معاناة في تأمين البذار وحرائق غير مسبوقة.. فلاحو الرقة ينهون موسم القمح

حصاد القمح في محافظة الحسكة- 2019 (arta.fm)

camera iconحصاد القمح في محافظة الحسكة- 2019 (arta.fm)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الرقة

نقدًا، وبأموال كان قد ادخرها لإجراء عمل جراحي، اشترى الفلاح تركي الجاسم، العامل في الريف الغربي من مدينة الرقة، كامل البذار لزراعة أرضه بالقمح للعام الحالي.

خسر تركي محصوله عام 2019 بسبب الحرائق، ولم يحصل على تعويضات لغيابه عن المنطقة في أثناء منح التعويضات، كما لم يحصل على مياه ري مجانية لسقاية أرضه، ومع قدوم الموسم الجديد اضطر لأن يدفع نقدًا لزراعة أرضه، ويستلف مالًا من أحد أقاربه لشراء السماد لها.

وكانت “الإدارة الذاتية” في الشمال الشرقي لسوريا قررت عام 2019، تعويض المزارعين المتضررين من الحرائق في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بمنح كل فلاح متضرر من الحريق البذار (من نفس البذار المزروعة قمح أو شعير)، مجانًا من مراكز التوزيع التابعة لـ”هيئة الاقتصاد والزراعة”

وعانى الفلاحون، الذي يعتمدون على زراعة أراضيهم بالقمح، في مدينة الرقة من عدة صعوبات لإنجاح موسم الزراعة للعام الحالي.

صعوبة تأمين البذار

وكانت صعوبة الحصول على بذار القمح، في بداية الموسم الحالي، المعاناة الأكبر للمزارعين والفلاحين بحسب ما رصدته عنب بلدي، فمنهم من اضطر لشرائها من التجار العاملين في أسواق المحافظة، ومنهم من اشتراها من “الإدارة الذاتية” المسيطرة على المنطقة.

وبعد تأمين السماد ورشه بعد زراعة البذور، بدأت صعوبة توفير المياه للأراضي المروية، وذلك بسبب قرار لـ”لجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني” يفرض على المزارعين دفع أموال على كل دونم من الأرض، لقاء الحصول على المياه.

وفرضت اللجنة على الفلاحين للموسم الحالي مبلغ 1500 ليرة سورية لكل دونم، وعليه يجب أن ينتظر الفلاح حتى يدفع جميع الفلاحين والمزارعين عن أراضيهم حتى تسمح لجنة الري بالعمل في المنطقة التي دفعت الرسوم.

اقتراض للري

عطشت الأراضي الزراعية الواقعة في ريف الرقة الغربي، وتحديدًا تلك الواقعة منها في منطقة مزرعة الرشيد، ومع المشاكل التي تعانيها شبكة الري في المنطقة وصعوبة الحصول على مياه الري، في حين يعيش الفلاحون ظروفًا معيشية متردية، نتيجة احتراق محاصيلهم عام 2019، اضطر عدد منهم إلى الاقتراض من معارفهم وأقاربهم لدفع “أجرة الري”.

حرائق غير مسبوقة

مع نهاية موسم الحصاد، يُباع المحصول، وفور تسلّم ثمنه يشتري الفلاحون لوازم المنزل من مؤونة وطعام ولباس، ويسددون ما عليهم من مستحقات لأصحاب البقاليات، كانوا قد اقترضوها في فصل الشتاء، بحسب ما قاله الفلاح محمد العيد، المنحدر من مدينة الرقة، لعنب بلدي.

لكن توقعات الفلاحين ببيع الموسم وجني ثماره لم يكن كالمتوقع للعام الحالي، فمع اقتراب موعد الحصاد، نشبت الحرائق في مناطق عدة من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، مسببة أضرارًا في محاصيل القمح والشعير.

ومع غياب الأرقام الرسمية حول خسائر الفلاحين والأضرار المادية، تشير التقديرات إلى التهام الحرائق آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير، ضمن المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات النظام السوري.

استياء بسبب أسعار الشراء

بعد انتهاء عملية الحصاد وجني المحاصيل، أثار السعر الذي قررته “الإدارة الذاتية” والبالغ 225 ليرة سورية لكيلو القمح الواحد، استياء الفلاحين، إذ اعتبروه سعرًا قليلًا، بحسب ما رصدته عنب بلدي من آراء بعض الفلاحين الذين قابلتهم.

وبعد قرار التسعيرة الأول بأيام، رفعت “الإدارة” السعر إلى 315 ليرة سورية، وهو ما اعتبره الفلاحون “منصفًا بعض الشيء”.

ثم عادت “الإدارة” لتقرر تأجيل تحديد سعر شراء محاصيل الحبوب من المزارعين، حتى يستقر سعر صرف الليرة السورية، وذلك بسبب التراجع المتواصل لقيمتها أمام العملات الأجنبية.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة