الحوالات المالية “طوق نجاة” السوريين في الداخل

camera iconعملة سورية من فئة ألف ليرة (صحيفة الوطن)

tag icon ع ع ع

تمثل الحوالات التي يرسلها المغتربون السوريون إلى ذويهم في سوريا “طوق نجاة”، وسط غلاء الأسعار واستمرار انخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.

وسجل سعر صرف الليرة السورية اليوم، الثلاثاء 19 من آذار، 1820 ليرة مقابل الدولار الواحد، بحسب موقع “الليرة اليوم“.

ومع انخفاض قيمة الليرة وارتفاع الأسعار، يستمر صمت حكومة النظام السوري.

مصطفى رمضان (تحفظ على ذكر اسم عائلته) أحد سكان مدينة دمشق، اشتكى من غلاء المعيشة ووصفه بـ”الفاحش”.

وأوضح لعنب بلدي، “أعمل براتب 85 ألف ليرة سورية، وهو جيد نسبيًا مقارنة بغيري، لكن الغلاء يحتاج إلى أضعاف ذلك لتأمين كامل الحاجات الأساسية”.

ويرى مصطفى نفسه محظوظًا لأن عائلته ترسل له حوالات مالية من السعودية كل فترة، ويتساءل ماذا لو توقفت تلك الحوالات؟ ماذا أفعل براتبي الذي صارت قيمته أقل من خمسين دولارًا؟

ويشهد شهر رمضان زيادة في حجم التحويلات إلى الداخل السوري.

وربط صاحب مكتب لتحويل الأموال والصرافة في ولاية أورفة التركية (استخدم اسم محمد عمر وتحفظ على ذكر  اسمه الحقيقي، كونه يعمل بمكتب غير مرخص)، في حديث إلى عنب بلدي، زيادة حجم التحويلات الحالية بارتفاع الأسعار وتراجع قيمة الليرة، مع اقتراب عيد الفطر.

وقال محمد شاووش، الذي يعمل بالتحويلات المالية من ألمانيا إلى سوريا، إنه رغم اقتصار عمله على تحويلات من أصدقائه ومعارفه، فإنه يحوّل يوميًا نحو خمسة آلاف دولار إلى الداخل السوري، معظمها إلى مناطق سيطرة النظام.

وبحسب نشرة مصرف سوريا المركزي اليوم، الثلاثاء، تُسعّر الحوالات الواردة من الخارج بـ700 ليرة لكل دولار واحد، ويمثل ذلك فجوة بين التسعيرة والقيمة الحقيقية لسعر الصرف (في السوق السوداء).

ولضمان توصيل الحوالات بالسعر الحقيقي للدولار، قال محمد إنهم يضطرون للجوء إلى التعامل ضمن السوق السوداء، لأن “الزبائن لن يتعاملوا معنا إذا اتبعنا سعر صرف البنك المركزي السوري”.

وبالتزامن مع التحويلات ضمن السوق السوداء، تشن أجهزة الأمن حملات إغلاق مكاتب صرافة، وتعتقل أشخاصًا بتهمة تسهيل الحوالات غير النظامية.

ولا يفصح المركزي السوري رسميًا عن قيمة الحوالات المالية، في حين كانت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام ذكرت، في أيار 2017، أن قيمة الحوالات من خارج سوريا قد تصل إلى خمسة ملايين دولار يوميًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة