أسباب وعوامل تدعم ارتفاع سعر الذهب على المدى البعيد

محال الذهب والصاغة والصرافة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي / 04 حزيران 2020  (عنب بلدي / عاصم ملحم)

camera iconمحال الذهب والصاغة والصرافة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي- 4 من حزيران 2020 (عنب بلدي/ عاصم ملحم)

tag icon ع ع ع

حقّقت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسابيع الماضية، لتسجل مستويات قياسية صاحبها توقعات بأن يواصل الذهب ارتفاعه على المدى الطويل، حتى وإن شهد بعد التراجع بمراحل معينة.

وارتفع سعر أوقية الذهب (أونصة) إلى أعلى مستوى في تاريخه على الإطلاق، ووصل إلى أكثر من ألفين و72 دولاراً يوم الجمعة الماضي، متأثّرًا بتوقعات المزيد من إجراءات التحفيّز لإنعاش الاقتصادات التي تضررت من جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وفقًا لوكالة “رويترز”.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار الأمريكية، “US Global Investors” فرانك هولمز، لشبكة “CNBC“، أمس الاثنين، إنه “من السهل جدًا رؤية الذهب يصل إلى أربعة آلاف دولار (للأونصة الواحدة) في ظل الدولارات التي تضخ لتحفيز الاقتصاد”.

وأشار هولمز إلى أن وزراء مالية مجموعة العشرين والبنوك المركزية حول العالم يضخون تريليونات الدولارات، موضّحًا أنه “عندما تطبع نقود بهذا الحجم وبأسعار فائدة صفرية يصبح الذهب من فئة الأصول الجذابة جدًا”.

أما أحد المستثمرين في شركة “BMO Wealth”، يونغ يوم ما، فربط ارتفاع الذهب بشرطين، أحدهما احتمالية تطوير لقاح ضد “كورونا”، والثاني هو الانتخابات الأمريكية، لافتًا إلى أن فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، رفع أسعار الذهب حينها بنحو 5%.

هل انتهى ارتفاع الذهب؟

تراجعت أسعار الذهب اليوم، الثلاثاء 11 من آب، ليصل سعر الأونصة إلى أقل من ألف و990 دولارًا، وذلك تزامنًا مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تسجيل بلاده لأول لقاح ضد فيروس “كورونا” في العالم.

وفي حديث لعنب بلدي، اليوم الثلاثاء 11 من آب، رجّح الباحث الاقتصادي، أدهم قضيماتي، “استمرار سير أسعار الذهب نحو الاتجاه الصاعد، ولو تخلل ذلك انخفاض بسيط، يتعلق باقتناص الفرص من قبل المستثمرين للاستثمار في مجالات أخرى آمنة بحسب الوضع الاقتصادي والحركة التجارية العالمية التي تفرضها الأخبار المتعلقة بانتشار الفيروس والوصول إلى علاج له”.

واعتبر قضيماتي أن ارتفاع سعر أونصة الذهب “لم يكن مفاجئًا في ظل ما يشهده العالم من تخبط اقتصادي، فالمسبب الأول لذلك هو الإبطاء في القدرة الإنتاجية للذهب إلى المستوى الأدنى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من بدء انتشار فيروس كورونا”.

بينما رافق ذلك الانخفاض زيادة الطلب على المعدن النفيس باعتباره “ملاذًا آمنًا” للحفاظ على قيمة ما يملكون وذلك منذ بداية الأزمة الاقتصادية.

ومع إطالة أمد الأزمة والتذبذب في البورصات العالمية ارتفع الطلب على المعدن النفيس إلى مستويات قياسية مما رفع قيمته السوقية وقيمة عقوده الآجلة، فلم يكن الذهب ملاذًا آمنًا للأفراد فحسب، وإنما للحكومات والبنوك والشركات الاستثمارية والخاصة، وفقًا لما قاله الباحث الاقتصادي.

وأضاف أن وصول أسعار “الذهب الأسود” (النفط) نحو مستويات متدنية، وصل فيه للسالب، كان له دور في تحويل المستثمرين أموالهم من الاستثمار في النفط إلى الذهب، وكان لا بد لذلك التحول أن تظهر نتائجه بعد فترة من ذلك بالتوازي مع حالة عدم اليقين للوصول إلى علاج أو لقاء لفيروس “كورونا” والخروج من حالة الغموض التي تحيط بالاقتصاد العالمي في ظل هذه الجائحة.

ويرى أن “المستثمرين لم يتخلوا عن الاستثمار بالذهب الأسود فحسب، وإنما عن الدولار الأمريكي، ما زاد الضغط على سعر أونصة الذهب عالميًا لتتجه مرتفعة نحو مستويات قياسية خلال فترة قصيرة”.

ولفت إلى أن “ارتفاع معدلات التضخم، يُعد من العوامل الرئيسية التي أثرت على ارتفاع أسعار الذهب، لا سيما إذا كان هذا الارتفاع على مستوى عالمي، حيث يرافق التضخم حالة انخفاض الثقة في العملات التقليدية بسبب انخفاض قيمتها، مما يؤدي إلى نمو في الطلب على المعادن الثمينة بشكل عام، وخاصة الذهب”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة