النهر يبتلع الأهالي..

لا حلول فعالة لظاهرة السباحة العشوائية في الفرات

camera iconإقبال على السباحة في نهر الفرات مع ارتفاع درجات الحرارة 12 من أيار 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الرقة

عشرة من أبناء الرقة ودير الزور ابتلعهم نهر الفرات خلال أول أسبوعين فقط من أيار الحالي، بحسب رصد عنب بلدي، في ظاهرة تتكرر كل صيف، مع توافد الشبان والأطفال إلى ضفاف النهر للسباحة، وسط غياب الأماكن المخصصة لها ونقص فرق الإنقاذ.

يسكن الشاب علي سلامة في مدينة الرقة، ويقول لعنب بلدي إنه يسبح بشكل شبه يومي في نهر الفرات، فجميع المسابح في المدينة دُمّرت أو تضررت بفعل العمليات العسكرية التي مرت عليها.

شابان آخران التقتهما عنب بلدي في المدينة يمارسان السباحة في النهر بشكل متكرر، قالا إنها طقس يجمع أهالي المناطق التي يمرّ بها النهر شمالي وشرقي سوريا.

من المسؤول عن حالات الغرق؟

رغم سماعه عن حالات الغرق الكثيرة في النهر، يقول الشاب علي سلامة، “فطرتنا تدفعنا للذهاب إلى النهر، ارتبطنا به وارتبط بنا”، ويرى أن الذين غرقوا فيه لم يعرفوا السباحة جيدًا، أو أصابهم تشنج عضلي خلالها، ويراهن على خبرته الجيدة في السباحة لإنقاذه من مصير مشابه.

ويُرجع علي كثرة حالات الغرق أيضًا إلى أن “الإدارة الذاتية” في الرقة، ترمي الأنقاض على شاطئ النهر، وهو ما أخفى المناطق الآمنة للسباحة، وباتت المناطق التي يرتادها الشباب للسباحة أكثر عمقًا.

محمد خالد، أحد الذي يسبحون في النهر، لم يشاهد فرق إنقاذ تقوم بعملها، ويقول لعنب بلدي إن معظم عمليات الإنقاذ ينفذها سباحون مهرة، من مرتادي النهر.

أما خالد الفرج من أهالي المدينة، فيرتاد النهر لكنه لا يسبح فيه، ويطالب بتخصيص أماكن للسباحة ووضع شاخصات لتحديدها، وتعيين حراس لمنعها خارج تلك الأماكن، مشيرًا إلى أن غياب الإسعافات الأولية زاد حالات الوفيات، إذ لا توجد نقطة طبية في الأماكن التي تشهد إقبالًا للسباحة، لإسعاف الغرقى عند إنقاذهم.

ستة غواصين

يخصص المجلس المدني في الرقة فريق استجابة أولية، من مهامه عمليات الإنقاذ في نهر الفرات، أو انتشال جثث المتوفين غرقًا.

ياسر الخميس، قائد “فريق الاستجابة الأولية” في الرقة، يقول لعنب بلدي، إن ستة غواصين يعملون ضمن الفريق، لكن مهمتهم تقتصر على الحوادث في المناطق القريبة من مركز المدينة، حيث استجاب الفريق إلى 68 حادثة منذ عام 2019.

كما يسيّر الفريق دوريات على مداخل نهر الفرات ومداخل الجسر القديم والجديد في الرقة، كونها أكثر الأماكن التي تشهد إقبالاً على السباحة، معتبرًا أن “النهر لا يصلح للسباحة بسبب عمقه وسرعة مجراه”.

ويخصص “فريق الاستجابة الأولية” رقمًا هاتفيًا عموميًا للاستجابة لأي طارئ من حالات الغرق في الرقة وريفها.

لكن على عكس الرقة، لا يوجد فريق استجابة مخصص لعمليات الإنقاذ في محافظة دير الزور، ويقتصر ذلك على جهود الأهالي، بحسب رصد عنب بلدي.

منقذ بحسب الطلب

خالد حريث غواص وصياد غطس حر، يعرفه سكان الرقة بمهارته، لا يعمل ضمن فريق لكنه يوثق رحلاته تحت الماء عبر “يوتيوب” و”فيس بوك”، يشارك في عمليات إنقاذ وانتشال جثث من النهر.

يقول خالد لعنب بلدي، إنه عمل على انتشال عدة جثث من النهر، وذلك بطلب من “فريق الاستجابة الأولية”، ويؤكد أهمية وجود منقذين بشكل دائم بجانب المناطق التي تشهد إقبالاً على السباحة، “لأن الغرق يحدث في لحظة، بعدها يقتصر العمل على البحث عن جثة”.

استنادًا إلى خبرته بالغوص في نهر الفرات، يرى خالد أن معظم مناطق النهر غير صالحة حيث يكون تيار المياه قويًا يدفع السباحين بسرعة، وهو ما يجعل هذا الطقس مغامرة، تتطلب النجاة منها تعاونًا بين الأهالي والسلطات المحلية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة