عاملان يقلصان الوفيات بـ”كورونا” في ألمانيا.. تعرف إليهما

camera iconالجيش الألماني ينقل مصابين بفيروس "كورونا" من إيطاليا وفرنسا لمعالجتهم في ألمانيا- 28 آذار 2020 (METRO)

tag icon ع ع ع

تضج وسائل الإعلام بأخبار تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وتزايد أعداد المصابين بالفيروس التي وصلت حالات الإصابة المؤكدة به إلى أكثر من 722 ألف حالة حتى الآن حول العالم، منهم 151 ألف حالة خرجت من خطر الوفاة وتعافت من المرض، بينما أكثر من 34 ألف إنسان انتصر الفيروس على مناعتهم فأودى بحياتهم.

القارة العجوز هي الأكثر تضررًا حتى الآن من فيروس “كورونا”، إذ بلغ عدد الوفيات في أوروبا وحدها أكثر من 21 ألف حالة وفاة، الأمر الذي وضع جميع الإمكانيات البشرية والمادية في فرنسا بخدمة قطاع الصحة لمواجهة الوضع المتأزم، ليعتبرها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خطابه “حربًا صحية” ضد الفيروس.

وفي حين تباطأت الحالات الجديدة في الصين، فشلت جهود الاحتواء حتى الآن في أوروبا بإبطاء معدل الحالات المصابة، إذ أصبحت إيطاليا وإسبانيا أكثر البلدان تضررًا في العالم.

ولكن تبدو ألمانيا على عكس إيطاليا وإسبانيا، إذ تواجه الفيروس بتوازن نسبي وفق ما تشير إليه الأرقام الرسمية هناك.

أكثر من 62 ألف شخص في ألمانيا أظهروا نتائج إيجابية لفيروس “كورونا المستجد” حتى اليوم، الاثنين 30 من آذار، مع 541 حالة وفاة فقط إلى الآن، بمعدل وفيات لا يتجاوز 0.74%.

أما معدلات الوفيات فوصلت في إسبانيا إلى 7.6% وفي إيطاليا 10.2%، وفق صحيفة “Die Zeit” الألمانية.

اختبارات مبكرة

وتُرجع الصحيفة سبب هذا الانخفاض بمعدلات الوفاة بسبب الفيروس، بالمقارنة أيضًا مع عدد الإصابات به داخل ألمانيا، إلى أن الجهات الصحية هناك تختبر ما يصل إلى 120 ألف شخص في الأسبوع، وتحدد “بدقة” الحالات التي ستنتهي بالموت.

ويتفق عدد كبير من الأطباء على أن الأرقام الرسمية لا تصل أبدًا إلى الأعداد الصحيحة المصابة بالفيروس، بسبب صعوبة احتواء الفيروس، لأن العديد ممن يعانون منه يعانون من أعراض خفيفة أو لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق في بعض الحالات، وفق المركز الأمريكي لـ”مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC).

وكلما زادت اختبارات الفحص الخاصة بالفيروس في دولة ما، تم الكشف عن حالات أكثر، ما يعني الاعتناء طبيًا بها أكثر لمقاومة الفيروس، بحسب المركز.

ونظرًا لأن معظم الحالات تُكشف مبكرًا في ألمانيا، فمن المرجح أن يظل عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس أقل من بقية البلدان الأوروبية، بموجب تقرير الصحيفة الألمانية.

وتراوحت الحالات المبلغ عنها المصابة بفيروس “كورونا المستجد” من الأعراض الخفيفة إلى المرض الشديد في معظم دول العالم، بحسب بيانات مركز “CDC”.

ويقدر مدير معهد الفيروسات في برلين، كريستيان دروستن، أن ألمانيا تختبر 120 ألف شخص في الأسبوع الواحد، كما ذكرت صحيفة “ذي إندبندنت” أن نقابة الأطباء الألمان أجرت ما لا يقل عن 200 ألف اختبار لفيروس “كورونا” في الأسابيع الأخيرة.

نظام رعاية صحية “قوي”

وتنفق السلطات الألمانية أربعة آلاف دولار أمريكي للفرد سنويًا على رعايته الصحية، وفقًا لبيانات البنك الدولي لعام 2016، ما يجعل ألمانيا خامس أكثر الدول المسجلة حالات إصابة بفيروس “كورونا” في العالم، ولكن بمعدل وفيات منخفض.

وحثت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مواطنيها في خطاب متلفز، في 18 من آذار الحالي، على الالتزام بالقيود من أجل احتواء انتشار المرض.

وقالت ميركل “هذا أمر خطير، منذ توحيد ألمانيا، لا بل منذ الحرب العالمية الثانية لم يطالب أي تحدٍّ لأمتنا بمثل هذه الدرجة من العمل المشترك والموحد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة