لضبط التوتر في الجنوب السوري.. روسيا تلتقي بضباط منشقين في درعا

camera iconالشرطة الروسية بعد دخولها إلى بلدة طفس بريف درعا الغربي - 11 من تموز 2018 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أجرت الشرطة العسكرية الروسية خلال الأيام الماضية لقاءات مع ضباط منشقين عن النظام في درعا، بهدف احتواء التوتر المتصاعد، والمحافظة على الوضع الأمني.

ولمعرفة مضامين تلك الاجتماعات والهدف منها، تواصلت عنب بلدي مع ضابط منشق حضر أحد تلك الاجتماعات، ومع ناشط إعلامي حضر اجتماعًا آخر، وعقيد منشق اطلع على سيرها، ونتحفظ على نشر أسمائهم لأسباب أمنية.

 تسوية وضع جديدة

عقدت روسيا اجتماعًا، في 22 من آذار الحالي، مع شخص يدعى محمد جميل، وهو ضابط منشق وكان يتكلم باسم عدد من الضباط المنشقين، وجرى الاجتماع في بلدة غباغب بريف درعا.

وخلال الاجتماع كان النقاش يدور حول إجراء تسوية شاملة لوضع الضابط جميل وعدد من الضباط معه، بحسب طلب الروس، الذين يريدون إجراء تسويات جديدة في درعا، وفق ما أكده الضابط المنشق الذي حضر الاجتماع.

وطُلب من جميل إحصاء أسماء الضباط المنشقين من أجل زيارتهم في منازلهم، وتأمين وظائف مناسبة لهم لاحتوائهم وضمهم للفصائل التي تتبع للقوات الروسية كـ”الفيلق الخامس”.

من جانبه، رفض جميل فكرة تسوية الأوضاع، وطالب بتسريح المنشقين وعدم ملاحقتهم أمنيًا، مشيرًا إلى أنه من أراد القبول بالانضمام إلى “الفيلق الخامس” فعليه أن يتحمل مسؤولية اختياره.

ويعمل النظام السوري على فرض واقع جديد بمحافظة درعا، يتمثل في التحكم بزمام المناطق التي تمثل حاضنة لعناصر الفصائل الذين رفضوا الخروج من درعا، وسحب سلاحهم عن طريق مفاوضات وهدن، وترحيل الرافضين له إلى الشمال السوري.

ومؤخرًا علت الأصوات في الجنوب السوري مطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وبخروج مقاتلي “حزب الله” وقوات النظام من المدن.

أحدث هذه المطالبات كانت في مناطق جلين وحيط وداعل وطفس، والصنمين التي شهدت اشتباكات بين عناصر المعارضة الرافضين للتسوية وقوات النظام، في 1 من آذار الحالي، استخدم النظام خلالها الدبابات في قصف المدينة ونشرها في شوارع وأحياء طفس.

ويضاف إلى أجواء التوتر في الجنوب السوري، تصاعد وتيرة الاغتيالات التي تطال المعارضين للنظام، والتي أدت إلى زيادة الغضب الشعبي، الأمر الذي عكسته المظاهرات الغاضبة في أثناء تشييع القتلى.

اقرأ أيضًا: استراتيجية جديدة لتفريغ درعا من مقاتلين معارضين

“اللجنة المركزية”

في موازاة لقاءات الروس مع الضباط المنشقين في غباغب، عقدت “اللجنة المركزية” اجتماعًا مع الرائد إيكور من القوات الروسية، والعقيد مدييف من الشرطة العسكرية الروسية في مدينة طفس.

وشُكلت “اللجنة المركزية”، بعد دخول النظام إلى المنطقة الجنوبية، من شخصيات مدنية وقادة في “الجيش الحر”، ومهمتها تمثيل الأهالي والحوار مع النظام والروس ونقل المطالب.

وقال الناشط الإعلامي تيم الأحمد (اسم مستعار) الذي حضر اجتماع طفس أمس، الاثنين، إن “اللجنة المركزية” ممثلة بـ”أبو مرشد البردان” ومصعب البردان وآخرين، ناقشت مع الوفد الروسي التوتر الأخير في الجنوب السوري وأسبابه، وسبل تهدئة المنطقة.

وأكد الأحمد لعنب بلدي، أن أعضاء “اللجنة المركزية” أبدوا عدم الرغبة في الوصول إلى عمل عسكري، مشيرين إلى أن قوات النظام تسعى لتأجيج الوضع والضغط على سكان درعا بالملاحقات الأمنية والاغتيالات.

وطالبت “اللجنة” بتنفيذ بنود اتفاق “التسوية” الذي تم التوصل إليه في تموز 2018، ومن البنود تسريح المنشقين، وإعادة الموظفين إلى عملهم، وإيقاف الاغتيالات والملاحقات الأمنية والاعتقالات.

ووعد أعضاء الوفد الروسي بإيصال مطالب اللجنة الى القيادة الروسية، وفق الأحمد.

وحول الهدف، قال عقيد منشق مطلع على الاجتماعات واللقاءات لعنب بلدي، إن الروس عرفوا أنهم لن يستطيعوا السيطرة على الأرض، وإيقاف التوتر الحاصل في الجنوب، و إعادة ترتيب الأمور، إلا عبر إنهاء ملف المنشقين من ضباط وصف ضباط وغيرهم.

وأضاف، “أعتقد أيضًا أن الروس لن يكونوا بمفردهم عندما يترتب ملف الجنوب السوري، حيث ستتدخل فيه كل الدول ذات الثقل العالمي، كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ناهيك عن إسرائيل ومن يدور في فلكها”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة