مخاطر يواجهها “الدفاع المدني” مع امتداد الحرائق إلى غربي إدلب

camera iconايتعداد فريق الدفاع المدني للتوجه إلى مناطق غرب إدلب لإخماد الحرائق - 10 أيلول 2020 (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

على بعد أمتار منها، ظهر عناصر “الدفاع المدني السوري” فجر اليوم، الخميس 10 من أيلول، خلال عمليات إطفاء حرائق في منطقة جسر الشغور جنوب غربي إدلب.

وامتدت الحرائق التي نشبت في مناطق حماة واللاذقية وطرطوس الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، إلى الأحراش في جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ويواجه عناصر “الدفاع المدني” عدة صعوبات خلال عمليات إطفاء الحرائق، خاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة.

وتعد وعورة المناطق الجبلية وغياب البنية التحتية الطرقية، التي تساعد الآليات على الوصول إلى مناطق الحرائق، أبرز العوائق التي تواجه “الدفاع المدني” خلال عمليات الإطفاء.

أما من الناحية الأمنية، فكثير من المناطق المحترقة هي مناطق تماس وتمترس عسكري، تمنع متطوعي “الدفاع المدني” من الوصول الآمن إليها دون الخوف على حياتهم من استهداف مباشر أو قصف، حسبما تحدث به “مكتب الإعلام والتواصل في الدفاع المدني” لعنب بلدي اليوم.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة قد تجعل مدة عمل كل متطوع قصيرة، بسبب محدودية الأوكسجين، لأن مكافحة هذا النوع من الحرائق تتطلب عددًا كبيرًا من المتطوعين للعمل بشكل “مداورة”، لتبريد معداتهم والحفاظ على معدلات الأوكسجين في أجسامهم، حسب “مكتب الإعلام”.

كما تشكل مخلفات المعارك والقنابل العنقودية غير المنفجرة خطرًا يهدد حياة عناصر “الدفاع المدني”، وعائقًا للوصول إلى بعض المناطق وإطفاء الحرائق، خاصة في المناطق التي شهدت معارك.

ما خطر انتقال الحرائق إلى مناطق المعارضة

ويشكل انتقال الحرائق إلى مناطق المعارضة خطرًا جسيمًا، خصوصًا على تجمعات المدنيين، سواء في قرى المنطقة أم في المخيمات المنشأة نتيجة النزوح والتهجير، وأيضًا على الغطاء الأخضر وعلى التنوع الحيوي بالمنطقة.

ووصول النيران إلى مناطق المعارضة وخروجها عن السيطرة يهدد مئات آلاف المدنيين بالنزوح والهرب مرة أخرى، وهو “ما قد يشكل كارثة جديدة”، حسب “مكتب الإعلام”.

ويسكن في مناطق المعارضة شمالي سوريا نحو أربعة ملايين و100 ألف شخص، منهم مليونان و800 ألف بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، كما يبلغ عدد المهجرين قسرًا والنازحين في المخيمات العشوائية والرسمية مليونين و700 ألف شخص، حسب بيانات الأمم المتحدة.

“الدفاع المدني” يراقب بحذر

أوضح “مكتب الإعلام” أن “الدفاع المدني” يراقب بحذر تمدد النيران، وفرض على جميع المراكز التابعة له إجراءات تحضيرية، والعمل على وضع الاستعداد.

وأعلن “الدفاع المدني” حالة الطوارئ اليوم، واستنفر آلياته وكوادره لتتوجه نحو أطراف ريف إدلب الغربي بعد تمدد النيران خلال الليلة الماضية.

ودعا الفريق المواطنين إلى الحذر وأخذ الحيطة، خشية وصول الحرائق إلى المخيمات والمناطق المأهولة.

وقال عضو المكتب الاعلامي في مديرية الدفاع بادلب، فراس الخليفة، لعنب بلدي، إن فرق الدفاع انطلقت اليوم لإخماد النيران في المنطقة الغربية من جسر الشغور، والأحراش الشمالية الغربية لريف حماة، بعد أن دخلت النيران من منطقة سيطرة النظام السوري إلى تلك المناطق.

وأضاف أن الحرائق امتدت على مسافة بين ثلاثة وأربعة كيلومترات في مناطق ريف إدلب الغربي، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع ستعمل بكامل جاهزيتها لمنع الحرائق من التوسع في المنطقة.

وكان فريق “الدفاع المدني” أعلن عن استعداده، بما يمتكله من خبرات ومعدات، لتقديم المساعدة في مكافحة الحرائق التي تشهدها مناطق ريف حماة الغربي الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

واشترط في بيان صادر، في 8 من أيلول الحالي، تقديم ضمانات تكفل سلامة المتطوعين، وإفساح المجال لهم للتوجه إلى المنطقة والإسهام بالحد من الضرر، وإيقاف تمدد الحرائق وإنقاذ المدنيين.

واعتبر “الدفاع المدني” أن الآثار الناتجة عن الحرائق لن تقتصر على منطقة بعينها، وقد تمتد إلى مناطق أوسع مهددة تجمعات المدنيين، إلى جانب الكارثة البيئية على مستوى سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة