ماذا حل بكوتينيو.. إلى أين؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لم تكن الأيام التي سبقت السنوات الثلاث الماضية تحمل مثل هذه العبارات الخجولة والعناوين المقتضبة عن نجم كروي برازيلي يدعى فيليبي كوتينيو، ولم تكن العيون والأقلام الناقدة تمنّي النفس بهذه الصورة التي وصل إليها بعد سنوات رحيله عن “الريدز”، نادي ليفربول الإنجليزي، ضمن صفقة هي الأعلى في نادي برشلونة (160 مليون يورو).

“الساحر وصل.. الساحر لعب.. الساحر تعثر.. الجماهير تنتقد الساحر.. تصبر على الساحر.. لا تريد الساحر”، بهذه الآلية تحول فيليبي إلى مشكلة في صفوف فريق برشلونة بتشكيلته الأساسية ودكة بدلائه، في مدة زمنية كان مديرها الفني آرنيستو فالفيردي، وهذه أيضًا ورقة صعبة يمكن أن تمر على أي لاعب في زمن هذا المدرب.

ماذا حل بالساحر؟ ولما صار مؤديًا في سيرك؟

النجم البرازيلي الذي لعب لأندية إنتر ميلان، فاسكو ديجاما، إسبانيول، ليفربول، برشلونة، ثم حط الرحال منذ عام 2019 على سبيل الإعارة في القلعة البافارية بايرن ميونخ، ورغم أدائه الطيب والمميز في بعض مباريات الفريق الصعبة، فإن مجلس إدارة الفريق وخلال الأيام الماضية أقر عدم تفعيل بند شراء فيليبي من برشلونة، أي أنه أصبح ضمن خيارات وورطات برشلونة المقبلة، إما البيع أو الإعارة أو البقاء.

قيمة فيليبي هبطت إلى ما يقارب 70 مليون يورو، خلال فترة توقف كرة القدم في العالم بسبب تفشي وباء “كورونا”، والحال الاقتصادية لكثير من الأندية الأوروبية المهمة هذه الأيام لا تجعل فيليبي صيدًا ثمينًا أو مهمًا للموسم المقبل، إلا في رغبة نيوكاسل يونايتد التي ظهرت وأظهرت اهتمامها بالاسم البرازيلي داخل الفريق النادي الإنجليزي، الذي يدخل الموسم المقبل بحلة إدارية واستثمارية جديدة.

وعلى الرغم من رغبة فيليبي كوتينيو، التي صرح بها، وهي اللعب لنادي تشيلسي، فإن الأمور غير واضحة بهذا الشأن، ومرتبطة بقناعة فرانك لامبارد بأهمية فيليبي داخل الفريق في المواسم المقبلة. وحتى إذا وصل للعب في تشيلسي فلن تكون أرقام العقد كما يريدها فيليبي وكما تريدها إدارة برشلونة، فاهتمام أندية إنجليزية بالنجم البرازيلي، سواء مانشستر يونايتد أو نيوكاسل أو توتنهام، لا يعني بالضرورة أن يحمل التعاقد رقمًا مرضيًا.

فيليبي المراهق، كما وصفته بعض الأقلام الإعلامية الإنجليزية عند خروجه السريع من نادي ليفربول إلى نادي برشلونة، يبدو أنه يدفع ثمن تسرعه في القرار وحالته النفسية التي أصابته بالجمود في عهد فالفيردي- برشلونة، وعدم تأقلمه مع تحولات وتبدلات المراكز والتشكيل في البارسا، ليخرج بنظام الإعارة إلى بايرن ميونخ، وتبدأ قصة اللاعب البرازيلي بالوصول نحو الخاتمة في أوروبا، أي أنه أصبح “لاعبًا عاديًا”، كما أخبره يورغن كلوب يومًا بعد قراره الخروج من الفريق الإنجليزي، إذ قال له، “في ليفربول ستكون نجمًا، استمر هنا حاليًا لأنك إن ذهبت إلى أندية جديدة في هذا الوقت ستكون لاعبًا عاديًا”.

قبل أيام قليلة، ذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية أن نادي برشلونة يسعى للتخلص من لاعبه البرازيلي، وذلك خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة برشلونة لا تنوي مقايضة فيليبي بلاعبين، بل الاتجاه لبيعه والاستفادة ماليًا منه لتمويل الصفقات الأخرى، متحدثة أن برشلونة حدد قيمة بيع فيليبي بين 80 و90 مليون يورو، وأي ناد سيوافق على دفع هذه القيمة سيحصل عليه.

إذًا، بين أدائه ضمن صفوف السامبا البرازيلية وتقلّب الصورة في الأندية الأوروبية، وعلى طريق البريميرليغ مجددًا، أو البقاء في كتالونيا، تقترب فصول رواية فيليبي من نهايتها بعد أن كان في السنوات الماضية رقمًا صعبًا واسمًا مهمًا وخطرًا على الخصوم في الملعب.

إنها رواية الساحر المتعثر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة