"الطاعون الدبلي".. "إنفلونزا الخنازير".. "هانتا"..

ثلاثة فيروسات حيوانية المنشأ تعود إلى الواجهة بعد “كورونا”.. ما حقيقتها وإمكانية انتشارها

camera iconالجيش الألماني ينقل مصابين بفيروس "كورونا" من إيطاليا وفرنسا لمعالجتهم في ألمانيا- 28 آذار 2020 (METRO)

tag icon ع ع ع

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن تتابع ظهور الفيروسات والأمراض المعدية ذات المنشأ الحيواني، بعد انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

وأثار ذلك مخاوف مستخدمي مواقع التواصل من زيادة انتشار الأوبئة، ما ينذر بوجود خطر كبير، فما حقيقة هذه الفيروسات؟ وما رأي منظمة الصحة العالمية فيها؟

“الطاعون الدبلي

أكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية أمس، الثلاثاء 7 من تموز، أن تفشي وباء “الطاعون الدبلي” في الصين تجري إدارته “بشكل جيد”، ولا يعتبر مصدرًا كبيرًا للخطر.

وجاء هذا التعليق بعد إعلان السلطات الصينية، الاثنين الماضي، مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض “الطاعون الدبلي”، بمنطقة منغوليا الداخلية، شمالي البلاد.

ما هو “الطاعون الدبلي” وطرق العدوى والأعراض؟

عدوى الطاعون لها شكلان رئيسان، يعتمدان على مسار العدوى، هما الشكل الدبلي والرئوي.

وجميع الأشكال قابلة للعلاج والشفاء إذا ما اكتُشِفت في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

و”الطاعون الدبلي” بحسب “منظمة الصحة العالمية“، هو أكثر الأنواع شيوعًا على الصعيد العالمي، وهو ينجم عن لدغة برغوث حامل للعدوى.

وتخترق عصوية الطاعون الجسم في موضع اللدغة، وتعبر الجهاز الليمفاوي لتصل إلى أقرب عقدة ليمفاوية وتتكاثر فيها.

ثم تلتهب العقدة الليمفاوية وتتوتر وتصبح مؤلمة ويُطلق عليها اسم “الدبل”، وفي مراحل العدوى المتقدمة، يمكن أن تتحول العقد الليمفاوية الملتهبة إلى قرحات مفتوحة مليئة بالقيح.

ويُعتبر انتقال “الطاعون الدبلي” بين البشر أمرًا نادر الحدوث، ومن الممكن أن يتطور وينتشر إلى الرئتين، فيما يُعرف باسم “الطاعون الرئوي” الذي يُعتبر من أنواع الطاعون الأكثر خطورة.

ومن أعراض الإصابة، الحمى والصداع والقشعريرة والضعف والتضخم والشعور بالألم في العقد الليمفاوية.

كيف يمكن علاج الطاعون؟

يمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية، ويشيع التعافي إذا ما بدأ العلاج مبكرًا.

وفي المناطق التي يتفشى فيها الطاعون، ينبغي أن يتوجه الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى مركز صحي لتقييم الحالة والعلاج.

ويجب عزل المرضى المصابين بـ”الطاعون الرئوي” وعلاجهم على يد طاقم طبي مدرب يرتدي معدات الحماية الشخصية.

“إنفلونزا الخنازير”

قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في 30 من حزيران الماضي، ضمن مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إن المنظمة “ستقرأ بعناية” دراسة صينية عن فيروس إنفلونزا جديد عُثر عليه في الخنازير، قائلًا إن النتائج أكدت على أهمية ترصد الإنفلونزا خلال جائحة “كورونا”.

وقالت الدراسة، إن فيروس الإنفلونزا الجديد الموجود في الخنازير الصينية أصبح أكثر عدوى للبشر، ويحتاج إلى مراقبته عن كثب في حالة تحوله إلى “فيروس وبائي” محتمل.

وفقًا للباحثين، فإن سلالة هذا الفيروس هي نتيجة تزاوج عدة سلالات من فيروس “H1N1” بما فيها “pdm09”.

وقد أطلق الباحثون على السلالة الجديدة اسم “G4 EA H1N1”.

ما هو “إنفلونزا الخنازير” وطرق العدوى والأعراض؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، يعد “إنفلونزا الخنازير مرضًا تنفسيًا حادًا وشديد العدوى، يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A”.

وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض.

تصيب فيروسات الإنفلونزا الخلايا التي تبطن الأنف والحلق والرئتين، ولا يمكن الإصابة بإنفلونزا الخنازير عن طريق تناول لحم الخنزير.

ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات إصابة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1%-4%).

كيف يمكن علاج “إنفلونزا الخنازير”؟

معظم المصابين بالإنفلونزا، بما في ذلك “إنفلونزا الخنازير”، لا يحتاجون إلا إلى التعامل مع الأعراض.

وهناك أربعة عقاقير مضادة للفيروسات معتمَدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يتم وصفها في بعض الأحيان خلال يوم أو يومين من الأعراض، لتقليل شدتها والحد من خطر حدوث مضاعفات.

ولكن، يمكن لفيروسات الإنفلونزا أن تتطور لمقاومة هذه الأدوية.

فيروس “هانتا

أكد الخبراء الطبيون الصينيون، بحسب صحيفة “جلوبال تايمز”، أن عودة فيروس “هانتا” لا يدعو للقلق، وعلى الرغم من أن فيروس “هانتا” ينتمي إلى المستوى الرابع من الخطر البيولوجي والمرض المميت، فإنه نادرًا ما ينتقل من شخص إلى آخر.

ونشرت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية تفاصيل وفاة رجل بفيروس “هانتا” في مقاطعة يونان الصينية، في 23 من آذار الماضي.

وبعد نشر الخبر، تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، وتخوفوا من أن يتحول الفيروس إلى وباء جديد على غرار فيروس “كورونا”، الذي ظهر للمرة الأولى في إقليم هوبي الصيني، في كانون الأول 2019، وأصاب الملايين من الأشخاص وتسبب في توقف حركة الحياة تقريبًا.

ولم تعلّق منظمة الصحة العالمية على الأمر، وكانت قد دعت سابقًا البلدان الأمريكية، حيث كان ينتشر المرض، إلى مواصلة جهود الكشف عن الحالات وتقصيها والإبلاغ عنها، وتقديم التدبير العلاجي لها من أجل الوقاية من العدوى التي يسببها فيروس “هانتا” ومكافحتها.

ما هو فيروس “هانتا” وطرق العدوى والأعراض؟

تجيب منظمة الصحة العالمية قائلة، إن فيروس “هانتا” يسبب “المتلازمة الرئوية لفيروس هانتا” وهذه المتلازمة هي مرض تنفسي فيروسي حيواني المنشأ.

وتضيف المنظمة أن العدوى بهذه المتلازمة تُكتسب بصفة أساسية عن طريق استنشاق الرذاذ أو ملامسة فضلات القوارض المصابة بالعدوى أو روثها أو لعابها.

ومن أعراض هذا المرض الإصابة بالصداع، والدوار، وآلام العضلات، والحمى المصحوبة بارتجاف، ومشاكل معدية معوية مثل الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال وآلام البطن، تليها إصابة مفاجئة بضيق التنفس وانخفاض ضغط الدم.

معدل إماتة الحالات يمكن أن يصل إلى ما بين 35- 50%، ولا يوجد علاج أو دواء شافٍ محدد لمتلازمة فيروس “هانتا” الرئوية.

هل ينتقل بين البشر؟

منظمة الصحة العالمية تقول إنها تجري تقصيًا بشأن إمكانية انتقال المرض بين البشر.

وتقول “مراكز مكافحة العدوى والوقاية منها” في الولايات المتحدة، إن الفيروس منشأه حيواني بالأساس وينتقل بصورة أساسية من الحيوان إلى الإنسان، وإنها لم تسجل حالة إلى الآن في الولايات المتحدة انتقل فيها الفيروس من شخص إلى آخر.

وأضافت أن في حالات نادرة في الأرجنتين وتشيلي جرى رصد انتقال الفيروس من شخص لآخرين كانوا ملاصقين له خلال إصابته بأحد أنواع فيروس “هانتا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة