ادفع نعالجك..

المشفى الحكومي الوحيد في القنيطرة يبتز المواطنين لقاء العمليات

camera iconمعاينة أحد المرضى في قسم الأمراض الداخلية في مشفى ممدوح أباظة - 13 آذار 2020 (صفحة المشفى فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القنيطرة

يعد مشفى “ممدوح أباظة” المشفى الحكومي الوحيد الذي يعمل حاليًا في محافظة القنيطرة، في وقت يقل فيه عدد الأطباء وتغيب المراكز الصحة بشكل شبه تام، بعد إغلاق قوات النظام السوري المشافي الميدانية والنقاط الطبية التي استخدمتها المعارضة خلال السنوات الماضية، ما زاد حاجة المدنيين في المدينة وريفها للتوجه إلى المشفى.

لكن توجد شكاوى متكررة من استغلال حاجة المواطنين في المشفى، وإجبارهم على دفع أموال لقاء إجراء عمليات جراحية من المفترض أن تكون مجانية في مشافي الدولة الحكومية، عبر طرق ملتوية.

عنب بلدي قابلت عدة حالات استُغلت من قبل الكوادر الطبية داخل المشفى، منها حليمة (60 عامًا)، فبعد تأجيل عمليتها الجراحية عدة مرات من قبل الطبيب، اضطرت إلى دفع 25 ألف ليرة سورية، لإجرائها في قسم الجراحة الداخلية.

وقالت حليمة، إن تكرار التأجيل بيّن لها أن الطبيب يريد مبلغًا ماليًا لإجراء العملية، فهي ليست الأولى أو الأخيرة التي تدفع لنفس الطبيب لقاء ذلك، فهناك مرضى قابلتهم أجروا عمليات قبلها وسيأتي بعدها آخرون أيضًا إذا استمر الوضع الصحي على حاله في المشفى.

وأضاف أحد مراجعي المشفى من ريف القنيطرة الجنوبي (تحفظ على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية) أن أي مراجعة لقسم العيادات أو لإجراء تحليل أو صورة شعاعية، يدفع المراجعون لقاءها مبلغًا ماليًا، رغم أنه مشفى حكومي وليس خاصًا، عدا عن الوساطة التي يجهزها المراجع قبل وصوله إلى المشفى للحصول على الخدمات التي يحتاجها.

وأكد المراجع أن قسمًا من الأطباء لا يجرون أي عملية جراحية دون دفع مبلغ مالي يصل إلى 50 ألف ليرة سورية.

التوجه إلى مشافٍ خاصة؟

محمد النعيمي، خمسيني من أهالي ريف القنيطرة، قال لعنب بلدي إنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، ونُقل إلى مشفى “أباظة”.

أُعطي محمد بعض الأدوية في قسم الإسعاف، وقضى ما تبقى من ليلته في قسم العناية المشددة، وطلب الطبيب المشرف في صباح اليوم التالي إجراء قسطرة تنظيرية للقلب للاطمئنان على سلامة الشرايين.

لكن أهل محمد فوجئوا بتعطل الجهاز، وبالتالي عليهم انتظار صيانته ثم انتظار أكثر من عشرة مرضى أسماؤهم مدرجة على القائمة قبله، أو أن يتبعوا “طرقًا ملتوية” لتقريب دوره، وبسبب خطورة حالته طلب الطبيب منهم التوجّه إلى مشفى خاص، أو إلى مشافي دمشق الحكومية.

قرر محمد التوجه إلى المشفى الخاص، وهنالك طُلب منه 150 ألف ليرة سورية مسبقًا لقاء القسطرة، ولم يتوفر لديه إلا نصف المبلغ، ولم تشفع له حالته الصحية، ليُفتح له الباب بعد استدانة أولاده المبلغ، وعولج لقاء مبلغ 175 ألف ليرة مع تكاليف الأدوية والتحاليل.

وأوضح طبيب عمل في القنيطرة وفي مشفى “أباظة” تواصلت معه عنب بلدي، أن العمليات الإسعافية، كالزائدة وغيرها، مجانية في المشافي الحكومية، كما يفترض أن يكون العلاج مجانيًا بشكل كامل إلا إذا كان العلاج في عيادة الطبيب الخاصة.

وأكد الطبيب أنه لا يحق للأطباء طلب أي مبلغ من المرضى، وهذا ما يعود إلى ضمير الطبيب وإخلاصه في العمل، مطالبًا بتقديم شكوى بحق الطبيب المخالف إلى إدارة المشفى.

استغلال تسبقه معاناة

عانت القنيطرة بعد سيطرة قوات النظام نتيجة اتفاق “التسوية” في مناطق الجنوب برعاية روسيا، في تموز 2018، من تراجع في القطاع الصحي، وغياب شبه تام للمشافي والمراكز الصحية، بسبب إغلاق المشافي الميدانية والنقاط الطبية التي استخدمتها المعارضة خلال السنوات الماضية.

كما أجبر عدم وجود أطباء اختصاصيين مناوبين في عياداتهم ضمن أغلبية قرى وبلدات القنيطرة، المرضى على قطع مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا، وتحمل عناء السفر والوقوف على الحواجز العسكرية للوصول إلى المشفى الوحيد (أباظة).

ويعد المشفى الوحيد النشط على أرض المحافظة، بعد معاناة أبنائها من عدم وجود مشفى عقب تدمير مشفى الجولان في مدينة القنيطرة عام 1967.

بدأ عمل المشفى مطلع عام 2005، وتبلغ مساحته 28 كيلومترًا مربعًا، ويشغل مساحة طابقية قدرها 14 كيلومترًا مربعًا، مؤلفة من ثلاثة طوابق، وجُهز المشفى بمنحة مقدمة من دولة اليابان نهاية عام 2004.

ويبلغ عدد الأسرة في المشفى 200 سرير طبي، ويتألف من أقسام: الأمراض الجراحية، الأمراض الباطنية، الأطفال، النسائية والتوليد، الإسعاف والطوارئ، العناية المشددة، شعبة غسيل الكلية التي فُعّلت مؤخرًا، العمليات، العيادات الخارجية، التصوير الطبي الشعاعي والطبقي المحوري، وقسم المخابر المركزي.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة