“عفوًا أيها القانون”.. الشرف حكر على الرجال دون النساء؟

camera iconنجلاء فتحي ومحمود عبد العزيز في فيلم "عفوًا أيها القانون" - 1985

tag icon ع ع ع

أصابتها الصدمة بالذهول، ولم تستفق إلا بعد أن دوت ست طلقات نارية من المسدس الذي التفت أصابعها على زناده، وكان رد فعلها الأول الهرب بعد إطلاق النار، لكن القانون لم يتركها ولم يرأف بها.

فيلم “عفوًا أيها القانون” يتحدث عن الحب والخسارة والعلاقات الزوجية والخيانة، وعن ظلم وجَور تعانيه المرأة في المجتمع والدستور، الذي لا يعترف لها بأحقية الشعور بالغيرة وهدر الكرامة، ويترك مفهوم الدفاع عن “العرض” و”الشرف” محصورًا بالذكور دون الإناث.

قدمت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، في تجربتها السينمائية الطويلة الأولى عام 1985، فيلمًا جريئًا نقد مفاهيم المجتمع والقانون وتفرقته بين المرأة والرجل في قوانين “الشرف”، التي تسهل على الرجال قتل نسائهم بمبررات الغيرة والغضب.

لم تقصد بطلة الفيلم هدى، التي أدت دورها الممثلة المصرية نجلاء فتحي، قتل زوجها الذي كانت تحبه، إلا أن الأصوات التي سمعتها عند وصولها إلى البيت مصادفة قبل ساعات من موعدها، أثارت خوفها من وجود لص في المنزل لذا حملت السلاح.

يبدأ العمل بعرض حكاية الدكتورة الجامعية هدى مع زوجها الدكتور علي منذ ليلة الزفاف، التي لم تسر كما هو متوقع، عند اعتراف الزوج بعجزه الجنسي وطلبه المساندة من زوجته رغم بطلان أسس الزواج.

تمسكت هدى بحبها لزوجها وسعت لإقناعه بضرورة العلاج، وبعد مقاومة وممانعة وبدعم من طبيب نفسي، تمكنت من الكشف عن سر صدمته العميقة، حين شهد في طفولته على قتل والده لزوجته الجميلة عند ضبطه لها مع رجل آخر على سريره.

تمكن الدكتور علي، الذي أدى دوره الممثل المصري محمود عبد العزيز، من تجاوز محنته، إلا أن ثقته الجديدة بنفسه دفعته لملاحقة امرأة أخرى أثارت رغبته.

لم تقتنع الشرطة بأدلة وجود الزوج مع امرأة غريبة على سرير واحد بحدوث الزنا، ولم تشهد الرصاصات الثلاث الطائشة التي أصابت الحائط بصدمة الزوجة، بل وجهت لها النيابة العامة تهمة القتل العمد، وحكمت عليها بالسجن 15 عامًا، بعد إصرار والد زوجها (الذي لم يُسجن عند قتله زوجته كون الحادثة وقعت بدافع “الشرف”) على براءة ابنه وضرورة محاكمة القاتلة.

استوحت المخرجة فيلمها “عفوًا أيها القانون” من قصة حقيقية قرأتها مصادفة، حسبما نقل عنها موقع “الوطن” الإخباري، وسعت لتسليط الضوء على “ذكورية المجتمع” وتفريقه بين الرجال والنساء بالقانون، رغم مساواة الدين لهما بالأحكام الشرعية.

وقالت المخرجة الدغيدي للموقع المصري، “لماذا يقتصر الشرف على الرجل وحده؟ ولماذا يكون مباحًا له القتل تحت هذا المسمى، السيدات أيضًا لديهن شرف”، ومع اعتقادها أن تلك الجرائم لن تختفي في المجتمعات الشرقية، دعت المخرجة السينمائية بعملها إلى “إعادة النظر في كل تلك القوانين، التي تعزز التفرقة بين الرجل والمرأة”.

في سوريا مثلًا، حافظت الدساتير على قوانين “الشرف”، التي شاركتها بها عدد من الدول العربية، والتي تقدم أحكامًا مخففة لجرائم القتل التي تحصل بدافع الغيرة، منذ عام 1949 حتى 12 من آذار الحالي، حين ألغي القانون وبنوده التي تقدم أعذارًا لمن يقدم على قتل زوجته أو أخته أو ابنته، عند ضبطها بمواقف جنسية فاحشة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة