بوادر انقلاب في السعودية.. ولي العهد يعتقل كبار الأمراء

عندما كان محمد بن نايف، هو وفي الصف الأول للعرش حتى عام 2017، الذي شهد عزله وتسلم محمد بن سلمان زمام الأمور-2017 (AFP)

camera iconعندما كان محمد بن نايف، هو وفي الصف الأول للعرش حتى عام 2017، الذي شهد عزله وتسلم محمد بن سلمان زمام الأمور-2017 (AFP)

tag icon ع ع ع

اعتقل ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، بعض كبار الأمراء في السعودية، بينهم شقيق الملك، وفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام أمربكية ووكالات عالمية، وسط حالة من الضبابية بشأن الأسباب التي أدت لهذه الاعتقالات، بينما تفيد معلومات بوجود بوادر انقلاب في المملكة.

وجاء في تقارير صحف عالمية، ومنها “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتان، اللتان نقلتا عن مصادر مطلعة فجر اليوم، السبت 7 من آذار، اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك، وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه الأمير نواف بن نايف.

وهي خطوة تعد امتدادًا لسلسلة من الإجراءات الصارمة ضد أقارب ولي العهد ابن سلمان، والتي جاءت بعد نحو عامين على الخطوة الأولى من اعتقالات طالت العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الثروة والمال في المملكة.

ولم تظهر حتى الآن تفاصيل وقائع اعتقالات الأمراء بشكل كامل، ولكن الصحيفتين نقلتا تأكيدهما أن مقنعين من حرس الديوان الملكي اعتقلا الأميرين صباح أمس، الجمعة 6 من شباط، من منزليهما اللذين أُخضعا للتفتيش.

وكان الأمير محمد بن نايف، قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به كولي للعهد من قبل ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.

واعتُقل أيضًا بعض الضباط في الأجهزة الأمنية والحرس الملكي الذين يعتقد أن لهم ولاء لأحمد بن عبد العزيز أو محمد بن نايف، وفقًا لتغريدة حساب “مجتهد” على “تويتر”.

هل هناك بوادر انقلاب في المملكة؟

بحسب وكالة الأنباء العالمية “رويترز“، فإنها لم تستطع تحديد الأسباب وراء الاعتقالات على الفور، كما أن المكتب الإعلامي الحكومي السعودي رفض التعليق على القضية.

وعزت الوكالة السبب، بحسب مصدرين تحدثا لها، عن سعي بعض أفراد الأسرة الحاكمة لتغيير ترتيب وراثة العرش، معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.

وأثار ابن سلمان الاستياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة، بسبب تشديد قبضته على السلطة، متسائلين عن قدرته على قيادة البلاد عقب حادثة قتل الصحفي السعودي المعارض له، جمال خاشقجي، في قنصلية المملكة باسطنبول عام 2018، وتعرض البنية التحتية النفطية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.

في حين علمت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن هذه الاعتقالات تتعلق بمحاولة انقلاب مزعومة، وأضافت أن السلطات تتهم الأميرين بالخيانة العظمى، وأنهما يواجهان عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.

بينما استبعد الكاتب والباحث السياسي علي ناصر الدين، في لقاء مع قناة “الجزيرة” القطرية، فرضية الانقلاب الداخلي، مرجعًا السبب إلى معارضة الأميرين للتغييرات التي يقوم بها ولي العهد.

وتأتي هذه الاعتقالات الأخيرة في وقت تشهد المنطقة توترًا شديدًا مع إيران المنافسة الإقليمية للمملكة، ومع تنفيذ ابن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية “طموحة”، بما في ذلك طرح عام أولي قدمته شركة “أرامكو” السعودية العملاقة للنفط في البورصة المحلية في كانون الأول 2019.

ويشاد بسياسة ابن سلمان في الداخل لتخفيف القيود الاجتماعية في المملكة وانفتاح الاقتصاد، لكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية الممكلة باسطنبول، واحتجاز ناشطات في مجال حقوق المرأة، ويُنظر إلى ذلك على أنه جزء من حملة على المعارضة.

الاعتقالات بالتزامن مع وقف الزيارات للأماكن المقدسة

أشارت الصحف الغربية إلى أن الاعتقالات الجديدة جاءت في ظرف خاص وحساس جدًا سواء بالنسبة للسعودية والعائلة المالكة أو للمنطقة بشكل عام.

وأثار قرار ابن سلمان وقف الزيارات الدينية للحرم المكي جراء فيروس “كورونا”، الغضب لدى الأسرة الحاكمة.

ونقلت قناة “الجزيرة” أن المعتقلين الحاليين سعوا عند الملك للشفاعة للمعتقلين السابقين من آل سعود للإفراج عنهم، وأنهم خلال حديثهم مع الملك قسوا عليه، فبادر ابن سلمان لاعتقالهم.

كما تداول المعتقلون بينهم بشأن قرار إيقاف العمرة والطواف حول الكعبة المشرفة، واستمرار حفلات الترفيه وتأشيرات السياحة، ما يشكل خطرًا من موقف العالم الإسلامي وهو يشاهد الحرم المكي خاليًا من الطائفين، فأحس ابن سلمان أن هناك ما يشبه التحرك للانقلاب عليه جراء ذلك، فأمر بإيداعهم السجن.

وكانت السلطات شنت عام 2017 حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات من رموز العائلة المالكة والوزراء ورجال الأعمال، واحتجزوا جميعًا في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض، واشتهروا لاحقا بمعتقلي “الريتز”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة