إدلب.. فعالية لتمكين ذوي الإعاقة سياسيًا

camera iconرسم جداري ضمن نشاطات الفعالية (صفحة الفعالية على تويتر)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

“يئست من المشاركة في أي نشاط سياسي أو ثقافي بعد أن بترت ساقي، وعانيت كثيرًا من إصابة فقدتُ قدمي إثرها”، بهذه الكلمات عبر خالد مشيمش عن معاناته من الإعاقة التي سببها سقوط صاروخ على منزله في إدلب، ما تسبب ببتر قدمه من عند الركبة.

معاناة خالد وآخرين مثله في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري، كانت دافعًا لتنظيم فعاليات ونشاطات تسعى إلى دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع.

ومن ذلك المبدأ، انطلقت حملة “قادرون باختلاف” في إدلب، منذ 15 من شباط الماضي وتستمر حتى 30 من آذار الحالي، بهدف دعم مبتوري الأطراف في الشمال السوري.

ويقول خالد لعنب بلدي، إن مشاركته في فعالية “قادرون باختلاف” أضافت له الفائدة، وخلقت لديه وعيًا تجاه الأمور السياسية في البلد، بعدما كان غائبًا بشكل كامل سابقًا، إذ كانت النشاطات الخاصة بمبتوري الأطراف تقتصر على بضع فعاليات رياضية.

وتهدف حملة “قادرون باختلاف” إلى دعم ذوي الإعاقة وإشراكهم في الحياة السياسية بوصفهم جزءًا من المجتمع، كما تسعى إلى تدريب فئة محددة منهم على مواضيع تتعلق بالمناصرة.

يدعم الحملة معهد “صحافة الحرب والسلام”، وتستهدف الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية مثل ذوي الأطراف المبتورة أو الشلل، في حين لا تشمل الفعالية الأشخاص الذين يعانون من إعاقات دماغية.

وتشمل جلسات تثقيف تتحدث عن حقوق ذوي الإعاقة بشكل عام، وشرح محاور الدستور والانتخابات والحكم المحلي والمدني.

محمد نور حلاق، وهو منسق الحملة، يقول لعنب بلدي إن الحملة انطلقت بجهود شبابية وتطمح لأن يكون ذوو الإعاقة قادرين بمفردهم على مناصرة قضايا خاصة تتعلق بهم، وذلك من خلال إرشادهم إلى الخطوات الرئيسة للحشد والمناصرة.

وأضاف حلاق أن فعالية “قادرون باختلاف” خطوة أولى لحملات لاحقة خطط لها مسبقًا، وجميعها تهدف إلى دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق الشمال السوري المحرر.

واستفاد من الحملة نحو 150 شخصًا، نصفهم من الإناث، وتضمنت الأنشطة رسومات طرقية للتوعية بمعاناة مبتوري الأطراف، ولفت النظر إلى الحملة.

ولاقت الحملة دعمًا من قبل بعض الجمعيات في إدلب، كانت صلة وصل بين منظمي الحملة والمهتمين بالفعالية، ومنهم جمعية “وبشر الصابرين” و”مركز العلاج الفيزيائي في محافظة إدلب”.

وقال مدير “مركز العلاج الفيزيائي في إدلب”، محمد مرعي شيخ الحدادين، لعنب بلدي، “لقد أثبتت الحملة أنهم مثلنا، ولا يختلفون عنا في الحقوق، وحتى لو وجدوا رفضًا من المجتمع أو بعض الناس أو التعامل معهم بشكل غير طبيعي، فإن هناك جمعيات تعنى بهم وتعمل على دمجهم في الحياة السياسية”.

أرقام وإحصائيات

لا تتوفر إحصائية رسمية حديثة لعدد المصابين بإعاقات حركية في سوريا، إلا أن منظمة الصحة العالمية، قدرت في كانون الأول من عام 2018، أن أكثر من ثلاثة ملايين سوري يعانون من إعاقات وإصابات حرب.

وجاء في تقرير نشرته المنظمة، أن مليونًا ونصف المليون سوري أصيبوا بالإعاقة نتيجة النزاعات والحرب في سوريا بعد عام 2011، بمعدل 30 ألف إصابة كل شهر، مشيرة إلى أن 86 ألفًا منهم مبتورو الأطراف، ثلثهم من الأطفال.

وأرجع التقرير سبب ارتفاع عدد “معاقي الحرب” إلى استخدام أسلحة جديدة ومتفجرات، وخص بالذكر البراميل المتفجرة والأسلحة الحارقة التي استُخدمت خلال السنوات السبع الأولى للثورة في سوريا.

وعانى مبتورو الأطراف بشكل مضاعف في مناطق سيطرة المعارضة بالشمال السوري، حيث كانت تجرى لهم عمليات جراحية ميدانية لحظة إصابتهم بشكل سريع، دون تشخيص أو فحص متقدم.

ويرجع ذلك إلى غياب المراكز الطبية المؤهلة لإجراء مثل تلك العمليات، إضافة إلى نقص الكوادر الطبية والمعدات ومواد التعقيم اللازمة لإجراء عمليات البتر.

وتتضاعف معاناة مبتوري الأطراف لاحقًا، في أثناء بحثهم عن مراكز طبية تدعمها منظمات لتركيب الأطراف الصناعية، وهي عملية مرهقة ومكلفة، تستهلك جهدًا ووقتًا طويلًا، إضافة إلى التكلفة المادية في حال تنقلهم بين المدن والبلدات في شمالي سوريا.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة