توصيات حقوقية بشأن العقوبات المفروضة على سوريا في ظل تفشي “كورونا”

حملة توعية من أجل فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، أجرتها مديرية الصحة في محافظة إدلب شمالي سوريا، بأماكن تواجد النازحن، خصوصًا المخيمات والمدارس الواقعة بقرية شيخ بحر وماحولها- 19 من آذار (عنب بلدي)

camera iconحملة توعية حول فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، أجرتها مديرية الصحة في محافظة إدلب شمالي سوريا، بأماكن تواجد النازحين- 19 من آذار (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

دعا “المركز السوري للعدالة والمساءلة” المجتمع الدولي إلى إجراءات هادفة تعمل على تحقيق توازن بين العقوبات المفروضة على سوريا المعمول بها حاليًا من جهة، والمطالب الطبية والإنسانية الناشئة عن انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) من جهة أخرى، لما تشكله من عقبة في طريق احتواء تفشي الفيروس.

وفي تقرير تحليلي أصدره أمس، الخميس 9 من نيسان، قدم المركز مجموعة من التوصيات التي من شأنها تخفيف أثر العقوبات على المدنيين في سوريا، والعقبات التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية والإغاثة الطبية اللازمة لمواجهة تفشي الفيروس، مع الاستمرار في إعطاء الأولوية لجهود العدالة والمساءلة الجارية حاليًا.

توصيات للمجتمع الدولي

وأكد المركز ضرورة إعادة فتح معبر “اليعربية” مع العراق، من أجل تمكين إيصال المساعدات الطبية لمواجهة أزمة انتشار فيروس “كورونا” بمناطق شمال شرقي سوريا، إذ تسبب إغلاقه بنقص كبير في الأدوية والإمدادات لمراكز الرعاية الصحية في ريف الرقة والمستشفيات في الهول، وفقًا للتقرير.

كما دعا المركز الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز استثناءات برامج العقوبات الحالية، وتقديم ضمانات للشركات العاملة في القطاعين الصحي والطبي، التي قد تخشى خرق العقوبات لعدم يقينها بنطاق الإعفاءات التي تستثني في الأساس تصدير المواد الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية.

وأشار التقرير إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية استخدمت هذه الاستراتيجية مع إيران عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني، إذ عملت على تشجيع البنوك على العمل مع الحكومة الإيرانية ضمن قضايا تجارية محددة.

المركز اقترح أيضًا تطوير وتنفيذ آلية إغاثة على غرار القناة التجارية الإنسانية بين إيران وسويسرا، المعروفة باسم “نظام التجارة الإنسانية السويسرية” (SHTA)، والتي أسهمت بتيسير إرسال شحنات الإمدادات الطبية والضروريات الأساسية إلى إيران، عبر تشجيع عشرات الشركات ودون تعرضها لخطر انتهاك العقوبات الأمريكية.

كما تضمنت التوصيات دعوة النظام السوري إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمكافحة انتشار فيروس “كورونا”، بما في ذلك إطلاع منظمة الصحة العالمية على جميع البيانات المتعلقة بتفشي الفيروس، وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح للفرق الطبية بالوصول إلى أماكن الاحتجاز، والموافقة على إرسال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى مناطق شمال شرقي وشمال غربي سوريا.

ولم تسجل مناطق شمال غربي وشمال شرقي سوريا أي إصابة بالفيروس حتى الآن، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في حكومة النظام السوري تسجيل 19 إصابة، شفيت منها أربع حالات وتوفيت حالتان.

جهود دولية لرفع العقوبات

وكان ممثلون عن النظام السوري وروسيا والصين وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية، طالبوا برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن سوريا، في رسالة أُرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، في 27 من آذار الماضي، نص الرسالة، التي طالبت بـ”الرفع الكامل لتدابير الضغط الاقتصادي الانفرادية” وعدم تسييس محاربة فيروس “كورونا”.

كما دعا النظام في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 19 من آذار الماضي، “المجتمع الدولي إلى احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني وقدسية الحياة البشرية، والعمل على رفع العقوبات بشكل فوري، وغير مشروط”.

وحمّل النظام الولايات المتحدة وحلفاءها “المسؤولية الكاملة عن كل ضحية إنسانية لهذا الوباء عبر إعاقة الجهود الرامية للتصدي لهذا الفيروس، الذي يشكل تهديدًا جديًا للبشرية جمعاء”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة