قيادة مركزية تركية وتعزيزات تنبئ بما هو مقبل في إدلب

camera iconتخريج الدورة الخامسة لقوات المهام الخاصة في "الجبهة الوطنية للتحرير – 30 تموز 2020 (عزايم)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – علي درويش

قصف متكرر وعمليات تسلل بين حين وآخر تنفذها قوات النظام السوري مدعومة بالقوات الخاصة الروسية، ينتهي معظمها بالفشل وعدم تحقيق أي سيطرة على الأرض.

كانت هذه حال منطقة شمال غربي سوريا التي خضعت لاتفاق “موسكو” بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين، ودخل في 6 من آذار الماضي حير التنفيذ.

منذ 3 من آب الحالي، كانت مناطق سيطرة المعارضة على موعد مع قصف الطيران الحربي الروسي ومدفعية النظام، ما أوقع ثلاثة قتلى مدنيين من عائلة واحدة، وجرح آخرين، وهو ما اُعتبر أحد خروق النظام للاتفاق التي تجاوز عددها 1500 خرق، حتى 24 من تموز الماضي، بحسب ما وثقه فريق “منسقو استجابة سوريا”.

لكن الحدث الأبرز المتزامن مع القصف هو هجوم متكرر وقصف على تل الحدادة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، الذي لم تتوقف محاولات التقدم والسيطرة عليه منذ 3 من آب الحالي، إضافة إلى محاولات تسلل على محاور جبل الزاوية جنوبي إدلب، حسب حديث للمتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب ناجي مصطفى، لعنب بلدي.

النظام جاهز للهجوم.. المعارضة تستكمل تجهيزاتها

أوضح قائد عسكري ميداني في “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، طلب عدم ذكر اسمه، لعنب بلدي، أن تعزيزات فصائل المعارضة على خطوط التماس بدأت منذ 3 من آب الحالي، وأنهت نحو 70% من تجهيزاتها لصد أي هجوم.

وأشار إلى اتخاذ بعض تدابير الأمان لتخفيف أثر الضربات الجوية، التي تشكل عقبة دائمة أمام المعارضة مع عدم امتلاكها أسلحة مضادة لها، عبر حفر الأنفاق والتحصينات المغطاة.

وشهدت مطارات “كويرس” و”حماة” و”النيرب” العسكرية طلعات تدريب وتجريب للطيران المروحي والحربي خلال الأيام الماضية، حسب مرصد “الشيخ أحمد” المتخصص برصد حركة الطائرات العسكرية.

ويدل نشاط إقلاع الطائرات على اقتراب عملية عسكرية لقوات النظام على المنطقة، بحسب ما ذكره المرصد لعنب بلدي.

كما استقدم النظام تعزيزات على محاور التماس خلال الأسابيع الأخيرة، ما يمكنه من شن عملية عسكرية في المنطقة، وهو حاليًا بوضع جاهزية قتالية متكاملة تصل إلى 90%، حسب حديث القائد الميداني في قوات المعارضة.

وجهزت فصائل المعارضة خططًا لشن عمليات عسكرية هجومية مضادة على مواقع النظام، في حال شنه أي هجوم حقيقي.

بدوره، أوضح المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي، في حديث إلى عنب بلدي، أن هناك مؤشرات تقول إن الروس يحاولون التملص من اتفاق “موسكو” كعادتهم، منها عدم متابعة الدوريات، وعدم الضغط على “ميليشيات إيران والأسد” للتمسك بالاتفاق، واشتراك الروس بالقصف.

ولكن حتى الآن لا نستطيع القول إن العمليات العسكرية ضد مناطق المعارضة بدأت، حسب العقيد أحمد حمادي، لأن هذه المرحلة يسبقها تكثيف الاتصالات للتهدئة مع تركيا.

قيادة عسكرية تركية للتنسيق في سوريا

أنشأت تركيا قيادة عسكرية مركزية تركية لتنسيق العمليات العسكرية في سوريا تحت اسم “القيادة العسكرية لعملية درع السلام”، ومقرها مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، المحاذية للحدود السورية.

وستكون القيادة مسؤولة عن المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي إلى جانب فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، خلال معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بحسب ما ذكرته صحيفة “يني شفق“ التركية، في 8 من آب الحالي.

وعيّن “المجلس العسكري الأعلى” التركي (YAŞ) اللواء هاكان أوزتكين رئيسًا للقيادة المركزية، بينما ستعزَّز القوات التركية بقوات “القبعة المارونية”، التي تتكون من جنود النخبة من مختلف الطبقات والرتب، الذين يخضعون لتدريب رفيع المستوى يُمكنهم من الخدمة في جميع التضاريس والظروف المناخية للقضاء على التهديدات الداخلية والخارجية.

ولوحظ في تعيينات “المجلس العسكري الأعلى” تعيين الضباط وخاصة ضباط “الكوماندوز” الذين يعرفون ميدان المعارك في سوريا في الألوية والفرق، مع الحفاظ على قيادة القوات العاملة في الميدان ضمن المناطق الحساسة كولايتي هاتاي وأورفا الحدوديتين مع سوريا، حسب الصحيفة.

وتدعم تركيا بشكل مباشر الفصائل العسكرية، ولديها عدد كبير من السلاح والعتاد والعناصر داخل الأراضي السورية، لذلك فإنها ستلعب دورًا في أي خرق أو معركة، حسب القيادي في “الجيش الوطني”، النقيب المنشق عبد السلام عبد الرزاق.

وقال النقيب عبد الرزاق لعنب بلدي، “ربما المعركة قادمة، إذا بقي هذا الجمود السياسي، فلن تطول فترة لا حل ولا حرب”.

وبحسب قائد عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير”، فإن قادة الصف الأول في “الجيش الوطني” اجتمعوا، في تموز الماضي، مع ضباط أتراك لبحث تشكيل جسم عسكري جديد، دون توضيحات أكثر بشأن آلية التشكيل.

وقال المصدر لعنب بلدي، إن مشروع الاندماج ليس جديدًا وإنما عملت عليه تركيا خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا وجود جدية في الوقت الحالي بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف العسكرية.

وجرت اجتماعات بين مختلف الجهات من فصائل وتشكيلات وضباط وجهات سياسية معارضة، بحسب النقيب عبد السلام عبد الرزاق، لكن حتى الآن لا يمكن الحديث عن شيء جديد، إلا إذا بدأ تطبيق خطوات حقيقية على الأرض.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة