بعد اتفاق روسيا وتركيا..

نازحون مترددون في العودة إلى منازلهم

مخيم التل في بلدة دابق الذي شيد بعد موجات النزوح الاخيرة من أرياف إدلب وحلب - شباط 2020 (عنب بلدي)

camera iconمخيم التل في بلدة دابق الذي شيد بعد موجات النزوح الأخيرة من أرياف إدلب وحلب- شباط 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف إدلب

عاد قاسم رماح إلى مدينته الأتارب بريف حلب الغربي، عقب الاتفاق الروسي- التركي الأخير، الذي قضى بوقف إطلاق النار في إدلب، وذلك بعد نزوح أهالي المدينة منذ نحو عشرين يومًا إلى مناطق أكثر أمنًا قرب الحدود السورية- التركية، نتيجة التصعيد العسكري لقوات النظام على المنطقة.

تنقّل قاسم (21 عامًا) بين طرقات الأتارب وأزقتها، “لا أحد هنا، لا طبيب، لا مركز طبي، لا مدرسة، مدينة قتل النظام فيها كل ما هو حيوي، محالها ومخابزها كلها مغلقة”، يقول لعنب بلدي.

ما مضمون الاتفاق؟

نص الاتفاق الموقّع بين الرئيسين، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الحالي، على وقف إطلاق النار في إدلب على خط التماس الذي تم إنشاؤه وفقا لمناطق “خفض التصعيد”، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى الشمال وجنوب الطريق “M4” في سوريا.

إضافة إلى العمل على توفير حماية شاملة لكل السوريين وإعادة النازحين، وتسيير دوريات تركية وروسية، ستنطلق في 15 من آذار الحالي، على امتداد طريق حلب- اللاذقية (M4) بين منطقتي ترنبة غرب سراقب، وعين الحور بريف إدلب الغربي.

ويشير الاتفاق إلى عدم انسحاب قوات النظام السوري إلى حدود اتفاق “سوتشي” السابق، وتثبيت الواقع العسكري الحالي.
ورغم المشاعر السلبية التي انتابته لمشاهدة المدينة في هذه الحال، استبشر خيرًا عندما علم بعودة  بعض جيرانه، ليعلم لاحقًا أنهم عادوا للاطمئنان على حال منازلهم فقط، وليأخذوا ما تيسر لهم من متاع يلزمهم في نزوحهم، لكنهم خائفون من الاستقرار فيها.

 مناطق أفضل من أخرى

يصر قاسم على بقائه في الأتارب التي تقع في الريف الغربي لمدينة حلب، ويغلب الحنين على اعتقاده أن الحملة العسكرية للنظام ستعود، وسيسعى النظام السوري للتقدم من جديد.

موقف قاسم يخالف موقف جهاد أبو عبدو (35 عامًا)، الذي يرفض العودة إلى قرية كفرعويد في جبل الزاوية جنوبي إدلب، ويقول لعنب بلدي إن منازلها خالية، وبعضها مدمر بشكل كامل بسبب قصف النظام المتكرر لها، وما سلم منها تعرض لضرر جزئي، أو سلب ما بداخلها من أثاث.

يروى جهاد لعنب بلدي أن قوات النظام سحبت حتى أشرطة الكهرباء من داخل  منازل القرية، وأحرقتها، لاستخراج النحاس من داخلها، رغم أن فترة سيطرته عليها هي 62 ساعة فقط، لتعود فصائل المعارضة للسيطرة عليها في 29 من شباط الماضي.

زار جهاد كفرعويد، بعد استعادة السيطرة عليها من قبل الفصائل، ليتركها من جديد إلى مدينة إدلب، حيث مقر إقامته الجديد، وهو يعتقد أنه لن يستطيع العودة إليها، فقوات النظام تبعد سبعة كيلومترات عن القرية، كما أنه لا يثق في التزامها بالاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا، خاصة مع تحليق الطيران الحربي الروسي وطائرة الاستطلاع في سماء جبل الزاوية في أثناء تفقده منزله.

قصف متجدد

عززت التحركات العسكرية المتقطعة للنظام عقب اتفاق وقف إطلاق النار من مخاوف النازحين، وخاصة في المناطق الواقعة جنوبي الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4)، لكون مصير المنطقة غير محدد بوضوح في بنود الاتفاق، والخرائط المعلنة.

وأعلن “الجيش الوطني السوري”، في 7 من آذار الحالي، صد أول محاولة تقدم لقوات النظام السوري والحليف الروسي، إثر محاولة قوات النظام والميليشيات الرديفة التقدم على محور المشاريع في سهل الغاب غربي حماة، لكن الفصائل استطاعت إفشال الهجوم.

كما لم تنتظر قوات النظام، بعد دخول الاتفاق الروسي- التركي، أكثر من نصف ساعة لتقصف بلدات كنصفرة وسفوهن والفطيرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، في حين وثق “الدفاع المدني السوري” إصابة شابين جراء قصف مدفعي مصدره قوات النظام، استهدف مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة