فيلم “Billy Elliot”.. كسر صور نمطية برقص “الباليه”

camera iconمشهد من الفيلم

tag icon ع ع ع

يثير المخرج البريطاني ستيفن دالدري العاطفة في أغلب مشاهد فيلمه الدرامي الراقص “Billy Elliot“، إذ أظهر بطولة الفيلم من خلال صبي نشأ في الشمال الشرقي لبريطانيا في فترة إضراب عمال المناجم بين عامي 1984 و1985.

يكتشف الصبي “بيلي” موهبته العالية برقص “الباليه”، الذي يعتبره “التعبير الحقيقي عن الذوق في الحياة والإحباط في الوقت نفسه”، لأن رقص “الباليه” هو “رقصة عفوية من الإحباط”، بحسب “بيلي”.

تدور أحداث الفيلم بين عالم الدراما والواقع، إذ كان والد “بيلي” عاملًا من بين العمال الذين شاركوا بالإضراب ضد الحكومة البريطانية، وبذلك يوثق الفيلم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت ضمن الفترة الزمنية التي تجري فيها أحداث القصة.

يجد والد الصبي “بيلي” نفسه في مأزق مادي وسط تردي الأوضاع الاقصادية حينها في بريطانيا، لكن في الزاوية المقابلة يتجه مستقبل الصبي “بيلي” بأمل مرتفع نحو الاحتراف في رقص “الباليه”.

ويناقش الفيلم مسألة أن يصبح الرجل راقصًا وسط اعتبار المجتمع هذا الفن مخصصًا للنساء دون الرجال، لأن الرقص “لغة روحية لا تنطبق على الرجال”، بحسب أحداث الفيلم.

ويعتبر المحيط الاجتماعي للصبي “بيلي” حلمه بأن يصبح راقصًا لـ”الباليه” بمثابة شذوذ وعدم استقامة شخصيته، وبعد تدرّج أحداث الفيلم، يصل والد “بيلي” إلى أزمة بينه وبين ذاته، فمن جهة حافظ الفيلم على تقديم شخصية “بيلي” على أنه “مستقيم جنسيًا”، ومن جهة أخرى لم يعرف والد الصبي تفسير استجواب ذكورية ابنه لرقص “الباليه”، وهنا تم استخدام الحدث التاريخي في البلاد، وهو إضراب عمال المناجم، كخلفية لاضطراب الصبي “بيلي” وآلامه المتزايدة.

إذ ترافقت فترة بدء “بيلي” بخطوات رقصه الخجولة الأولى، حتى وصوله إلى اختباره المصيري في احترافه داخل مدرسة الرقص الملكية، مع فترة الإضراب كاملة، وبذلك أوصل الفيلم بشكل رمزي أن المملكة البريطانية كانت تعيش حالة من الاضطراب المتعدد الأشكال، وهو اضطراب سياسي واقتصادي واجتماعي في كسر عدة صور نمطية كانت منتشرة في المجتمع البريطاني.

وكانت الموسيقى التصويرية بالإضافة إلى كلمات الأغاني التي اُستخدمت في الفيلم من تأليف الموسيقي البريطاني مارك بولان، إذ عرضت في أحداث الفيلم أكثر من ست أغانٍ.

أُنتج الفيلم في عام 2000، وكانت إيراداته على شباك التذاكر في صالات السينما 109 ملايين و280 ألف دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، وهو من بطولة كل من الممثل جيمي بيل وجاري لويس والممثلة جان هيوود.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة