابع لقوات النظام السوري في حلب، وتدمير أكثر من 135 دبابة و45 مدفعًا وطائرة دون طيار وثماني طائرات هليكوبتر، إضافة إلى “تحييد” 2557 عنصرًا من النظام السوري.

وعلى الرغم من إطلاق تركيا اسم “درع الربيع” على عمليتها العسكرية في إدلب، إلا أنها لم تدخل حتى الآن بمعركة شاملة، بحسب القيادي في الجيش الحر، عبد السلام عبد الرزاق.

وقال عبد الرزاق لعنب بلدي، إن تركيا حاولت حتى الآن استنزاف النظام بالقضاء على أرتاله ودباباته ومنظومات الصواريخ، ولم تدخل بعد المعركة مرحلة الحرب الشاملة، بانتظار ما يمكن أن تتوصل إليه الدبلوماسية بتحقيق أهداف المعركة وانسحاب النظام إلى خطوط “سوتشي”.

وأضاف عبد الرزاق أن تركيا لم تدخل بقوتها الناريه كاملة، واستهدفت فقط أسلحة وعتادًا نوعيًا ودمرت مقرات ومطارات للنظام ردًا على مقتل جنودها.

واعتبر أن أنقرة قد تتدخل بكثافة نارية كبيرة وبقوات اختصاصية من مدرعات وهندسة وغيرها، فضلًا عن قواتها البرية.

وسعت تركيا إلى إبراز قوتها العسكرية وإطلاق اسم العملية، على الرغم من عدم تفعيل عملياتها بشكل واضح، كما حصل في العمليات السابقة التي أطلقتها في ريف حلب الشمالي مثل “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.

دعم أمريكي

وفي تطور مفاجئ، زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، محافظة إدلب مع وفد أمريكي، للمرة الأولى منذ عام 2011.

وقال جيفري إن بلاده على استعداد “لتزويد تركيا بالذخيرة اللازمة” من أجل العمليات العسكرية في إدلب.

وأضاف جيفري، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“، “تركيا حليف للناتو. تستخدم الكثير من المعدات العسكرية الأمريكية”.

ولم يذكر جيفري نوع الذخيرة التي تستعد واشنطن لتقديمها لأنقرة، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جدد مطالب بلاده في الحصول على نظام الدفاع الجوي “باتريوت”، بحسب ما نقلته صحيفة “صباح” التركية، في 29 من شباط الماضي.

بدوره قال السفير الأمريكي في تركيا، ديفيد ساترفيلد، في مؤتمر صحفي، إن واشنطن تدرس طلب أنقرة لأنظمة الدفاع الجوي.

وكان جيفري وصل إلى العاصمة التركية أنقرة مساء أمس، الاثنين 2 من آذار، برفقة مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت.

وهي الزيارة الثانية لجيفري إلى تركيا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إذ زار تركيا في 11 من شباط الماضي، بعد توتر وخلاف بين روسيا وتركيا في إدلب.

وأطلق المبعوث الأمريكي تصريحات داعمة لتركيا خلال زيارته، وقال “جئنا إلى أنقرة لتقييم الوضع مع الحكومة التركية، ونود أن نقدم أكبر قدر ممكن من الدعم”.

رسالة إلى أوروبا

أما الرسالة الثانية التي أوصلها أردوغان فكانت إلى الاتحاد الأوروبي عبر فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للوصول إلى دول الاتحاد.

وقررت تركيا فتح حدودها أمام السوريين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا منذ 27 من شباط الماضي، عقب مقتل الجنود في سوريا.

ورصدت عنب بلدي توجه مئات اللاجئين في تركيا إلى منطقة أدرنة بهدف عبور الحدود إلى اليونان.

وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، أمس، إن 76 ألفًا و358 مهاجرًا غادروا تركيا من معبر مدينة أدرنة التركية، باتجاه اليونان، حتى الساعة العاشرة من صباح الأحد 1 من آذار.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش اوغلو، اليوم، أن تركيا ليست في وضع يسمحُ بإيقاف اللاجئين، مجددًا تأكيده أن بلاده ليس بإمكانها تحمل موجة جديدة من اللاجئين.

ومن المتوقع أن يشهد اللقاء المنتظر بين أردوغان وبوتين اتفاقًا لشكل الخريطة في إدلب، في ظل تلويح أنقرة وموسكو باستكمال عملياتهما العسكرية في المحافظة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة