الاقتحام والسيطرة والانحسار.. إدلب بين ثلاث آذارات

camera iconنزوح مدنيين من ريف إدلب الجنوبي والشرقي باتجاه المناطق الحدودية هربًا من القصف الجوي 8 كانون الأول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

العاشر من آذار 2012 قبل أن يمضي عام على انطلاق المظاهرات السلمية المناهضة للنظام العام، وفي الخامسة صباحًا، بدأت قوات النظام بقصف الأحياء السكنية لمدينة إدلب، دون أن تستهدف نقاط تمركز المنشقين، ومقاتلي المعارضة الآخرين الذين شكلو ما يسمى بـ “الجيش الحر”، بل صبت جام غضبها على أهالي المدينة من المدنيين.

وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ما فعله جيش النظام في المدينة آنذاك، “استخدام بنادق آلية برصاصات ذات أعيرة كبيرة، ودبابات ومدافع هاون في القصف العشوائي على البنايات والأفراد في الشوارع”، حسب تقريرها الصادر في 15 آذار 2012.

وأضافت أن قوات النظام بعد دخولها المدينة اعتقلت مدنيين خلال عمليات تفتيش للمنازل عشوائيًا، ونهبت المنازل وأحرقت بعضها.

أعمال قتل وسلب واعتقال نفذتها قوات النظام وبسطت سيطرتها على المدينة، لكن أريافها لم تكن تحت سلطتها بشكل كامل، ولم يكن قد مضى العام 2012 حتى سيطر “الجيش الحر” على معظم المناطق في ريف إدلب.

معرة النعمان بالريف الجنوبي وبلدة سراقب الواقعة عند تقاطع طريقي دمشق- حلب، واللاذقية حلب، وصولًا إلى معبر “باب الهوى” مع تركيا، باتت تحت سيطرة الفصائل، وانحصرت قوات النظام في بعض المعسكرات القريبة من مدينتي إدلب وأريحا.

28 آذار 2015: “جيش الفتح” يسيطر على المدينة

انشغلت فصائل المعارضة على مدى ثلاث سنوات بمعارك مختلفة في الريف الإدلبي، لتعود في 28 من آذار 2015، وتسيطر على المدينة بشكل كامل بعد أربعة أيام من إطلاق عمليات لطرد قوات النظام منها.

وكانت فصائل حركة “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” و”فيلق الشام” و”أجناد الشام” وجند الأقصى”، أعلنت في 24 آذار 2018، تشكيل تحالف “جيش الفتح”، الذي يهدف إلى السيطرة على مدينة إدلب بالكامل.

تحرير إدلب في 2015 لم يكن بين عشية وضحاها، بل كان نتاج عمليات عسكرية ومعارك على مدى ثلاث سنوات.

وبسطت فصائل المعارضة منتصف 2014 سيطرتها على كامل مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، بعد سيطرتها على نحو 20 حاجزًا حول المدينة.

لتسيطر بعدها الفصائل في كانون الأول 2014 على معسكري وادي الضيف والحامدية (أكبر معسكرات قوات النظام في المدينة في المحافظة)، ما أتاح لها التحكم الفعلي في الأوتستراد الدولي الواصل بين حماة وحلب وتحرير ريف مدينة معرة النعمان بالكامل.

5 آذار: اتفاق الدوريات في عمق إدلب

بدأت فصائل المعارضة تخسر مواقع استراتيجية تحت سيطرتها، منذ سيطرة قوات النظام على منطقة شرق سكة الحجاز جنوب شرقي إدلب،، ومطار أبو الظهور في كانون الثاني 2018.

لكن مع توسع عمليات النظام العسكرية منذ نيسان 2019، خسرت فصائل المعارضة مدن وأرياف بكاملها، كمعرة النعمان وخان شيخون وسراقب وأجزاء من ريف حلب الغربي والشمالي.

وآخر النكسات ما نتج عن الاتفاق الروسي التركي في 5 آذار الحالي، بتسيير دوريات روسية- تركية على الطريق الدولي “M4″، بعد خسارة طريق دمشق- حلب “M5”.

خريطة توضح تراجع السيطرة الميدانية لفصائل المعارضة في إدلب بين عامي 2018 و2020 (عنب بلدي)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة