فضائح التحكيم السوري إلى الواجهة.. فساد وتمرد وأجور ضئيلة

camera iconمجموعة حكام سوريين 2018 (لجنة الحكام الرئيسيىة في اتحاد كرة القدم)

tag icon ع ع ع

لا يمر عام على كرة القدم السورية ومتابعيها دون قضية فساد مالي أو إداري أو اعتراضات على أداء التحكيم، وتوجيه تهم فساد إلى المسؤولين الرياضيين.

وشهد الأسبوع الماضي انسحاب فريق الجزيرة من مباراته أمام نادي الوثبة في الدوري السوري، عقب قرار حكم المباراة بضربة جزاء للأخير في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

تبعت القرار اعتراضات على عدم احتساب ركلة جزاء لنادي الطليعة في مواجهته لنادي تشرين المتصدر الحالي للدوري، بالإضافة إلى أخطاء تحكيمية في مباريات أخرى، دفعت لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم إلى إيقاف حكام مباريات تشرين والساحل، وحكم ساحة مباراة جبلة والكرامة، والحكم المساعد لمباراة الاتحاد والفتوة، في 15 من حزيران الحالي.

المستوى التحكيمي دفع متابعين لمنافسات الدوري السوري لانتقاد أداء الحكام، ليأتي إعلان الحكم ياسر الحسين اعتزاله للتحكيم بشكل نهائي، في 16 من حزيران الحالي، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك“، تبعته استقالة نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسة، نزار رباط، احتجاجًا على تعرض وسائل الإعلام لأدائه، بحسب مقابلة مع موقع “سيريانيا سبورت”.

 

 

وسبق للاتحاد الرياضي العام أن شطب قيد الحكم ياسر الحسين في عام 2009، عقب اتهامه بالتلاعب بنتائج المباريات، بحسب ما قاله الحكم الدولي السابق والمحاضر ومقيّم الحكام، مهند دبا، لعنب بلدي، وهو ما اعتبره الحسين في قرار اعتزاله “عقوبة كيدية”.

الهجوم الكبير على حكام الدوري السوري يأتي، وفقًا لدبا، عقب “أخطاء كارثية وقع فيها الحكام”، خاصة بعد تصريحات اللاعب شعيب العلي بأن هناك أطرافًا قدمت له رشوى للمساعدة بهزيمة فريقه الطليعة أمام نادي تشرين، متصدر الدوري.

عقب قرارات لجنة التحكيم في الاتحاد، والجدل الكبير عبر الإعلام الرياضي، أصدر 84 حكمًا سوريًا بيانًا، في 17 من حزيران الحالي، طالبوا خلاله بالاجتماع مع رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، ورئيس اتحاد كرة القدم، حاتم الغايب، مهددين بالتوقف عن تحكيم المباريات، معتبرين الأحداث الأخيرة “مساسًا بحرمة التحكيم”.

وبحسب ما قاله الحكم الدولي السابق مهند دبا لعنب بلدي، تعتبر ملفات الفساد في تحكيم كرة القدم السورية “انهيارًا أخلاقيًا”، مشبهًا التحكيم بالسلك القضائي، وهو ما دعا رئيس الاتحاد الرياضي للتدخل، حتى لا يفقد السيطرة على زمام الأمور، خاصة أن استمرار الدوري السوري يعطي انطباعًا أن “سوريا بخير”، معتبرًا أن هناك “خوفًا حقيقيًا” من توقف المسابقة.

من جهته، قال نائب رئيس اتحاد كرة القدم، زكريا قناة، في مقابلة مع موقع “سيريانيا نيوز”، في 17 من حزيران الحالي، إن الحكام سحبوا بيانهم عقب التواصل معهم بشكل شخصي، مع رفع أجورهم “بقرار مسبق”.

وفي 18 من حزيران الحالي، نشر الاتحاد الرياضي العام قرارًا برفع أجور الحكام للمباريات المتبقية من الدوري، ليصبح المبلغ 40 ألف ليرة سورية عن المباراة الواحدة.

ونفي دبا، في حديثه لعنب بلدي، أن تكون هذه الخطوة محاولة للإصلاح، بل هي مجرد “ترميم لبنيان منهار بالكامل” ويحتاج إلى سنوات لإعادة البناء، خاصة أن كرة القدم السورية شهدت خلال السنوات الماضية عددًا من الفضائح التحكيمية واتهامات التلاعب بالنتائج.

ورغم تفاعل معلا مع قضية الحكام، هاجم عمل اللجنة في اتحاد كرة القدم، وقال في تصريحات لبرنامج “الكابتن“، في 15 من حزيران الحالي، إن “هناك إشارات استفهام كبيرة على عمل اللجنة”، ما يفتح الباب أمام خطوات مقبلة قد يتخذها الاتحاد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة