فيلم “الحبل السري”.. صراع الموت والحياة

camera iconلقطة من فيلم الحبل السري (فيميو)

tag icon ع ع ع

يحكي فيلم “الحبل السري” قصة رجل وزوجته الحامل بمنطقة محاصرة في سوريا، بوجود قناص يمنعهما من التحرك باتجاه جيرانهم في البناء المقابل.

اخترع الجيران حبلًا بين البناءين لتبادل المتاح من الطعام في وقت الأزمات، ولن يمر هذا الطعام دون لمسات القناص.

وتأتي لحظة المخاض، ويحاول الجميع إقناع القناص بالسماح لهم بالمرور.

لا يذكر مخرج الفيلم، الليث حجو، لأي جهة يتبع القناص، ولم يحتوِ العمل على أي تفاصيل توضح هذه النقطة، فلم يظهر منه سوى عين وإصبع على الزناد ومقدمة البندقية.

أثار الفيلم جدلًا كبيرًا بين سينمائيين وناشطين سوريين على خلفية تصويره على أنقاض المباني المدمرة في منطقة الزبداني بعد تهجير أهلها، وهو ما اعتبروه فعلًا غير أخلاقي ويروّج لرواية النظام السوري، خاصة أنه لا يمكن التصوير في المناطق التي يسيطر عليها الأخير دون موافقة تامة منه، حتى لو كان ممول الفيلم هو الاتحاد الأوروبي، وطالبوا بمنع عرضه في السويد وتركيا.

يحارب الزوج لتوليد زوجته بجهوده الذاتية وبأبسط الإمكانيات المتاحة، لتأتي المولودة الجديدة إلى الحياة، وتمنح العائلة سببًا جديدًا للاستمرار فيها.

يمثل الفيلم صراع الموت والحياة بشكل بسيط وواضح، ما بين مدنيين محاصرين وعسكري ببندقية قناص يمنعهم من الحركة.

انتصار الزوج يمثل انتصار الحياة على الموت بشكل حتمي، وهذا الانتصار يبدو واضحًا منذ المشاهد الأولى للفيلم.

ففي ظل الحصار، يستطيع الزوج تدخين ورق الأشجار اليابسة، وعبر الحبل الممتد بين البناءين يصل رغيف الخبز حتى بعد استهدافه بالرصاص.

قدم حجو من خلال فيلمه مستوى فنيًا عاليًا وجرعة إنسانية مكثفة تروي حتمية انتصار الحياة، مع ممثلين عرفوا كيف يتقمصون شخصياتهم ويمسكون بها دون مبالغة وبلغة سينمائية تميز بها حجو.

لكن كل ذلك يبقى ناقصًا عندما لا يذكر من القاتل ومن المقتول، ولا يمكن أن تندرج قصة تحمل مأساة إنسانية تحت ستار كلمة “حرب”، حتى لو سخر حجو بشكل غير مباشر من السياسة والسياسيين عندما ينقطع بث المحطة الإذاعية خلال ذكر المصالحات.

الفيلم من إنتاج “سامة للإنتاج الفني” بمنحة من الاتحاد الأوروبي، ومن بطولة نانسي خوري ويزن الخليل وضحى الدبس وجمال العلي، وسيناريو رامي كوسا، وتصوير نزار واوية، وعرض في عام 2019.

يُعرض الفيلم حاليًا عبر موقع “Vimeo” مجانًا، (يمكن مشاهدة الفيلم من هنا، ويطلب الموقع كلمة مرور هي: stay-home).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة