ثلاث مجموعات عسكرية مجهولة تهدد القوات الأمريكية في العراق

لقطة من تسجيل مصور لمجموعة تطلق على نفسها عصبة الثائرين تهدد القوات الأمريكية في العراق (حساب المجموعة في يوتيوب)

camera iconلقطة من تسجيل مصور لمجموعة تطلق على نفسها عصبة الثائرين تهدد القوات الأمريكية في العراق (حساب المجموعة في يوتيوب)

tag icon ع ع ع

تتعرض المصالح الأمريكية في العراق لاستهدافات وتهديدات متكررة، ازدادت وتيرتها بعد مقتل قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، بضربة جوية للقوات الأمريكية.

وقُتل برفقة سليماني قائد ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي، أبو مهدي المهندس، وعدد من القادة الإيرانيين والعراقيين، عند عودتهم من دمشق في محيط مطار بغداد الدولي، في 3 من كانون الثاني الماضي.

ردت إيران على هذه الحادثة عبر إمطار قاعدتين عسكريتين للتحالف الدولي في العراق بوابل من الصواريخ، في 8 من كانون الثاني الماضي، إلى جانب تحريك أدواتها السياسية التي تمكنت من دفع البرلمان العراقي لإصدار قانون يلزم الحكومة بمطالبة واشنطن بسحب قواتها من البلاد.

إلا أنها، وفق المعطيات الميدانية، لم تكتفِ بذلك، إذ برزت مؤخرًا عدة مجموعات عسكرية، تعمل على تبني عمليات قصف القواعد الأمريكية.

“عصبة الثائرين” ورفاقها

شهدت الساحة العراقية، خلال الشهرين الأخيرين، ولادة ثلاث مجموعات مسلحة، وذلك من خلال بيانات وتسجيلات مصورة، هددت فيها القوات الأمريكية في العراق.

المجموعات الثلاث تولت الإعلان عن نفسها بطريقة مغايرة لجميع من سبقها من المجموعات الأخرى، التي عرفها العراق خلال السنوات الماضية، إذ لا يُعرف لها قائد ولا متحدث ولا حتى خلفية تاريخية لولادتها.

والمجموعات هي “أصحاب الكهف” و”قبضة المهدي” و”عصبة الثائرين”، وهذه الأخيرة أكثرها فاعلية، إذ نشرت، مطلع نيسان الحالي، تسجيلًا مصورًا يظهر فيه مشاهد التُقطت باستخدام طائرة مسيّرة، للسفارة الأمريكية في بغداد، مع تهديد بقصفها، بالإضافة إلى لقطات لقاعدة “عين الأسد” في الأنبار، مع تهديد باستهدافها أيضًا.

البصمة الإيرانية حاضرة

يرى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور العراقي عمر عبد الستار أن هذه المجموعات تمتلك خطابًا وشعارات ورايات تشير إلى أنها أقرب لـ”الحرس الثوري الإيراني”، مرجحًا أن تكون تبعيتها المباشرة لكتائب “حزب الله” العراقي، وهذه الكتائب يشرف عليها “الحرس الثوري”.

وقال عبد الستار، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الخميس 23 من نيسان، إن الهدف من وجود هذه المجموعات هو رفع الحرج عن السياسيين الموالين لإيران، الموجودين في السلطة العراقية، كـ”منظمة بدر” ومقتدى الصدر و”عصائب أهل الحق”، وغيرها.

ولفت إلى أن دور هذه المجموعات هو الحفاظ على معادلة تقول: “نسيطر على الحكم بيد ونقاتل أمريكا باليد الثانية”، وهذا ما يسمى بـ”الطرف الثالث”.

وأوضح أن “الطرف الثالث هو قاعدة تتبعها جماعة ولاية الفقيه منذ تأسيسها حتى اليوم”، وتعني وفق عبد الستار، إحداث بلبلة لكن دون الإعلان عنها وتبنيها. 

وقال إن هذه القاعدة طُبقت في مظاهرات العراق الأخيرة، عبر قتل الناشطين والمتظاهرين في الشوارع، وعندما توجه التهمة لهذه التيارات تتنصل من المسؤولية وتلقيها على “الطرف الثالث”.

استراتيجية قآني

في نهاية آذار الماضي، زار القائد الجديد لـ”فيلق القدس” الإيراني، إسماعيل قآني، العراق بصورة سرية، في الوقت الذي يحاول فيه العراق تشكيل حكومة جديدة.

وبحسب وسائل إعلام عراقية، فإن المجموعات الثلاث “عصبة الثائرين” و”قبضة المهدي” و”أصحاب الكهف” هي جزء من استراتيجية قآني الجديدة في العراق.

وحول رد القوات الأمريكية على استهدافها من قبل هذه المجموعات المجهولة، لفت عبد الستار إلى أن أمريكا لم تعد تفرّق بين  “عصبة الثائرين” و”عصائب أهل الحق”، في إشارة إلى أن الرد الأمريكي سيطال جميع الفصائل المحسوبة على إيران والمرتبطة بـ”الحشد الشعبي” العراقي، وفق تقديره.

وكان رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، أمر بإلحاق أربعة ألوية قتالية تحسب على المرجعية الدينية في النجف وكربلاء بالقائد العام للقوات المسلحة، وفك ارتباطها إداريًا وعملياتيًا بـ”الحشد الشعبي”.

وفي هذا السياق، قال عبد الستار إن ارتباط مجموعات من “الحشد” تابعة للنجف بقيادة الجيش العراقي خطوة ليست إيرانية، ولا حتى حكومية عراقية، بل هي خطوة من المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني.

وأضاف أن السيستاني طلب من فصائل “الحشد” أن تفصل نفسها عن إيران وأن ترتبط بالدولة العراقية بسبب التوترات الأخيرة في العراق.

وتوقع عبد الستار أن تظهر مجموعات جديدة على غرار “عصبة الثائرين”، وقد تكون ذات شعارات سنية، لأنه وفق قوله، باب “المقاومة” سيظل مفتوحًا في العراق، وخاصة في المرحلة المقبلة التي ستشهد حوارًا عراقيًا- أمريكيًا في حزيران المقبل، أو عندما يستطيع العراق تشكيل حكومة جديدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة