من درعا والقنيطرة إلى ليبيا..

روسيا تواصل محاولات “تجنيد” سوريين إلى جانب “حفتر”

أفراد من الجيش الوطني الليبي التابع لخليفة حفتر متجهون من بنغازي نحو طرابلس ليبيا - 7 نيسان 2019 (رويترز)

camera iconأفراد من الجيش "الوطني الليبي "التابع لخليفة حفتر متجهون من بنغازي نحو طرابلس ليبيا - 7 نيسان 2019 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القنيطرة

في 12 من نيسان الحالي، نشر ناشطون إعلاميون من الجنوب السوري صورًا لحافلات تحمل العشرات من الشبان، “جُندوا” من قبل روسيا للقتال في ليبيا إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ضد قوات حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليًا.

نشر الفيديوهات جاء بعد نحو شهر من حديث مماثل لوسائل إعلام محلية في السويداء عن تجنيد شبان للقتال في ليبيا، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا وسلّط الضوء أكثر على الدور الروسي في الجنوب.

عنب بلدي تابعت عبر مراسليها في الجنوب السوري القضية، وتواصلت مع أربعة مصادر لديهم صلة بالموضوع أو اطلاع عليه.

صورة عامة

يخضع الجنوب السوري منذ منتصف عام 2018 لسلطة صورية للنظام السوري بعد تمكنه بدعم روسي من الدخول إلى معظم المناطق الخارجة عن سيطرته، عبر عقد مصالحات وتسويات مشروطة مع بعض الفصائل المعارضة له، وتهجير من رفض مبدأ المصالحة.

ورغم سيطرة النظام، تدير روسيا على الأرض المنطقة الجنوبية بشكل فعلي عبر إمساك العصا من المنتصف بين المقاتلين السابقين الذين ظلوا في الجنوب ضمن “التسوية”، وقوات النظام التي أعادت انتشارها في القطع العسكرية في كل من درعا والقنيطرة.

وعلى ضوء تدخلها المتزايد في الملف الليبي، تشير الأحداث إلى أن روسيا ترى في المقاتلين السابقين المعارضين للنظام فرصة لدعم حلفائها في ليبيا، عبر تجنيد شبان ينحدرون من مناطق مختلفة بريفي درها والقنيطرة.

كيف بدأت عمليات “التجنيد”؟

خلال تواصلها مع مقاتلين معارضين سابقين في القنيطرة لمعرفة تفاصيل التجنيد، اطلعت عنب بلدي على تفاصيل اتفاق بينهم وبين الروس، وروى أحدهم لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية، كيف طُبق.

وقال المقاتل (تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية) إن شخصًا يدعى محمد العر، يُعرف بـ”أبو جعفر ممتنة”، ساعد بعض الضباط من قوات النظام التابعين لفرع سعسع بريف دمشق، في تجهيز نحو 350 شابًا من عدة مناطق من الجنوب السوري بعد موافقتهم على الذهاب إلى ليبيا لحراسة آبار النفط هناك، مقابل راتب شهري يقدر بألف دولار أمريكي، لثلاثة أشهر فقط.

وأشار إلى أن شركة “فاغنر” الروسية هي التي تولت دفع رواتب هؤلاء الشبان، وفق الاتفاق، ونُقل المقاتلون عبر حافلات نحو حمص وتحديًدا إلى “الفرقة 18” بمنطقة الفرقلس، وكان عدد الذين خرجوا من ريف القنيطرة 75 شابًا.

قناة تواصل

لا يقتصر ملف الزج بمقاتلين سوريين في الصراع الليبي على روسيا والنظام فقط، إذ تُتهم تركيا بنقل مئات السوريين عبر مطاراتها إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة “الوفاق”.

وكانت عنب بلدي سلطت الضوء على ملف مشاركة السوريين بالقتال في ليبيا عبر تحقيق حمل عنوان “خيوط اللعبة بيد موسكو وأنقرة.. سوريون على طرفي الصراع في ليبيا“.

يرى العقيد حسن أبو مهند (تحفظ على نشر اسمه الكامل) وهو أحد الضباط المنشقين عن النظام، وينحدر من الجنوب السوري، أن بعض قيادات المعارضة الذين فضلوا البقاء في الجنوب، بدؤوا بالتواصل علنًا مع الروس، مشيرًا إلى أنهم لعبوا أدوارًا في ملف إفراغ الجنوب من الشبان، إما عبر تهجيرهم أو زجهم في تشكيلات عسكرية تتبع للنظام السوري أو الروس.

وعن محمد العر، اعتبر العقيد المقيم في ألمانيا حاليًا في حديث لعنب بلدي، أن له دورًا مشبوهًا خلال المرحلة السابقة من عمر الثورة، قبل سيطرة النظام على الجنوب، لذلك “لا يستبعد وجود تواصل له سواء مع الروس أو المخابرات السورية”.

وأضاف أن روسيا تعمل حاليًا على إدارة ملف الجنوب السوري بشكل كامل، وتعمل أيضًا على استبعاد إيران من الجنوب، ما يعني أنها تريد التفرد بإدارة المنطقة وحدها.

فشل التنفيذ

أكد الناشط الإعلامي أحمد مجاريش، الذي يعمل ضمن “تجمع أحرار حوران” (أحد فصائل المعارضة في الجنوب سابقًا)، لعنب بلدي أن روسيا والنظام يواصلان محاولاتهما في جذب القيادات التي كانت معارضة للنظام، عبر التواصل معهم واستغلالهم للعمل، من أجل ضم أكبر عدد من شبان الجنوب السوري تحت إمرتهما.

وعن الاتفاق لتجنيد شبان، قال أحمد لعنب بلدي، إنه لم يُنفذ، مشيرًا إلى عودة مجموعة من الشبان الذين نُقلوا إلى “الفرقة 18” الواقعة على طريق تدمر- خنيفيس في ريف حمص.

“الشبان اكتشفوا حقيقة أمر نقلهم إلى ليبيا، وأن الغرض الأساسي منه هو القتال وليس حراسة آبار النفط، لذا تواصلوا مع ذويهم في القنيطرة، الذين ضغطوا بدورهم على محمد العر”، ما أدى إلى عودة قسم منهم، وفق الإعلامي أحمد مجاريش.

وتحققت عنب بلدي من عودة الشبان، عبر التواصل مع مصدر مقرب من أحدهم (تحفظ على نشر هويته حفاظًا على سلامة قريبه)، وقال إن الشبان أُبلغوا عند وصول الحافلات إلى “الفرقة 18” بضرورة الخضوع لتدريبات عسكرية للمشاركة بالقتال في ليبيا، الأمر الذي دعاهم لرفض الاتفاق والمطالبة بالعودة.

محاولة سابقة

كانت لروسيا محاولة سابقة للزج بمقاتلين من السويداء في القتال بليبيا، إذ تحدث موقع “السويداء 24” الذي يغطي أخبار السويداء، في شباط الماضي، عن ضلوع “حزب الشباب السوري الوطني” المرخص لدى حكومة النظام السوري، في تجنيد شبان من السويداء ومحافظات مختلفة، بدعم من شركة “فاغنر” الروسية، بغية إرسالهم للقتال في ليبيا.

ونشر الموقع معلومات ووثائق (بينها تسجيلات صوتية) تؤكد أن الحزب بدأ بالعمل على جمع المرتزقة منذ مطلع العام الحالي، مشيرًا إلى أن أمين فرع الحزب في محافظة السويداء، شبلي الشاعر، هو المسؤول عن ملف تجنيد المرتزقة في السويداء لإرسالهم إلى ليبيا، لمساندة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ولم يذكر “السويداء 24” أي تفاصيل عن أعداد المقاتلين الذين ذهبوا من مناطق سيطرة قوات النظام السوري للقتال في صفوف قوات حفتر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة