فكوا السفينة وسلمونا الصالة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

يستمر انقطاع النشاط الرياضي في العالم بسبب تفشي وباء “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وتسرب الملل إلى أرواح المتابعين وعشاق كرة القدم في العالم، وحتى إلى الأقلام التي تكتب في الحقل الرياضي، فلا جديد يذكر، والكل ينتظر الفرج لعودة المسابقات الأوروبية والدولية والعربية، ويستمر الملل والانتظار.

قبل أيام قليلة، وفي دردشة سريعة مع أحد زملائي المحررين في الصحيفة، لفت انتباهي مشكورًا إلى ضرورة الاستفادة من هذا الوقت و”نكش” قصص الرياضة السورية قبل سنوات طويلة بأهم أحداثها سلبًا أو إيجابًا، وخاصة تلك القصص التي يندى لها الجبين بحسب ما سمعناه وقرأناه وشاهدناه.

أذكر قبل عامين، وفي حديث رياضي مع أحد مدربي كرة السلة السورية عن الراحل عدنان بوظو وثقله في الرياضة السورية سابقًا، ذكرت رواية الشاهد أن صالة الفيحاء في دمشق وخلال مطلع التسعينيات كانت بعهدة منظمة “اتحاد شبيبة الثورة”، التي كان يرأسها في تلك الحقبة عضو القيادة القطرية سعيد حمادي (أبو نضال)، وكانت النية تتجه إلى إقامة المؤتمر العام لشبيبة الثورة، وبدأت التجهيزات التي عرقلت بداية موسم كرة السلة للرجال والشباب والسيدات في الصالة.

التجهيزات التي أنهكت أرضية الصالة كانت مخصصة لتصنيع سفينة من أجل العرض الافتتاحي، إذ كان سعيد حمادي يمني النفس بحضور حافظ الأسد حفل الافتتاح، وفي هذه الحالة يجب أن يكون كل شيء جديدًا وجاهزًا ولافتًا للنظر.

ويكمل صديقنا الراوي أن أحد أعضاء اتحاد كرة السلة كان في مبنى التلفزيون الرسمي، ومر بجانب مكتب الراحل عدنان بوظو، فتبادلا التحية وسأل بوظو عضو اتحاد كرة السلة: ليش ما انطلق دوري كرة السلة؟ ليش متأخرين في مشاكل؟ فأجاب المسؤول السلوي: والله يا معلم بدك تسأل الرفيق سعيد حمادي، فرد بوظو: شو المشكلة عند سعيد حمادي؟ فأجاب المسؤول السلوي: قال عم يعملوا سفينة لافتتاح مؤتمر الشبيبة وحجزوا الصالة وتأخرنا كل هالمدة.

يقول الراوي إن “أبو لؤي” (عدنان بوظو) رفع سماعة الهاتف وطلب سعيد حمادي في مكتبه بالقيادة القطرية وقال له: مرحبا رفيق أبو نضال، شو المشكلة بصالة الفيحاء؟ أجاب سعيد حمادي: والله يا رفيق عم نعمل سفينة مشان المؤتمر العام ورح يحضر الرفيق الأمين العام.

ضحك عدنان بوظو في هذه اللحظة وقال: رفيق أبو نضال، الأمين العام ما رح يحضر المؤتمر، فكوا السفينة وسلمونا الصالة، وأغلق سماعة الهاتف.

وفعلًا لم يحضر “الرفيق الأمين العام” ذلك المؤتمر، وفك الرفيق أبو نضال السفينة وسلم الصالة لاتحاد كرة السلة، وبدأ الموسم في صالة الفيحاء، وانتصر “أبو لؤي” بمكالمة هاتفية أوضحت لعضو القيادة القطرية الذي عرقل عمل المؤسسة الرياضية أن “القائد المفدى” لن يحضر.

وهذه هي قصتنا بالمختصر، وسلامتكم!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة