أراضي القنيطرة الزراعية ضحية الحرائق.. من المسؤول

محاصيل القمح في محافطة القنيطرة جنوبي سوريا في حزيران 2020 (عنب بلدي)

camera iconمحاصيل القمح في محافطة القنيطرة جنوبي سوريا في حزيران 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القنيطرة

يعمل 80% من أهالي مدينة القنيطرة جنوبي سوريا في الزراعة وتربية المواشي، ما يشكل هذا القطاع أساسًا يستند عليه السكان لكسب قوت يومهم، ومع ذلك اندلعت حرائق في العديد من المحاصيل الزراعية في ريف المنطقة خلال الأيام الماضية، دون تحمل أي جهة في المدينة المسؤولية عن ذلك.

وقدرت مساحة الأراضي الزراعية المتضررت من الحرائق بحسب ما رصدته عنب بلدي في المنطقة حوالي 300 دونمًا، تترواح بين 75 دونمًا من أشجار الزيتون، و150 دونمًا من محاصيل القمح والشعير، و50 دونمًا من أعشاب وأشجار غير محددة.

وتعددت أسباب الحرائق في تلك المحاصيل الزراعية، حيث كان سببها الأول هو حرارة الصيف المرتفعة خلال حزيران، بحسب المزارع محمد حسن من بلدة نبع الصخرة في المنطقة، إذ وصلت درجات الحرارة في المنطقة إلى 34 درجة وفق موقع “weather“.

كما أن سلوكيات بعض الأهالي من رمي بقايا السجائر المشتعلة أسهمت بتأزم حالة الأراضي الزراعية في المنطقة.

إلا أن بعض الأراضي الزراعية المجاورة للثكنات العسكرية التابعة للنظام السوري أُحرقت “لتظل مساحاتها مكشوفة أمام أعين عناصر الجيش”، بحسب ما قاله المزارع محمد حسن لعنب بلدي، الذي أُحرقت عشر دونمات من أرضه الزراعية في بلدة نبع الصخرة جنوب شرقي مدينة القنيطرة، والتي كانت ضمن محيط الثكنات العسكرية.

وذكر محمد حسن أن نسبة لا يستهان بها من الأراضي الزراعة المحروقة تقع في محيط الثكنات العسكرية التابعة لسرية “اللواء 90” المنتشر فيها عناصر من المليشيات الإيرانية.

وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على المحافظة في تموز 2018، بموجب اتفاق “التسوية”، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية أجبرت المعارضة على المغادرة إلى الشمال السوري.

ولا يمكن لأحد من أهالي المنطقة الاقتراب من محيط الثكنات العسكرية عدا عناصر الجيش نفسه، بحسب ما أكده المزارع محمد حسن.

وأُبلغ المزارع محمد حسن من قبل عناصر من قوات النظام عدة مرات بعدم زراعة أراضيه ليتسنى للعناصر كشف المنطقة بالكامل ومحصول القمح سيحول دون حدوث ذلك.

معظم شباب القرى في ريف المنطقة يعملون في الزراعة كونهم لا يستطيعون الخروج إلى مناطق أخرى خارج المحافظة بسبب الأوضاع الأمنية، بحسب ما قاله المزارع أحمد الجباوي لعنب بلدي وهو من أبناء الريف الشمالي للمدينة.

وترتكز الزراعة في المنطقة على مصول القمح، والشعير، والعدس، والحمص، إضافة إلى بعض الكروم المشجرة بالعنب، والتين، والتوت الشامي، والتفاح، والكرز.

ويعتقد المزارع أحمد الجباوي أن حرق المحاصيل يأتي نتيجة تخوف عناصر قوات النظام من تسلل أي شخص إلى ثكناتهم العسكرية.

وتمتاز محافظة القنيطرة بالأراضي البركانية الخصبة والصالحة للزراعة، وتشتهر أراضيها بإنتاج مادة الطماطم التي تشكل 46% من إنتاج الطماطم في سوريا.

ويُقدر عدد المشتغلين في القطاع الزراعي في المنطقة أكثر من 26 ألفًا من الأهالي، ضمن 23 ألفًا من الأراضي القابلة للزراعة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة