جمال قارصلي لعنب بلدي: النظام والمعارضة لا يملكان القرار الوطني المستقل

السياسي السوري جمال قارصلي - 2017 (صفحة Jamal Karsli فيسبوك)

camera iconالسياسي السوري جمال قارصلي - 2017 (صفحة Jamal Karsli فيسبوك)

tag icon ع ع ع

حوار: أسامة آغي

مرّت تسع سنوات ونيف على بدء الاحتجاجات السورية، ولا تزال كرة قضيتها تتقاذفها أقدام الدول المنخرطة في النزاع السوري، وقرارها المستقل غاية لا تدرك.

لم يدع النظام وسيلة ولا جهة تمكنه من قمع الشعب وقضايا حريته إلا واستعان بها، وكذلك وجدت المعارضة نفسها “مرتهنة” لدول تمولها، وبذلك ضاع القرار الوطني السوري المستقل.

تحدثت عنب بلدي مع النائب السابق في البرلمان الألماني جمال قارصلي حول واقع الثورة وحاضرها، في ظل بقاء النظام “تحت سلطة الروس والإيرانيين”، والمعارضة دون “سلطة القرار، وهي مرتبطة بدول أخرى، تهتمّ بمصالحها، ولا تهتم بمصالح الشعب السوري”.

الثورة في بداية الطريق

لا يعتقد السياسي السوري جمال قارصلي أن الثورة السورية لم تنجح، “لأن الثورات تطول كثيرًا، ونحن في بداية الطريق”، ويضرب مثالًا على ذلك الثورة الفرنسية التي امتدت فصولها مئة عام.

وبرأي قارصلي، مؤسس حزب “FACT” الألماني، فالثورة “ليست حربًا ومعارك” بل هي تغيرات سياسية وثقافية وأخلاقية واجتماعية، وما آلت إليه من واقع صعب ما هو إلا نتيجة لفقدها التنظيم منذ نشأتها و”افتقار قادتها الأوائل للنضوج السياسي أو التنظيمي”، مع قلة التجارب السياسية ونقص المعرفة بالعلاقات الدولية بالنسبة لمن تبنوها.

ويستشهد قارصلي بطريقة تشكيل “المجلس الوطني السوري”، قائلًا إن تأسيسه “تمّ على مبدأ (نشكّل المجلس بمن حضر)، وهذا ربما يكشف عن عدم وعي المعارضة السورية، وعدم توحيد الصفوف”.

ومع غياب الإرادة الدولية لانتصار الثورة السورية، على حد تعبير قارصلي، المنحدر من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي والمقيم في ألمانيا منذ أربعين عامًا، تحول أغلب أصدقاء الشعب السوري إلى “أعدقاء”، وملاحقة كل دولة لمطامعها ومصالحها في سوريا دون اهتمام بقضية الشعب السوري.

وأضاف قارصلي أن سوريا “أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الدولية، واستنزاف فيما بين القوى المنخرطة في صراعها، وأن الطرف الأمريكي يريد استنزاف الجميع في سوريا”، رغم غياب الرغبة الأمريكية بإعادة تعويم النظام السوري، حسب رأيه.

ضرورة مؤتمر وطني مستقل

حمل مجموعة من “الوطنيين السوريين” أفكارًا “مغايرة” للقرار الدولي 2254، الداعي لنقل السلطة في سوريا عبر الحل السياسي بمشاركة النظام والمعارضة، ودعوا إلى “مؤتمر وطني استثنى النظام وكل من تلطخت يداه بدماء الشعب السوري أو المال الفاسد”.

ولكن لم يُعقد المؤتمر لأن “الروس أخذوا مشروعنا، وترجموه على صورة تدعى (سوتشي)، وكنا رفضنا الحضور وتوقعنا فشل سوتشي لأن الروس منحازون للنظام”، حسبما قال السياسي السوري جمال قارصلي.

ويعتقد قارصلي أن الدعوة لعقد مؤتمر وطني للمستقلين السوريين هو مقترح “جيد، وصعب التطبيق”، لأن دولًا كثيرة باتت “تخاف من الثورة السورية، ولا تريد أن تنجح الثورة كي تبقى مثالًا سيئًا لمن يثور على حكومات بلاده”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة