الأمم المتحدة تطلق خدمة “فضفضة” للسوريين.. هل تكفي؟

camera iconشعار الخدمة إلى جانب صورة رجل جاليس في شارع بدمشق (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا (UNDP) خدمة جديدة أسماها “فضفضة” لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للسكان.

وجاء في إعلان إطلاق الخدمة الذي نشره البرنامج عبر صفحته في “فيس بوك”، في 17 من آب الحالي، أن “فضفضة” خدمة يقدمها مختصون بمجالات مختلفة لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لمن هم تحت سن 18 عامًا.

ونشر البرنامج رابطًا للتسجيل والاستفادة من الخدمة، وتعهد بالحفاظ على سرية المعلومات.

وكتب موقع الخدمة أن الظروف الصعبة وآثار التحديات التي يمر بها الإنسان خلال يومه تخلق خوفًا، واكتئابًا، وخجلًا، وفقدان سيطرة على الأعصاب، وحزنًا، ومشاعر وحالات غيرها تترافق مع شهية للأكل، وعدم التركيز، ومشاكل مع العائلة والأصدقاء والزملاء.

ولأن طلب المساعدة ليس عيبًا، بحسب الموقع، يعتبر “فضفضة” المكان المناسب لسرد المعاناة لاختصاصيين نفسيين وأطباء، يساعدون على تخطي الحالة التي زادت بسبب الأخبار التي يمر بها ويعيشها الجميع.

وبحسب إعلان الخدمة، يتصل مختص لتقديم الدعم المناسب، بعد التسجيل وتحديد الموعد المناسب.

ويمكن التسجيل فقط للسوريين المقيمين في الداخل، بحسب ما رصدته عنب بلدي من جدول التسجيل.

 

هل هي كافية لتغيير الواقع؟

انتقد الباحث الاجتماعي طلال مصطفى البرنامج، وقال لعنب بلدي، إن “البرنامج لا يصلح علميًا، فلا تتوفر فيه المعايير العلمية للعلاج النفسي والسلوكي والاجتماعي، لأن من أسس معايير العلاج النفسي والسلوكي المقابلة بين المختص والمستهدف بالعلاج النفسي”.

وأضاف أن هذه المعالجات الفردية غير مجدية حتى لو كانت وجهًا لوجه، لأنه يجب أن يرافقها علاج أوسع، من ناحية تحسين الاقتصاد والظروف الاجتماعية والتعليمية.

وتساءل “ما الفائدة من علاج شاب يعاني من اضطراب ما إذا كان لا يملك ثمن قوت يومه، ولديه مخاوف من أن يعتقل في أي لحظة؟”.

إحصائيات استثنائية

يعيش معظم السوريين في المحافظات السورية واقعًا معيشيًا صعبًا في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار، وتراجع صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

كما يسجل مؤشر القوة الشرائية 9.87 نقطة من أصل 35.81، ويعد منخفضًا جدًا بحسب تصنيف موقع “Numbeo“، المتخصص بمراقبة مستوى المعيشة عالميًا.

ويسجل مؤشر الجرائم في سوريا مستوى عاليًا، عند 67.68 نقطة (من أصل 120)، بحسب موقع ذاته.

وأعلنت الهيئة العامة للطبابة الشرعية السورية، في 19 من أيار  الماضي، تسجيلها أكثر من 50 حالة انتحار منذ بداية العام الحالي.

وتتحدث “الرابطة السورية للأطباء النفسيين” عن 73 طبيبًا لمليون مريض نفسي في سوريا.

ورغم ذلك، يخضع نحو 570 شخصا منهم فقط للعلاج في المستشفيات، وذلك وفقا لإحصائية الدوائر الصحية في سوريا.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني 300 مليون شخص من الاكتئاب في العالم.

ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية العادية والانفعالات العاطفية التي لا تدوم طويلًا، كاستجابة لتحديات الحياة اليومية.

وقد يتحول الاكتئاب إلى حالة صحية خطيرة، لا سيما عندما يكون طويل الأمد وبكثافة معتدلة أو شديدة.

وتقول “الصحة العالمية”، إن أكثر من 80% من المرضى النفسيين في العالم لا يتلقون العلاج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة