“الماجريات”.. التوازن في فهم الواقع لا الانغماس فيه

tag icon ع ع ع

يلاحظ المتأمل كثرة انشغال الناس بـ”الماجرَيات” اليومية، والحديث عنها والتعليق عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الواقع، بالتحليل والتعليق، والتعليق على التعليق، إضافة لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي والمجادلات التي لا طائل منها ولو على حساب الالتزامات الأخرى، أو الأمور المفيدة.

ذلك ما يتناوله كتاب “الماجريات” لكاتبه السعودي إبراهيم السكران، وهو مصطلح يعني “ما جرى العمل به”، ويشير إلى الحوادث والوقائع والأخبار، كما استعان به علماء السلوك في توصيف اشتغال المرء بالأخبار والأحداث التي لا نفع فيها.

يقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، فيتحدث بداية في فصل “موقع الماجريات” عن مفهوم المتابعة المُنتجة والمتابعة المتفرجة، فالأولى هي التي يستطيع أصحابها التأثير في الناس والتغيير إلى الأفضل.

والمتابعة المتفرجة، هي التي لا يملك صاحبها قدرة على التأثير، إنما هو متفرج فقط ويظن أنه يبني وعيه ويكوّن نفسه بهذه الطريقة، فيندرج تحت فئة الجماهير السلبية.

وتحدث أيضًا إبراهيم السكران في كتابه عن المتابعة في زمن “التحصيل” وزمن “العَطاء”، ويرى أن الشاب الذي ما زال في سنوات الطلب والتحصيل، عليه أن ينشغل بالعلم والدرس والقراءة، وأما أوقات فراغه فيجعلها لمتابعة الواقع وشؤونه.

ثم تطرق في فصله الثاني إلى “الماجريات الشبكية”، فتحدث عن إدمان مواقع التواصل وأهم الأعراض المرافقة له، كالتصفح القسري والعمى الزمني، وذكر مدى تأثيره على النفس والعقل والفكر.

وانتقل في الفصل الثالث إلى “الماجريات السياسية”، ويعرض فيه حلول المشكلات من خلال العلماء والمفكرين، وتعاملهم مع هذه “الماجريات السياسية” في عصرهم.

والعلماء الذين تحدث عنهم هم البشير الإبراهيمي من الجزائر، ومالك بن نبي من الجزائر، وأبو الحسن الندوي من الهند، وعبد الوهاب المسيري من مصر، وفريد الأنصاري من المغرب.

صدر الكتاب في عام 2015 عن دار “الحضارة السعودية”، ويبلغ عدد صفحاته 344.

وإبراهيم السكران مولود في عام 1976، وهو باحث ومفكر إسلامي، مهتم بمنهج الفقه الإسلامي وبالمذاهب العقدية والفكرية، له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات المنشورة، وله عدد من الكتب المطبوعة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة