نادي الجهاد.. حالة فريدة في كرة القدم السورية

camera iconفريق نادي الجهاد السوري (كورة)

tag icon ع ع ع

يشكل نادي الجهاد، الممثل لمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، حالة فريدة في كرة القدم السورية، من ناحية تنوع جمهوره ولاعبيه بين مختلف الأعراق السورية المقيمة في المنطقة.

إذ يسكن مدينة القامشلي، التي تسيطر عليها حاليًا “الإدارة الذاتية”، مواطنون سوريون كرد وعرب وسريان، وعلى اختلاف أعراقهم جمعهم تشجيع نادي مدينتهم “الجهاد”.

لم يحمل النادي اسمه الحالي إلا بعد القرار الصادر بدمج وتغيير أسماء الأندية السورية في عام 1971، لينتج عن اندماج أندية الرافدين والقامشلي والعربي.

واعتبر الكاتب سليم مطر في كتابه جدل الهويات، نادي الجهاد امتدادًا طبيعيًا لنادي الرافدين، الذي يُعتبر بحسب الكتاب “أول نادٍ رياضي في سوريا، وشارك في عدة بطولات دولية”، وهذا ما أكده موقع “حكاية ما انحكت” الذي أشار إلى مشاركة النادي في دورات رياضية في بغداد والقدس والموصل.

غياب البطولات

رغم امتلاكه عدة أسماء أدت إلى إطلاق لقب “بعبع الشمال” على النادي، بحسب لاعبه ومدربه السابق وأحد أبرز أسماء سوريا الكروية موسى شماس، في تصريحات لموقع “تلفزيون الخبر“، لم يستطع النادي تحقيق أي لقب محلي سواء في مسابقتي الدوري أو الكأس.

ومن الأسماء التي قدمها النادي اللاعب الراحل هيثم كجو، هداف الدوري السوري مرتين (عامي 1999 و2001)، واللاعب قذافي عصمت والحارس سامر سعيد وحسن جاجان.

حوادث الطرقات تقتل النادي

تعرض النادي لأكثر من ستة حوادث سير هددت مسيرة النادي في الدوري السوري، وقع أولها في عام 1986 في نقق الثورة، وثانيها في عام 1988 بين مدينتي الرقة وتل تمر، وفي العام التالي وقع حادث بين مدينتي حمص وحماة، عندما كان النادي متجهًا لملاقاة نادي الكرامة وتوفي السائق.

وفي عام 1991 تعرض النادي لحادث على طريق حمص- طرطوس، توفي إثره خمسة أشخاص، بينهم المدرب عبود اسكندر والسائق فلمز محمد والحارس عبد الغني عتوقة والممرض بيديك دونو والإداري سعيد حسين.

وفي عام 2002، وقع الحادث الذي رحل إثره اللاعب هيثم كجو بعد انفجار الإطار الأمامي للسيارة التي أقلت الفريق على بعد 20 كيلومترًا من مدينة دير الزور، ما أدى إلى انقلاب السيارة عدة مرات، بحسب صحيفة “الموقف الرياضي” الحكومية.

الصراع مع النظام السوري

باعتباره ناديًا ممثلًا لمنطقة كردية، وعلى خلفية الصراع بين النظام السوري والكرد، كان لنادي الجهاد وضعه الخاص بين الفرق السورية.

وفي عام 2004 اندلع ما عرف بـ”انتفاضة القامشلي”، بعد عراك وقع بين جماهير النادي وجماهير نادي الفتوة، وأغلق النظام السوري الملعب البلدي، وحرم “الجهاد” من اللعب على أرضه لأربع مباريات متتالية، ومدّد القرار وأوقف الأنشطة الرياضية في المنطقة، مع السماح للنادي باللعب خارج أرضه وبعيدًا عن جمهوره، بحسب صحيفة “قاسيون” التابعة لحزب “الإرادة الشعبية”.

كما لم يسمح لأي كردي تولي رئاسة “الجهاد” حتى عام 2017، مع تولي ريبر مسور مسؤولية النادي.

واشتكى إداريون ولاعبون سابقون في النادي من التمييز بحقهم باعتبارهم كردًا، منها تصريحات اللاعب السابق قذافي عصمت، الذي اتهم الرئيس الأسبق، فؤاد القس، بمنعه من الاحتراف رغم سماحه للاعبين آخرين بتنفيذ هذه الخطوة، وهو ما نفاه القس لاحقًا.

كما اعتقل النظام السوري في عام 2015 لاعب النادي كوران محمد في مطار دمشق الدولي “باعتباره مطلوبًا للخدمة الإلزامية”، بحسب ما أورده موقع “يكيتي ميديا“، وتبعه اعتقال اللاعب محمد خجو في عام 2016، لوجود اسمه على قوائم الاحتياط، بحسب ما أورده موقع “كرد ستريت“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة