“ليسوا رهائن”.. حملة تدور بين الواجب والأمل لإطلاق سراح المعتقلين

camera iconمتطوع من الدفاع المدني السوري مشارك في حملة "ليسوا رهائن" للتضامن مع المعتقلين في سجون النظام (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

سوء حظ مصطفى هو ما قاده للوصول إلى جسر ضاحية “الأسد” في ريف دمشق، في صباح 2 من نيسان عام 2013، حين غادر منزله لجلب بضائع لمتجر الأغذية الذي يعمل فيه، ليفاجأ بحاجز “طيار”، اعتقله بجريرة شاحنات محملة بالسكّر حاولت الدخول إلى دوما.

أكثر من سبعة أعوام وثلاثة أشهر مرت، وعائلة مصطفى تبحث عنه وتتقصى أخباره من فرع للتحقيق إلى آخر ومن سجن إلى مركز اعتقال جديد، باذلة في سبيل المعلومة أو الخبر ما تملكه من أموال للمحامين “دون جدوى”، حسبما قال ابنه علي لعنب بلدي.

من أجل مصطفى ونحو 130 ألف معتقل لدى سجون النظام السوري، أطلق متطوعو “الدفاع المدني”، في 6 من تموز الحالي، حملة “ليسوا رهائن” للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.

تضمنت الحملة وقفات ومشاركة لقصص المعتقلين والمغيبين قسريًا بعدة مناطق في شمال غربي سوريا، إضافة إلى النشاط الإعلامي عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنظمة.

وتزامنت “ليسوا رهائن” مع بدء تطبيق قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”، الذي حمل اسم الضابط المنشق الذي هرّب 55 ألف صورة توثق مقتل 11 ألف معتقل تحت التعذيب في سجون النظام السوري، ومع فعاليات اليوم الدولي لضحايا التعذيب، والحملات التي أقامها مبعوثون دوليون على هامش مؤتمر “بروكسل” للدول المانحة، في حزيران الماضي.

علي لا يعتقد أن للحملات الإعلامية فائدة على الإطلاق في إطلاق سراح المعتقلين، وهو ما يخالفه به مدير منظمة “الدفاع المدني”، رائد الصالح، الذي قال لعنب بلدي، إن قيام حملات المطالبة بالمعتقلين ضروري لاستمرارية قضيتهم، وللفت الرأي العام إلى القضية، وحشد المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري.

وأضاف الصالح أن الضغط الذي يمارسه المجتمع المدني السوري بمجمل فعالياته “له دور دائمًا”، معتبرًا أن إجراء تلك الحملات مسؤولية وواجب بغض النظر عن الرغبة الدولية أو الاستجابة الحقيقية من النظام السوري.

وسجلت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بتقرير صدر في آذار الماضي، وجود 129 ألفًا و989 معتقلًا أو مختفيًا قسريًا في سجون النظام السوري، إضافة إلى 16 ألفًا و836 معتقلًا ومختفيًا قسريًا على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا، عدا النظام السوري، منذ آذار 2011.

كما وثقت مقتل قرابة 14 ألفًا و221 شخصًا بسبب التعذيب والأمراض الناتجة عن سوء ظروف الاحتجاز أو النزيف بسبب الضرب، وأحصت 72 أسلوبًا للتعذيب يمارسها النظام السوري ضد المعتقلين في مراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له.

أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة