تعليمات لا بد منها للحجر الصحي المنزلي

الحجر الصحي المنزلي
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

مع استمرار انتشار الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (Covid-19) وارتفاع أعداد الحالات في جميع أنحاء العالم، لا بد من التشديد على التزام الناس بقواعد الوقاية من العدوى للحد من انتشار المرض.

فبالإضافة إلى التدابير الإدارية التي تفرضها الحكومات بهذا الخصوص، والتوصيات بإجراءات الوقاية الفردية، كغسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب لمس الفم أو الأنف أو العينين، يمكن اتخاذ تدابير أكثر جدية بالنسبة لبعض الحالات الخاصة للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” مثل الحجر الصحي الذاتي المنزلي.

ما المقصود بالحجر الصحي المنزلي؟

“الحجر الصحي” هو مصطلح يشير إلى استراتيجية وقائية متعارف عليها في حال تفشّي الأمراض السارية والمعدية، ويعني فصل وتقييد حركة شخص ما، سليم ومعافى، يحتمل أن يكون قد تعرض لمرض معدٍ، لمعرفة ما إذا كانت العدوى قد انتقلت إليه أم لا، ويكون الحجر الذاتي عادة في المنزل، ويمكن أن يجرى الحجر الصحي في منشأة صحية.

ويعود أصل الكلمة في اللغة الإنجليزية (Quarantine) إلى اللغة الإيطالية المستخدمة في مدينة البندقية بالقرن السابع عشر، التي تعني حرفيا “أربعون يومًا”، وهي الفترة التي كانت تُفرض على السفن حينها قبل السماح للبحارة بالنزول إلى الموانئ والشواطئ.

وينبغي أن يراقب الأشخاص المُطبّق عليهم الحجر الصحي أي أعراض مرضية للمرض قد تظهر عليهم، ليبلغوا الجهات الصحية بها.

وبالإضافة إلى مراقبة ما إذا كانت الأعراض تتطور، فإن الوجود في الحجر الصحي يعني أن الشخص الذي ربما يكون قد تعرض للمرض المعدي لن ينقل المرض إلى الآخرين خلال هذه الفترة فيما لو تبين أنه مصاب بالمرض.

وكثيرًا ما يتم الخلط بين “الحجر الصحي” و”العزل الطبي”، الذي يعرّف بأنه عزل شخص ما، ثبتت إصابته بمرض معدٍ، عن بقية أفراد المجتمع الأصحاء، لمنع انتقال المرض إلى آخرين، ويجري العزل غالبًا ضمن المنشآت الصحية.

من الذي يحتاج إلى الحجر الصحي المنزلي؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن التوصية بالحجر الصحي للأفراد الذين يُعتقد أنهم تعرضوا لأمراض معدية مثل “كورونا المستجد”، لكن لم تظهر عليهم الأعراض.

وبالنسبة لوباء “كورونا المستجد” يُطبق الحجر الصحي المنزلي على الفئات التالية:

1- الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض لفيروس “كورونا المستجد” لكن سبق لهم أن خالطوا أشخاصًا مصابين بشكل مؤكد، ويعرف “المخالط” بحسب منظمة الصحة العالمية بأنه شخص يقوم بما يلي:

  • رعاية مباشرة لمرضى داء “كورنا المستجد” دون ارتداء وسائل الوقاية الفردية.
  • أو الوجود في نفس البيئة الملاصقة لمريض داء “كورونا المستجد” (تتضمن مكان العمل، الفصول المدرسية، الأسرة وأماكن التجمع).
  • أو المسافر مع مريض مصاب بداء “كورونا المستجد” وعلى مسافة متر واحد في أي نوع من وسائل النقل، وذلك خلال فترة الـ14 يومًا السابقة لبدء ظهور الأعراض لدى الحالة قيد النظر.

2- الأشخاص القادمون من بلد موبوء أو ظهر فيه الوباء خلال آخر 14 يومًا.

3- الأشخاص المخالطون لشخص كان في دولة موبوءة خلال آخر 14 يومًا وظهرت عليه أعراض الإصابة التنفسية.

وخلال فترة الحجر الصحي لا يحتاج أفراد الأسرة الآخرون عادة إلى الحجر الصحي الذاتي.

ما تعليمات الحجر الصحي المنزلي؟

ينبغي الالتزام بالتعليمات التالية في أثناء فترة الحجر الصحي المنزلي:

  • عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • مخالطة أفراد الأسرة الذين يعيشون في نفس المنزل فقط.
  • عدم استقبال الزوار في المنزل.
  • الالتزام بتعليمات الوقاية الفردية، كغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، وعدم لمس العيون والأنف والفم، واتباع تعليمات العطاس والسعال (استخدم المنديل الورقي وتغطية الفم والأنف به، التخلص من المنديل فورًا في سلة النفايات، إذا لم يتوفر المنديل يفضل السعال أو العطاس على الكوع المثني، غسل اليدين جيدًا بعد العطاس أو السعال).
  • يجب على جميع أفراد المنزل غسل أيديهم بانتظام وتجنب لمس الوجه أو الفم أو الأنف.
  • تجنب مشاركة الأدوات المنزلية مثل الأطباق أو أكواب الشرب أو أواني الأكل أو فراشي الأسنان أو الملابس أو الوسائد أو مفارش السرير أو المناشف مع المقيمين في نفس المنزل، ويجب غسل هذه الأدوات جيدا بالماء الدافئ والصابون بعد الاستخدام.
  • تنظيف وتطهير الأسطح والأغراض المستخدمة مرة واحدة على الأقل في اليوم، بما في ذلك مقابض الأبواب والمراحيض والطاولات وأجهزة التحكم عن بعد والهواتف المحمولة وجميع الأسطح والأغراض الأخرى الكثيرة الاستخدام، ويجب استعمال القفازات ذات الاستخدام الواحد عند التنظيف، وبمجرد الانتهاء من التنظيف يجب التخلص من القفازات وغسل اليدين جيدًا.
  • تجنب الطهي أو إعداد الطعام للآخرين، ويجب أن يقوم شخص آخر في المنزل بطهي الطعام لتجنب دخول المطبخ.
  • عدم الذهاب في جولة خارج المنزل إلى الأماكن العامة.
  • عدم استخدام وسائل النقل العامة، ويمكن الذهاب مشيًا على الأقدام، بشرط ترك مسافة متر إلى مترين مع الآخرين.
  • عدم الذهاب لأماكن التجمعات، التي يصعب فيها ترك مسافة بين الأشخاص.
  • عدم الذهاب إلى المتاجر أو التعاونيات أو المطاعم، إلا في حال الضرورة القصوى، وينبغي الالتزام بترك مسافة متر إلى مترين عن بقية الأشخاص، ويمكن استخدام الكمامة الواقية.
  • مراقبة أي أعراض مرضية قد تظهر على الشخص في أثناء فترة التزامه بالحجر الصحي، مثل أعراض الإنتان التنفسي، أو الحمى.

إذا ظهرت أي أعراض على الشخص، مثل ارتفاع الحرارة أو السعال أو أي عرض لإنتان تنفسي، ينبغي ألا يذهب مباشرة إلى المستشفى، وإنما يفضل أن يتصل هاتفيًا بالأرقام الساخنة التي تحددها وزارة الصحة في كل بلد لأخذ النصيحة والمشورة حول ما يجب عليه فعله، ويجب أن يطبق على نفسه “العزل الصحي الذاتي المنزلي”، وذلك باتباع التعليمات التالية:

  • إذا كان الشخص يعيش مع آخرين في نفس المنزل، يجب أن يختار غرفة منفصلة عن بقية أفراد الأسرة أو المشاركين في المنزل، ويفضل أن تكون مع حمام داخلي منفصل، وتجب تهويتها بانتظام وبالطرق المناسبة، مع إبقاء بابها مغلقًا.
  • إذا لم يتوفر حمام منفصل وكان الحمام مشتركًا مع الآخرين، فيجب تنظيفه بعد كل استخدام، وعدم مشاركة الآخرين في الفوط وبقية مستلزمات الحمام من صابون وشامبوهات وما شابه.
  • التأكد من وجود سلة مهملات محكمة الغلق في غرفة العزل، ووضع كيس بلاستيكي فيها، والتأكد من غلق الكيس بإحكام ووضعه داخل كيس آخر قبل رميه.
  • التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
  • تناول الطعام في الغرفة الخاصة، وتجنب الأكل أو الشرب مع بقية أفراد المنزل.
  • عدم الاختلاط مع بقية أفراد الأسرة في المنزل.
  • الامتناع عن استقبال الزوار في الغرفة أو المنزل.
  • استخدام الهاتف للتواصل مع أي شخص آخر في المنزل.
  • يجب السماح لفرد واحد فقط من أفراد الأسرة برعايتك وخدمتك، ويجب على الشخص الذي يقوم بالاعتناء بك ارتداء قناع للوجه وقفازات بلاستيكية كلما دخل إلى غرفتك، ومن ثم التخلص منها بعد الاستخدام، وغسل يديه على الفور بعد مغادرة غرفتك، وتجب المحافظة على مسافة متر واحد على الأقل بينك وبين مقدم الرعاية في جميع الأوقات.​
  • الطلب من الآخرين المشاركين للمنزل شراء الطعام أو الدواء أو المستلزمات المنزلية الأخرى، وإذا كان الشخص يعيش بمفرده، يمكنه طلب احتياجاته المختلفة من مواقع التوصيل، أو طلب مساعدة صديق لإحضار أغراضه التي يحتاجها إلى منزله، على أن يتركها خارج باب المنزل، ليلتقطها لاحقًا بعد مغادرته.

وننوه أنه وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض (CDC)، يجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة، أن يفكروا في العزل الذاتي إذا حدث تفشي فيروس “كورونا المستجد” في مجتمعهم، لأنهم أكثر عرضة للإصابة به.

كم من الوقت يجب أن تقوم بالحجر الصحي؟

يستمر الحجر الصحي المنزلي فترة 14 يومًا، وهي فترة حضانة المرض، أي منذ التقاط العدوى حتى ظهور الأعراض، فإذا لم تظهر على الأفراد أعراض المرض خلال هذه المدة، فيفترض أن يكونوا على ما يرام لإنهاء فترة الحجر الصحي والعودة إلى روتين حياتهم اليومي كالمعتاد.

أخيرًا، يُنصح الشخص في أثناء فترة الحجر الصحي بالقيام ببعض النشاطات تجنبًا للقلق النفسي، مثل ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، وإنجاز مهام العمل والدراسة من المنزل، عبر وسائل الاتصال الهاتفية أو عبر الإيميل أو ما شابه، والتواصل مع الأقارب والأصدقاء هاتفيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع الانتباه لتجنب قضاء أوقات طويلة على الأجهزة الإلكترونية، والاستفادة من وقت الجلوس في المنزل بممارسة هوايات قديمة كقراءة الكتب أو الرسم مثلًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة