تحضيرات عيد خجولة في إدلب.. أسباب اقتصادية وأمنية

tag icon ع ع ع

شادية التعتاع

مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يحل غدًا الجمعة 31 من تموز، بدأ الأهالي في إدلب شمال غربي سوريا باستقباله رغم ظروفهم المادية الصعبة، وذلك بحسب القدرة الشرائية لكل عائلة، وتتلخص مراسم هذا العيد عند السوريين في الأضحية (الذبيحة)، والملابس الجديدة، والحلويات والمراسم الأخرى، التي غابت عن معظمهم.

في المخيمات تحضيرات العيد غائبة

وفي مخيّمات النزوح بريف إدلب، “تبدو كلّ أيام النازحين متشابهة”، كما قالت ريم المحمد، النازحة من بلدة إحسم من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيم “القلعة” في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي، لعنب بلدي.

كل ما تفكر فيه ريم حاليًا هو تأمين احتياجات أولادها الأساسية، وقالت “لا ملابس العيد ولا حلوياته ذات أهمية كبرى بالنسبة إلينا، لأنني أحتاج إلى أكثر من 50 دولارًا للفرد الواحد (112 ألفًا و500 ليرة سورية)”، ولكن لا توجد باليد حيلة، فهي لا تملك القدرة لذلك وخاصة مع أولادها السبعة.

وأضافت ريم أنها تشعر بأولادها وباحتياجاتهم في العيد، ولكنها عاجزة عن معالجة الأمر.

ويتراوح متوسط دخل الفرد العامل بـ”اليومية” في الشمال السوري ما بين ثلاثة آلاف و خمسة آلاف ليرة سورية يوميًا، أو ما يعادلها بالعملة التركية أو الأمريكية، مع ضعف القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود، وعجزهم عن تأمين الحاجات الأساسية لمتطلبات العيش في ظل تدني الأجور وانعدام فرص العمل.

صورة من مدينة إدلب تظهر محل حلويات وامرأة تتجول فيه للتسوق- 29 من تموز 2020 (عنب بلدي/ شادية التعتاع)

ارتفاع أسعار يقلّل الزبائن

وسط ارتفاع أسعار تجهيزات العيد من ألبسة وحلويات، حُرم معظم الأهالي من شراء حاجياتهم الأساسية في هذه المناسبة، إذ قال محمد طافش العلي، صاحب محل للحلويات في مدينة إدلب، لعنب بلدي، إن إقبال الناس على محله جيد نوعًا ما، ولكنه أقل مقارنة بالعيد الذي قبله (عيد الفطر).

وأرجح محمد ذلك لارتفاع سعر صرف الدولار الذي يؤثر بشكل مباشر على ارتفاع أسعار السلع، ولا سيما التي تدخل فيها المواد الأساسية المستوردة مثل السكر وغيرها، وعلى القدرة الشرائية للمواطن.

عنب بلدي رصدت أسعار السلع في مدينة إدلب، فبلغ سعر كيلو “البرازق” 15 ليرة تركية (4845 ليرة سورية)، وكيلو كعك العيد عشر ليرات تركية (3230 ليرة سورية)، أما “البيتيفور” بمختلف أنواعه فتتراوح أسعاره بين 15 و25 ليرة تركية (من 4845 إلى 8075 ليرة سورية).

كعك العيد (البيتيفور) في شارع بمدينة إدلب قبل عيد الأضحى- 29 من تموز 2020 (عنب بلدي/ شادية التعتاع)

الوضع الأمني أثّر على حركة الأسواق

ضربت مدينة إدلب، في 27 من تموز الحالي، عدة تفجيرات مع اقتراب أيام العيد، ما أدى إلى إصابة 11 مدنيًا نتيجة لعبوة ناسفة زُرعت في دراجة هوائية في حي “الجلاء”، بالإضافة إلى انفجار قنبلة صوتية أُصيب على إثره أربعة أشخاص، وقنبلة صوتية أخرى دون أضرار حسب فريق “الدفاع المدني”.

هذا الأمر أثار الخوف عند بعض الأهالي وأصحاب المحلات، وأجبرهم على إغلاقها في وقت مبكر، فمن المعتاد أن تبقى المحلات والشوارع في هذه الأيام لساعات متأخرة من الليل، بحسب ما قاله فراس عبيد، لعنب بلدي.

فراس الذي يملك محلًا للحقائب والأحذية في مدينة إدلب، وصف لعنب بلدي حركة السوق بـ”الضعيفة جدًا” وكأنها كبقية الأيام على الرغم من انخفاض الأسعار في ظل التداول بالليرة التركية، وانخفاض سعر الصرف، حسب قوله.

آثار تفجير عبوة ناسفة في شارع "الجلاء" في مدينة إدلب - 26 تموز 2020 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

آثار تفجير عبوة ناسفة في شارع “الجلاء” في مدينة إدلب – 26 من تموز 2020 (عنب بلدي/ أنس الخولي)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة