“كورونا” يلغي الصلاة في دور العبادة.. ما رأي الدين والمجتمع؟

camera iconالجامع الكبير في مدينة معرة النعمان (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – روزنة

يعتبر التباعد الاجتماعي من أهم التوصيات العالمية لمنع انتقال عدوى فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وهو ما دفع دولًا إلى اتخاذ إجراءات لمنع التجمعات، كان من بينها إلغاء ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة.

ويمكن أن يتباطأ انتشار الفيروس إذا تقيّد الناس بالتباعد الاجتماعي، من خلال تجنب الأماكن العامة والحد من حركتهم بشكل عام، بحسب منظمة الصحة العالمية.

استطلع برنامج “صدى الشارع“، المذاع عبر راديو “روزنة”، آراء عدد من المتابعين حول أداء الصلاة في دور العبادة، كما استضاف اختصاصيين لمناقشة أبعادها وآثارها.

وطرح البرنامج سؤالًا على المستمعين، يقول “هل أنت مع الإصرار على أداء الصلاة في دور العبادة، ولماذا؟”، واستقبل تعليقاتهم حوله.

إيقاف صلاة الجماعة

عمدت القوى المسيطرة في شمالي سوريا إلى فرض عدة إجراءات لمنع التجمعات العامة والممارسات التي تتسبب باحتشاد الناس وتجمعها، ومنها إيقاف صلاة الجماعة في المساجد، تطبيقًا لإجراءات التباعد الاجتماعي.

وكانت محافظة إدلب، التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، آخر المناطق السورية التي طُبق فيها إيقاف صلاة الجماعة، كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس “كورونا”.

وتزامنت الإجراءات المكثفة التي بدأتها “حكومة الإنقاذ” مع إعلان النظام عن إصابات ووفيات في صفوف مواطنيه.

وأعلن مجلس المدينة التابع لـ”حكومة الإنقاذ” إغلاق الأسواق والبازارات و غيرها من أماكن التجمع العامة منعًا لانتشار الوباء، وسبق أن أغلق المجلس معبرين يصلان إدلب بمناطق المعارضة في ريف حلب.

رأي المجتمع

اعتبرت الباحثة الاجتماعية إيناس عبد الرحيم بلال،في حديثها لبرنامج “صدى الشارع” أن صعوبة إقناع الناس بضرورة الصلاة في بيوتهم هي مشاعر تحترم، لكنها أكدت ضرورة الالتزام بإيقاف الصلاة وفقًا لنقاط استندت إليها، ومنها أن ظهور “الجائحة” أمر ليس جديدًا باعتبار البشرية مرت بأوبئة وأمراض حصدت أرواح الملايين.

وأكدت عبد الرحيم بلال، أن الفقهاء الأربعة في الدين الإسلامي أباحوا ترك صلاة الجمعة لعدة أسباب، أحدها الخوف من المرض والوباء.

أحد المتصلين ببرنامج “صدى الشارع” اتفق مع الباحثة الاجتماعية، حول أن الأديان كلها تجمع على ظاهرة الأمان الاجتماعي في زمن “كورونا”.

وعزا المتصل عدم تجاوب الناس مع الإجراءات الحكومية المتعلقة بحظر التجول إلى الوضع الاقتصادي، وضرب مثالًا كيف فرض الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان نفسه على الناس، فرفضوا نداءات الحكومة كلها، بما فيها إقامة الصلاة في دور العبادة.

ماذا يقول الشرع؟

الدكتور في الفقه الإسلامي إبراهيم سلقيني، أيد موقف الباحثة الاجتماعية والمتصل، وذكر في حديث لـ”روزنة” حديثًا نبويًا يقول “إذا سمعتم الطاعون أوقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها”.

وأوضح أن الخروج من البيت إلى بيت آخر، وبما أنه قد يؤدي ذلك لنقل العدوى، أصبح في هذه الحالة مخالفة لأمر الرسول، مؤكدًا عدم جواز الاتصال المباشر مع أي إنسان لتجنب نقل المرض، داعيًا إلى الالتزام بنصائح الأطباء، واتخاذ التدابير الوقائية بوضع الكمامة.

وأشار سلقيني إلى أن الحفاظ على أرواح الناس أمر مقدس وموصى به شرعًا، ولا يجوز الاستهتار به، وأن انتشار المرض كبير، لذلك لا بد من ضوابط، ويجب التعاون للقضاء عليه والتخفيف من آثاره، أما من يتذرع بالدين في هذه الحالة فهو “جاهل”.

ونبه الدكتور في الفقه الإسلامي إلى عدم المناداة بضرورة الصلاة في المساجد بالوقت الحالي، وعدم تجاهل كلام الأطباء، والأخذ بالأسباب.


أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين صحيفة عنب بلدي وراديو روزنة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة