إسرائيل تمد يد المساعدة للبنان.. هل لها يد ثانية خفية؟

مبنى بلدية "تل أبيب" الإسرائيلية وهو مضاء بألوان علم لبنان- 5 من آب (إسرائيل بالعربية تويتر)

camera iconمبنى بلدية "تل أبيب" الإسرائيلية وهو مضاء بألوان علم لبنان- 5 من آب (إسرائيل بالعربية تويتر)

tag icon ع ع ع

بعد نفي إسرائيل رسميًا مسؤوليتها عن الانفجار الضخم الذي أصاب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، في 4 من آب الحالي، بادرت إلى تأكيد تقديمها الدعم اللازم على المستوى الطبي والإنساني، ناشرة تسجيلات مصوّرة تسعى لترسيخ ذلك الموقف.

ونشر حساب “إسرائيل بالعربية” عبر “تويتر” أمس، الأربعاء 5 من آب، صورة لمبنى بلدية “تل أبيب” وهو مضاء بألوان العلم اللبناني، كنوع من أنواع التضامن، وقال الحساب إن ذلك يحدث لأول مرة في تاريخ إسرائيل.

وسارع حساب “إسرائيل بالعربية“، لنشر تعليقات مسجلة بالصوت والصورة لمواطنين إسرائيليين وهم يعلنون تضامنهم مع الشعب اللبناني بعد الانفجار الذي حدث.

وأصدر وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان، بيني غانتس، وغابي أشكينازي، فور وقوع الانفجار، بيانًا مشتركًا جاء فيه أن إسرائيل توجهت إلى لبنان “عبر جهات أمنية وسياسية دولية، وعرضت مساعدة إنسانية وطبية”.

بدوره، صرح الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عبر حسابه في “تويتر”، “نتشارك آلام الشعب اللبناني، ونعرض بصدق المساعدة في هذه الأوقات العصيبة”.

وجاء في تغريدة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن إسرائيل تتمتع بخبرة كبيرة في هذه المجالات، وأثبتت ذلك من خلال بعثات إغاثة إنسانية عديدة في أنحاء العالم بالسنوات الأخيرة، مؤكدًا أنه “حان الوقت لوضع الصراعات جانبًا”، بحسب تعبيره.

اتهامات وتضارب تصريحات إسرائيلية

لم تلغِ التصريحات الإسرائيلية بتقديم المساعدات للبنان، أو نفيها المسؤولية عبر ألسنة مسؤوليها، إمكانية وجود وجهة نظر أخرى أبداها معلّقون ومتابعون للشأن الإسرائيلي حول الأسباب المؤدية لانفجار المرفأ، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قال إن الانفجار ليس سببه فقط مادة “نترات الأمونيوم” وإنما “قنبلة”.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس الأربعاء 5 من آب، تعاطف واشنطن وتل أبيب مع الشعب اللبناني نفاقًا وخداعًا.

وفي هذا السياق، وتحت عنوان “أصابع الكيان الصهيوني الخفية في كارثة بيروت”، كتبت وكالة أنباء “فارس” الرسمية، “الشكوك تحوم حول تورط الكيان الصهيوني في انفجار مرفأ بيروت”.

وقال موسوي، “إذا كانت أمريكا وإسرائيل صادقتين حقًا في تعاطفهما مع لبنان، فعليهما رفع العقوبات التي فرضتاها مؤخرًا على الشعب اللبناني”.

وبحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، عبر حسابه في “تويتر”، فإن “النظام السياسي والجهاز البيروقراطي اللبناني يتحملان المسؤولية عن انفجار بيروت، لسماحهما بتكديس مواد متفجرة على هذا النحو، لكن هذا لا يكفي لنفي فرضية مسؤولية إسرائيل عن الحادث، فيمكن الافتراض أن إسرائيل علمت بوجود هذه المتفجرات، ووجدت السبيل لإشعالها لخلط الأوراق”.

وأشار النعامي إلى أن غزة شهدت خلال العقد الأخير انفجارات غامضة فُسّرت على أنها انفجارات عرضية لصعوبة إثبات عكس ذلك، لكن مصلحة إسرائيل فيها كانت واضحة، مضيفًا أن إسرائيل تطلق على هذا النوع “عمليات دون توقيع”.

وذكر النعامي نقلًا عن صحيفة إسرائيلية، أن إسرائيل زادت بشكل كبير الموازنات المخصصة لشعبة العمليات التابعة لجهاز “الموساد”، وأوضح أنها “الشعبة المسؤولة عن العمليات التي تُنفّذ دون توقيع، حتى لا تظهر مسؤولية إسرائيل عنها”.

https://twitter.com/salehelnaami/status/1290974784847831040

في السياق نفسه، قال الكاتب ياسر الزعاترة عبر “تويتر” أمس، الأربعاء، إن “قبول رواية مستودع الأمونيا لا يستبعد الأصابع الصهيونية، إذ يبقى سر التفجير مطروحًا”.

بينما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، في حديث للقناة “12” الإسرائيلية بأن الانفجار “يبدو حادثًا”، وأنه “لا مجال لعدم تصديق الأنباء الواردة من بيروت بهذا الخصوص”.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية، منها “Times Of Israel“، أبرزت تعليق العضو السابق في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وزعيم حزب “هوية” اليميني الإسرائيلي، موشيه فيغلين، الذي شاركه عبر صفحته في “فيس بوك” أمس، قائلًا “مسموح لنا أن نفرح بأن هذا الانفجار وقع في بيروت وليس في تل أبيب، وهذا شأن أخلاقي قبل كل شيء”.

وفي منشور آخر كتب فيغلين “على شرف عيد الحب اليهودي، حظينا بعرض ناري مذهل في مرفأ بيروت. هل تصدقون حقًا أن هذا كان مجرد مستودع عشوائي للوقود؟ ألا تدركون أن هذا الجحيم كان يفترض أن ينزل علينا في شكل زخات من الصواريخ؟”.

من ناحية أخرى، كان الرئيس الأمريكي حاضرًا في التعليقات الإسرائيلية على انفجار بيروت، إذ قال المعلّق الإسرائيلي بن يشي، إن ترامب أضر كثيرًا بإسرائيل حين قال إن الانفجار هجوم مدبّر.

وقد صرح ترامب بأنه تحدث مع عدد من المسؤولين العسكريين الذين قالوا له إن “انفجار بيروت يبدو أنه ناجم عن قنبلة من نوع ما، وأنه يبدو اعتداء”.

غير أن شبكة “سي إن إن” الأمريكية نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قولهم، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن انفجار بيروت هجوم مدبر، وإنهم لا يعرفون عمّ يتحدث الرئيس.

انفجار مرفأ بيروت

وفي 4 من آب الحالي، هز انفجار كبير مرفأ بيروت، ناتج عن انفجار مواد شديدة مخزنة، ما أدى إلى وقوع دمار كبير في المنطقة، ومقتل وإصابة المئات كحصيلة أولية.

وقال المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، في لقاء تلفزيوني، إن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات وهي “نترات الأمونيوم“، وليس ناتجًا عن مفرقعات.

وخلّف الانفجار أكثر من 133 قتيلًا وخمسة آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، بينما أعلن محافظ بيروت أن الخسائر الاقتصادية تقدر بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار.

ووصلت عديد من المساعدات من الدول العربية والأجنبية، من بينها مصر وقطر والسعودية والعراق والأردن وتركيا.

وأظهرت تسجيلات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوة الانفجار، وتضرر أبنية على مسافة كبيرة من موقعه.

https://twitter.com/mimyyasen/status/1290692331805515776?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1290692331805515776%7Ctwgr%5E&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.enabbaladi.net%2Farchives%2F405852

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة