فيلم “لست هنا”.. حالة قلق ذاتي معمم

لقطة من فيلم لست هنا (فيميو)

camera iconلقطة من فيلم لست هنا (فيميو)

tag icon ع ع ع

يحكي فيلم “لست هنا” قصة شاب سوري في مدينة الإسكندرية المصرية في عام 2014، يعاني من حالة قلق على أهله في سوريا.

قرر مخرج الفيلم يامن عبد النور بلكة تمثيل دور الشخصية الأساسية في الفيلم، بما يوحي أنها قصة شخصية ترجمها عبر فيلمه القصير.

يعمل حسام بطل الفيلم في الدوبلاج، (المخرج أيضًا يعمل في مجال الدوبلاج وأدى بصوته عدة شخصيات في أفلام شركة ديزني العالمية عند دبلجتها للغة العربية) ويعيش حالة قلق دائم على أهله من المعارك في سوريا.

بوستر فيلم لست هنا (المخرج)

بوستر فيلم لست هنا (المخرج)

وعلى حسام أن يجد طريقة ما ليوازن فيها ما بين حياته الطبيعية وتفكيره الدائم بأمه وعائلته، حتى عندما يحصل “استلطاف” بينه وبين صبية على شاطئ البحر، لا يستطيع حسام مقاومة هم التفكير الذي يحتل عقله، وهو ما شرحه بلكة في بداية الفيلم عبر قصيدة محمود درويش “لا شيء يعجبني”.

ينقل الفيلم حالةً شعوريةً يعاني منها آلاف السوريين منذ سنوات ماضية، وكان الأهم بالنسبة للمخرج في الفيلم أنه ابتعد عن الشكل التقليدي لرواية الفيلم (بداية، وسط، نهاية).

لأن شرح الحالة للبطل في هذا الفيلم أهم من الأشكال التقليدية لطريقة سرد الفيلم الروائي، وبالتالي أضاف هذا الابتعاد بعدًا جميلًا ومهمًا للقصة، خلافًا عن أفلام سورية أخرى جربت الدخول في هذا المضمار وفشلت.

بوستر فيلم لست هنا (المخرج)

لقطة من فيلم لست هنا (المخرج)

الاختلاف عن هذه الأفلام يكمن في السيطرة على العناصر التي تحكي في الفيلم، والابتعاد عن المبالغة، حالة القلق والغليان في القصة قابلتها حالة هدوء في اللقطات واختفاء متعمد لحركة الكاميرا في المشاهد، وألوان متوازنة ساعدت على إيصال رسالة الفيلم، ولو أنها لم تنجح تمامًا في بعض المشاهد.

حاول يامن عبد النور بلكة إيصال حالة البطل الشعورية قدر الإمكان، وكشف عن موهبة تمثيلية عابها فقط “مبالغة” في بعض لقطات الفيلم، إلا أنه يحسب للمخرج أداء دور البطولة منفردًا وقيادته لإخراج العمل.

بقيت النهاية مفتوحة، لأن الحالة العامة للسوريين لا تزال كذلك والقلق مستمر في حياتهم مع خوفهم على أهلهم وأصدقائهم داخل سوريا في حرب لا يعرف توقيت نهايتها، وحاول المخرج من خلال حكايته الشخصية أن يحكي ما يحصل مع السوريين.

الفيلم من تأليف يوسف أبو دان ويامن عبد النور بلكة وإنتاج المعهد العالي للسينما في مصر 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة