تكلفة عالية وربح منخفض.. تحديات تربية النحل في ريف إدلب تتزايد

camera iconخلايا نحل في بلدة دابق بريف حلب الشمالي - 18 أيار 2017 - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – شادية تعتاع

انتشرت المناحل في معظم مدن وأرياف محافظة إدلب على نطاق واسع قبل الثورة السورية، لتنتج أنواعًا متعددة من العسل تختلف وفق أنواع الأزهار، لكن مهنة تربية النحل تقتصر اليوم على مناطق شمالي المحافظة كبلدتي حزانو وكللي.

إذ خسرت إدلب 60٪ من مناحلها التي تنتشر في ريف إدلب الجنوبي كسراقب وغربي معرة النعمان وحرش كفروما، وهي المنطقة التي شهدت عمليات عسكرية مؤخرًا، وفق ما قاله النحال بديع الخطاب، لعنب بلدي.

ومن أنواع العسل التي كانت تنتج في إدلب، عسل “الحمضيات” وعسل “الحبة السوداء” وعسل “الجيجان” وغيرها.

عوامل “دمرت” تربية النحل

دمرت العمليات العسكرية الأخيرة على ريف المعرة الشرقي معظم المراعي التي تمتلكها المدينة، وفق النحال بديع الخطاب، وتُعتبر تلك المراعي أفضلها لنبتة “الجيجان” (نبتة يتغذى عليها النحل).

وتُعتبر الفترة من شهر أيار حتى أيلول موسمًا لقطاف العسل، وكلما توفرت مراعٍ أكثر زاد عدد مرات القطاف، الذي لا يقل عن قطفتين في السنة للمرعى الواحد، ويمكن أن تصل إلى أربع أو خمس قطفات.

ونتجت قلة المراعي المخصصة لتربية النحل وإنتاج العسل (المناحل) عن صعوبة التنقل بين المناطق المختلفة في إدلب، وتقطيع أوصال المناطق وفصلها عن بعضها، وعدم استقرار أهالي المدن جراء النزوح.

وتعتمد تربية النحل على نقله إلى مناطق عديدة خلال فصول السنة بحثًا عن المراعي والأزهار الخاصة بالرعي، وفق ما قاله المهندس الزراعي حسن العبس لعنب بلدي، وهذا ما لم يكن متاحًا خلال الهجمات العسكرية الأخيرة في شباط الماضي، خاصة أن نقل النحل لا يكون إلا في أوقات متأخرة من الليل.

تكلفة عالية وربح منخفض

تستلزم تربية النحل أدوات أساسية للمربين من لباس وقفازات ومدخن وحذاء وبعض الأدوات الأخرى، إضافة إلى آلية نقل، كسيارة أو دراجة نارية على الأقل، وفق المهندس الزراعي حسن العبس.

وفقدان مستلزمات هذه المهنة التي “لم تعد مربحة” بحسب النحال بديع الخطاب، يأتي ضمن عوامل التأثير على تربية النحل في إدلب وريفها.

وتصل تكلفة شراء خلية النحل التقليدية الفارغة إلى تسعة آلاف ليرة سورية، أما خلية النحل الحديثة فتكلف 40 ألفًا، عدا معداتها الكبيرة كآلة تفريز الخلايا والأدوية المخصصة للنحل، ووفق النحال بديع “تلك التكلفة عالية بالمقارنة بسعر أفضل منتج للعسل الذي يباع بعشرة آلاف ليرة فقط”.

كما أن الأدوية المخصصة للنحل تكون في أغلب الأحيان مستوردة، ويشتكي مربو النحل في إدلب من عدم توفرها وارتفاع ثمنها في حال وجودها.

ويواجه أصحاب هذه المهنة أزمة تتعلق بتراجع قيمة الليرة الشرائية، إذ يبيعون منتجهم بالعملة السورية ويشترون مستلزمات النحل بالعملات الأجنبية، كون أغلبها مستوردة.

وتحتاج تربية النحل إلى معاملة حساسة، بحسب المهندس حسن العبس، نظرًا للإجراءات الوقائية والأدوية اللازمة لها بشكل يومي، عدا عن صعوبة نقل الخلايا (بيوت التربية) إلى مناطق المرعى، وهذا ما افتقده النحالون في المدن السورية بالسنوات السابقة، نظرًا لتعدد مناطق النفوذ والمواجهات العسكرية.

بينما لا توجد مراكز متخصصة بتربية النحل، ولا رقابة على استيراد النحل الهجين، بحسب النحال بديع الخطاب، إذ أُدخلت “سلالات أجنبية رديئة من النحل لا تتناسب مع طقس بلادنا”، وأثرت بدورها على السلالة المحلية من النحل وتهجينها في أثناء عملية التلقيح.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة