تحالف أوروبي في وجه العقوبات الأمريكية ضد إيران

لرئيس دونالد ترامب يعرض مذكرة رئاسية موقعة بعد أن ألقى بيانا بشأن الاتفاق النووي الإيراني من غرفة الاستقبال الدبلوماسي بالبيت الأبيض ، الثلاثاء ، 8 من أيار، 2018، في واشنطن. (صورة AP / Evan Vucci)

camera iconالرئيس دونالد ترامب يعرض مذكرة رئاسية موقعة بعد أن ألقى بيانا بشأن الاتفاق النووي الإيراني من غرفة الاستقبال الدبلوماسي بالبيت الأبيض ، الثلاثاء ، 8 من أيار، 2018، في واشنطن. (صورة AP / Evan Vucci)

tag icon ع ع ع

رفضت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتفعيل آلية “سناب باك”، والتي تقضي بعقوبات على إيران، بعد رفض مجلس الأمن للمشروع الأمريكي الذي يقضي بحظر السلاح على طهران.

وجاء في البيان، الخميس 20 من آب، أن هذه الدول لم يعد بوسعها دعم التحرك الأمريكي لمعاودة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران، قائلة إن “الخطوة تتنافى مع الجهود الرامية لدعم الاتفاق النووي مع إيران”.

وأضاف البيان أن “الولايات المتحدة الأمريكية توقفت عن المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من اتفاقية 2018”.

وبحسب البيان، فإن موقف هذه الدول أمام  أعضاء مجلس الأمن الدولي واضح، فيما يتعلق بفاعلية الإخطار الأمريكي وفقًا للقرار “2231”.

ويتضمن القرار رقم “2231”، الذي تم تبنيه في عام 2015، آلية للتجديد التلقائي لعقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، إذا لم توف إيران بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.

ويوجب أنه إذا تم الكشف خلال هذه الفترة عن أي انتهاكات من قبل إيران، فلن تتمكن من تجنب العقوبات إلا إذا تم تبني قرار من مجلس الأمن الدولي، أو إذا اعترض أحد أعضاء المجلس الدولي على الأقل ضدها، فسيتم تجديد العقوبات تلقائيًا في غضون 30 يومًا.

وعليه لا يمكن لبريطانيا وفرنسا وألمانيا دعم تفعيل آلية “سناب باك”، التي تتعارض مع جهود هذه الدول الحالية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وحث البيان إيران على “العدول عن كل الإجراءات التي لا تتماشى مع التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وعلى العودة إلى الامتثال الكامل لبنود الاتفاق دون تأخير“.

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قدم خطابًا رسميًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والسفير الإندونيسي ديان تريانسياه دجاني، الذي يرأس هذا الشهر مجلس الأمن، جاء فيه طلب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران”.

وقال فيه إن حلفائه الأوروبيين قد اختاروا “الانحياز إلى (المرشد الأعلى) آية الله (علي خامنئي)”، بعد البيان المشترك الذي أطلقته كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

وأضاف أن “العقوبات (الأمريكية) ستدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يومًا، وتفضي إلى تمديد حظر السلاح على إيران”.

وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للصحفيين إن الدول التي لا تزال في الاتفاق النووي الإيراني هي فقط التي يمكنها أن تطالب بإعادة العقوبات.

وطلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم، الجمعة 21 من آب، من أجل قرار الولايات المتحدة فيما يخص إعادة فرض العقوبات ضد إيران، ولكنه جاء بالرفض، بحسب ما أفادت به وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وقال النائب الأول لممثل الاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى عرقلة دعوة روسيا لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الخطوات الأمريكية لإعادة فرض العقوبات على إيران.

وقال بوليانسكي، “بعد التأكيد الباطل بأنهم أطلقوا عملية إعادة العقوبات، عارض زملاؤنا الأمريكيون عقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث ما يحدث بشأن تطبيق القرار رقم 2231″، عبر تغريدة نشرها عبر حسابه في “تويتر”.

ومن جانبه أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، رسول موسوي، أن “الرئيس الأمريكي ترامب يستهدف حاليًا جميع الإيرانيين من خلال طلب واشنطن من مجلس الأمن الدولي تفعيل آلية (سناب باك)”.

ونشر موسوي، اليوم الجمعة، تغريدة عبر حسابه في “تويتر” مرفقة بصورة لقرار ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي، وقال فيها “لا يهم إذا كنت تتفق مع الاتفاق النووي أم لا، المهم أن دونالد ترامب يستهدف حاليًا جميع الإيرانيين”.

وأضاف موسوي، “إنه لخطأ كبير أن ننسى العدو الرئيسي في هذه الظروف الحساسة”.

الاتفاق النووي

هو اتفاق دولي حول البرنامج النووي الإيراني، جرى في تموز من عام 2015، بين إيران والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وانسحبت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في أيار من عام 2018، بإدارة ترامب الذي وصف الاتفاق “بالكارثي”.

وردت إيران على القرار الأمريكي إنها ستبدأ بتخصيب اليورانيوم، إن لم تتمكن الأطراف من الحفاظ على الاتفاق.

بينما تعهدت بقية الدول الأوروبية بالالتزام بالاتفاق مع إيران رغم الانسحاب الأمريكي، وحثت الولايات المتحدة على ألا تعرقل تنفيذ الاتفاق.

وقالت الدول الثلاث (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) إنها ستعمل مع الدولتين الأخريين الموقعتين عليه في عام 2015، وهما روسيا والصين، على مواصلة دعمه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة