أربع دول كبرى تدعم عملية تركيا في إدلب

اتخذت كل من أمريكا وألمانيا وباكستان وبريطانيا مواقف مؤيدة وداعمة للعمليات التركية في محافظة إدلب شمالي سوريا.

وجددت ألمانيا دعوتها على لسان وزيرة دفاعها، أنيجريت كرامب كارنباور، اليوم الأربعاء 4 من آذار، لإنشاء “منطقة محمية” في شمال غربي سوريا لملايين المدنيين الفارين من هجمات النظام السوري، وقالت إنه يتعين على الدول الأوروبية تحمل مسؤولية أقوى لتهدئة التوترات وتمهيد الطريق لحل سياسي للصراع في سوريا.

وأضافت كارنباور أنه من الجيد أن تبقى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على اتصال بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن ما إذا كانت “المنطقة المحمية” ستسهم في ضمان المساعدة الإنسانية التي تمس حاجة أهالي المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية “DPA”.

وانتقدت كارنباور بشدة دعم روسيا للنظام، مبدية شكوكها حول التزام موسكو باتفاقية “سوتشي” لعام 2018 مع أنقرة، لتهدئة التوترات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية أن الاتحاد الأوروبي و”الناتو” شريكان موثوقان لتركيا، على عكس الحالة بالنسبة لروسيا، داعية ما وصفتهم بالشركاء الأمريكيين والأوروبيين إلى زيادة الضغط على روسيا بعد تصاعد التوترات في إدلب.

أمريكا مستعدة لتزويد تركيا بالذخيرة

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أمس الثلاثاء 3 من آذار، إن بلاده على استعداد “لتزويد تركيا بالذخيرة اللازمة” من أجل العمليات العسكرية في إدلب، وأضاف “تركيا حليف للناتو، وتستخدم الكثير من المعدات العسكرية الأمريكية”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.

ولم يذكر جيفري نوع الذخيرة التي تستعد واشنطن لتقديمها إلى أنقرة، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جدد مطالب بلاده في الحصول على نظام الدفاع الجوي “باتريوت”، بحسب ما نقلته صحيفة “صباح” التركية، في 29 من شباط الماضي.

بدوره قال السفير الأمريكي في تركيا، ديفيد ساترفيلد، في مؤتمر صحفي، إن واشنطن تدرس طلب أنقرة لأنظمة الدفاع الجوي.

وزار جيفري برفقة وفد أمريكي محافظة إدلب شمال غربي سوريا، أمس، والتقى بأعضاء من منظمة “الدفاع المدني” السورية.

وأطلق المبعوث الأمريكي تصريحات داعمة لتركيا خلال زيارته، وقال “جئنا إلى أنقرة لتقييم الوضع مع الحكومة التركية، ونود أن نقدم أكبر قدر ممكن من الدعم”.

بريطانيا تحمّل النظام السوري وروسيا المسؤولية

قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إن النظام السوري وروسيا مسؤولان بالدرجة الأولى عن المأساة الإنسانية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، موضحًا أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يدعم الجهود التركية الرامية لوقف إطلاق النار مجددًا في إدلب.

وأشار راب في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في العاصمة التركية أنقرة، أمس الثلاثاء 3 من آذار، إلى أن هدف زيارته إلى تركيا يتمثل في إظهار تضامن بريطانيا مع أنقرة، مشددًا على أن الصداقة بين تركيا وبريطانيا تحمل أهمية أكبر من أي وقت مضى.

وحمَّل راب النظام السوري وروسيا المسؤولية بالدرجة الأولى عن المأساة الإنسانية، واصفًا هجماتهما بـ”الظالمة” على إدلب، وتعد واحدة من أكثر الهجمات المدمرة في الماضي القريب، حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية “الأناضول“.

بدوره دعا الوزير البريطاني إلى ضرورة عمل دول العالم معًا بخصوص تحمل الأعباء مع تركيا بقضية اللاجئين.

باكستان تدعم تركيا في حربها ضد “الإرهاب”

أكد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في بيان رسمي نشرته رئاسة الوزراء الباكستانية عبر حسابها الرسمي في “تويتر” أمس، الثلاثاء 3 من آذار، دعم بلاده لتركيا في مخاوفها الإنسانية والأمنية “المشروعة” بالمنطقة، مؤكدًا تضامن بلاده شعبًا وحكومة مع أنقرة في هذه الفترة.

كذلك أكد خان دعم بلاده الكامل لتركيا في حربها ضد التنظيمات “الإرهابية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى إيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، والحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، حسب “الأناضول“.

كما دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة تقاسم أعباء اللاجئين مع أنقرة، مشيرًا إلى أن باكستان على أتم الاستعداد لتقديم المساعدات اللازمة في هذا الخصوص.

واتصل خان هاتفيًا بأردوغان، وقدم إليه التعازي في القتلى الأتراك الذين سقطوا في هجوم قوات النظام السوري بإدلب، الخميس الماضي، بحسب البيان.

وتواصل تركيا تنفيذ عملية “درع الربيع” العسكرية ضد قوات النظام السوري في إدلب، ردًا على تقدم النظام السوري في منطقة “خفض التصعيد”، المدرجة باتفاقية “سوتشي” بين روسيا وتركيا.

وأسفرت معارك الكر والفر عن مقتل عدد من الجنود الأتراك، مقابل هجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة على مواقع وأرتال للنظام السوري في المنطقة.

–