حي الوعر.. «لبيك يا حمص» تنشط من جديد

tag icon ع ع ع

ليان الحلبي

منذ تموز 2013 وقوات الأسد تحاصر حي الوعر، حيث يقيم أكثر من 100 ألف نسمة، أغلبهم نازحون من أحياء حمص القديمة، وصلوا الحي قبل محاصرته.

ومنذ قرابة الشهرين، سُمح بإدخال كميات محدودة من المعونات الغذائية، برعاية الأمم المتحدة، ووزعت عبر جمعيات إغاثية. ويقول وليد، الإداري في حملة لبيك يا حمص، «تدخل البضائع بكميات قليلة جدًا، وتبعًا لمزاج العسكري المسؤول على الحاجز، فإن كان معكرًا لا تدخل البضاعة»؛ ويؤكد أن حواجز النظام تسرق كميات كبيرة من المواد دون أي رقابة، بحسب تعبيره.

وتتفاوت نسبة ارتفاع الأسعار في الحي، بحسب نوع المادة ويتراوح بين 5 إلى 20 ضعفًا، وتتصدر المحروقات –بحال توفرت- قائمة نسب الارتفاع. وفي ظل هذه الأوضاع، فمعظم العائلات متفرج على البضائع الواردة، لا زبون محتمل لشرائها، وذلك لجملة ظروف منها ارتفاع نسب البطالة، وغياب فرص العمل، واستغلال التجار لحاجة الناس برفع الأسعار بهدف زيادة الربح أو تعويض ما تسرقه حواجز الأسد.

وتقول الناشطة المعروفة باسم «كوكي حمص» في حي الوعر، «توجّهت كثير من جمعيات حمص للعمل في مناطق تحظى بتركيز إعلامي أضخم كالغوطة الشرقية، بغية كسب تعاطف الداعمين وضمان استمراريتهم؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على العمل الإغاثي في الحي، حتى بات غائبًا تمامًا عدا بعض المشاريع خلال رمضان.

وبحلول رمضان، باشرت جمعيات وحملات مموّلة تنفيذ مشاريع إفطار صائم وتوزيع وجبات يومية على عائلات فقيرة؛ وأوضحت كوكي حمص أن الجهود عجزت عن مساعدة كافة العائلات المحتاجة في الحي، وأنها موجهة لأسر محددة وفق «محسوبيات» معينة، إضافة لتردي جودة الأطعمة المقدمة.

واستجابت حملة “لبيكِ يا حمص” لفكرة توزيع «كوبونات» طرحها ناشطو الحي، وتتضمن التعاقد مع مطاعم معينة يمكن لحامل الكوبون التوجه إلى أحدها وقت الإفطار واختيار وجبة من المتاح ضمن خيارات الكوبون، دون دفع ثمنها. ولاقت الفكرة استحسان الأهالي والناشطين، الذين دعوا الجهات الإغاثية الأخرى لاتباع الأسلوب  ذاته لتوفير المال والجهد ورفع جودة الوجبات المقدمة.

ويعقب وليد أن الحملة تعاني «ضعف التمويل»، و»تعتمد على التبرعات الأهلية»، مؤكدًا أنها محل ثقة من الأهالي كونها أولى الحملات الإغاثية، وأطلقت مطلع 2012 لمساعدة فقراء حمص ونازحيها، بمشاركة ناشطين بارزين منهم هادي العبد الله، وعبد الباسط الساروت، وأبو جعفر الحمصي وآخرون. وإثر نجاح الحملة آنذاك، لاحقت قوات الأسد كوادرها، ومنهم من كان مصيره الاعتقال أو التصفية، كالناشط «كنان الأتاسي» الذي استشهد تحت التعذيب نهاية 2013.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة