الملكي حسم الليلة.. وأضاء الليالي

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لم تكن ليلة الفوز على فياريال بالنسبة للنادي الملكي سوى نتيجة رسمية للظفر باللقب المحلي “لا ليغا”، بعد آخر مرة نال فيها الفريق بطولة الدوري في عام 2017، ولم يكن عشاق النادي الملكي بحاجة مستعجلة لسماع النبأ الرسمي بإعلان الميرنغي بطلًا للموسم الحالي قبل جولة واحدة من النهاية، فالشعور العام يدل على أن الفريق الذي كان يحترق في الموسم الماضي عاد بأبهى حلة بصناعة مميزة من المدير الفني، زين الدين زيدان.

دلائل العودة المبشرة مع الفريق الأبيض لاحت مع مرور عدة جولات، عقب عودة مباريات الدوري الإسباني، وبعد التوقف بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، لمدة شهرين.

ومن أهم هذه الدلائل التحسن في خطوط الفريق، وخاصة الخط الخلفي الذي أنجز مباريات صعبة بهمة حارس الفريق ودفاع المنطقة، وها هو الفريق يحصد 19 هدفًا مقابل أربعة أهداف في الشباك مع خمس مباريات “كلين شيت” (شباك نظيفة).

بالإضافة إلى عودة المصابين لخدمة التشكيل الذي فرضه زيدان بين كل مباراة وأخرى، إذ ظهر التفاهم بين نجوم الفريق، وكانت الثنائيات الجديدة مرضية لزيدان الذي اختبرها بشكل يخدمه فيما لو استمر طريق الريال سالكًا في دوري الأبطال بعد أقل من شهر، عندما يواجه نادي مانشستر سيتي في لقاء الإياب طمعًا بتعويض خسارة الذهاب، ومحاولة قلب الطاولة والتأهل للدور الربع النهائي من المسابقة.

كما أن تذبذب أداء ومستوى الغريم التقليدي نادي برشلونة، وإهداره النقاط الثمينة خلال ثلاث مباريات متتالية، جعل زيدان في أعلى تركيزه ليقفز إلى الصدارة دون هدايا، ويبتعد بالفارق عندما سنحت الفرصة ليشكل ضغطًا نفسيًا ومعنويًا على الغريم في كل جولة.

وللأمانة، فإن النقاط التي أهدرها برشلونة كانت سببًا مهمًا في انتقال ريال مدريد إلى الصدارة، وقوة الريال ظهرت بإصراره على المتابعة وعدم الهزيمة أو تفويت أي نقطة تربك الحسابات وتعطي أملًا جديدًا للبارسا، وبنفس الوقت فإن فترة التوقف لمدة شهرين أظهرت أن نتائج الريال الحالية لم تكن لتحصل نسبة للأداء المتأرجح الذي كان يقدمه برفقة غريمه برشلونة، وعلى الأقل كانت الخسارة من مانشستر سيتي الصعبة والصعبة للغاية على أرض ملعب الريال مؤشرًا على تأرجح أداء الملكي قبل التوقف.

إذًا، ماذا كسب زيدان في هذه المرحلة؟

زيدان، العائد بعد موسم متخبط للملكي، كسب مجموعة شابة متألقة تحتاج إلى بعض الصقل لتخدم الفريق الأول لسنوات طويلة، وكسب صفقات مهمة عانى معها لفترة بسبب الإصابات، وها هي تعود لتكون ثقل الفريق الأساسي، وكسب إخراج ريال مدريد من عباءة الدون كريستيانو رونالدو معنويًا.

بالعموم، يجيد الفرنسي زيدان الرهان بأسلوب مغامر متطور، ويتميز بالصبر على الوقت وعلى الظروف، لذلك ذكرنا أن ما قبل “كورونا” ليس كما بعده بالنسبة لزيدان، الذي انتقل بهذا التوقف من مرحلة الصبر والتحمل والنتائج المتراجعة أحيانًا إلى مرحلة الهجوم ومفاجأة خصومه، منتزعًا لقب الدوري المحلي وعائدًا بأفضل المعنويات إلى دوري أبطال أوروبا، وربما يكتب ملعب الاتحاد نهاية مختلفة عما كانت في أذهاننا وأذهان الصحافة الرياضية الدولية.

مبروك لعشاق الملكي بطولة الدوري الإسباني، ومبروك للفرنسي زين الدين زيدان إنجازه الرقمي والمعنوي بصناعة فريق جديد يخدم مسيرة ريال مدريد في البطولات المحلية والقارية!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة