السينما وعلم النفس.. كيف يؤثر كل منهما في الآخر؟

tag icon ع ع ع

يعد العمل السينمائي عملًا جامعًا لعدد من المهن، سواء كانت مهنًا حرفية (السباكة والنجارة في أثناء تنفيذ ديكورات الفيلم) أو فنية كالتمثيل والكتابة والموسيقى، ويشمل الأمر الطب والهندسة والكيمياء.

إلا أن أحد أهم العناصر التي تلعب دورًا محوريًا في الأعمال السينمائية هو “علم النفس”، الذي يلعب دورًا في رسم شخصيات العمل وردود فعلها وتصرفاتها، بناء على خلفياتها الاجتماعية وظروفها المادية ومحيطها وثقافتها الحياتية.

ويسلّط كتاب “السينما وعلم النفس.. حكاية لا تنتهي”، للكاتب سكيب داين يونج، الضوء على دور علم النفس في السينما، ليس فيما يتعلق بالأفلام وحكاياتها وصنّاعها، بل بما يتعلق بالمشاهدين أيضًا وكيفية تلقيهم للأفلام.

ويشرح الكتاب، المكوّن من 309 صفحات، علاقة الفنون المختلفة بـ”العقل البشري”، عبر سرده قصة المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، وعلاقة نشأته بأحد أبرز أفلامه “سائق التاكسي”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا لدى عرضه عام 1976، ودور علم النفس في هذا النجاح.

يهدف الكتاب، بحسب مؤلفه، إلى شرح فرضية أن “جميع الأفلام مفعمة بالعناصر السيكولوجية”، خاصة أن السينما وعلم النفس (المعملي والتحليل النفسي الإكلينيكي) ظهرا في نفس الفترة الزمنية، نهايات القرن الـ19، كما يربط الكتاب بين التأثير الثقافي لكل من الأفلام وعلم النفس على القرنين الـ20 والـ21.

وفيما يتعلق بتأثير الأعمال الفنية على الأفلام، يربط الكاتب، من خلال دراسات علمية، بين العنف لدى الأطفال والأفلام المخصصة لهم، ومدى تأثيرها على نشأتهم، كما يناقش عملية “تحليل المضمون”، الذي يشمل شرح الرموز المرسلة داخل الفيلم، وهذا الأمر يشمل المشاهد إلى جانب نقّاد الأفلام.

وبحسب الكتاب، الذي صدر بنسخته العربية في عام 2015، على المحلل والناقد أن يأخذا في اعتبارهما “المغزى العميق” من الرسالة و”المعنى المجازي” و”المعنى الضمني”، ومن هنا ينطلق يونج بشرح معنى الرمز في السينما.

على الرغم من أن الكتاب يتحدث عن موضوع في صلب العمل السينمائي، فإن القراء من غير المختصين في السينما يمكن أن يجدوا فيه شرحًا وافيًا لخلفيات صناعة الأفلام، وهو ما يزيد من متعة المشاهدة لديهم واستقبالهم لرسائل الأفلام.

ويمكن تحميل الكتاب بصيغة “PDF” من مؤسسة “هنداوي للثقافة” بشكل مجاني، وهي صاحبة حقوق نشره في المنطقة العربية.

وصدر الكتاب بلغته الإنجليزية في عام 2012، أما مؤلفه فهو أستاذ علم النفس في كلية “هانوفر” بولاية إنديانا الأمريكية لمدة تزيد على 15 عامًا، ونشر عددًا من الأبحاث المتعلقة بعلم النفس في مواقع مختصة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة