حديثك مع طفلك.. ما دوره في بناء مهاراته الاجتماعية مستقبلًا؟

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

يسود اعتقاد بأن المهارات الاجتماعية للفرد تولد مع الطفل ولا تعلم أو تكتسب، لكن أبحاثًا متزايدة تظهر أن البيئة التي ينشأ فيها الطفل منذ بداية حياته وهو رضيع، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على كيفية تفاعله مع الآخرين كلما تقدم بالعمر.

وتبين الأبحاث أيضًا أن العامل الرئيسي قد يكون اللغة التي يسمعها من حوله، حتى خلال عمر مبكر يكون خلاله قادرًا على البربرة وحسب.

رصد علماء النفس في جامعة نيويورك 40 حالة لأمهات استخدمن مع أطفالهن (بعمر 10 و12 و16 و20 شهرًا)، أثناء لعبهم تعليقات أو عبارات تشمل استنتاجات تتطابق حول ما يفكر به الطفل أثناء قيامه بسلوك أو عمل ما.

على سبيل المثال، عندما يصدر الطفل أصواتًا غير مفهومة محدقًا بلعبته، يمكن للأم القول هل تريد اللعبة؟ أو عندما يكون جالسًا بهدوء وعلى وجهه تعبير المتأمل، تسأل الأم هل أنت بطريقك لاتخاذ قرار ما؟ ما الذي تفكر به؟

ثم قيّم الباحثون القدرات الاجتماعية والمعرفية لدى هؤلاء الأطفال أنفسهم عندما بلغوا من العمر 5 أو 6 سنوات، وذلك من خلال قراءة قصة تتطلب من كل طفل الرد على أسئلة الفهم، التي تظهر ما إذا كان يدرك مفاهيم اجتماعية من الإقناع إلى سوء الفهم والكذب وغيرها.

نتيجة التقييم أظهرت أن من أدلى والداه بتعليقات تتطابق مع سلوكه في المرحلة السابقة (رضيع أو بعمر صغير)، حقق درجات أعلى في الاختبار (بعمر 5 أو 6 سنوات) ممن لم يسمع تعليقات مشابهة في صغره.

توضح هذه النتائج مدى قدرة الوالدين على الاستماع إلى أفكار ومشاعر الطفل، وبالتالي الإسهام في تنميته الاجتماعية بشكل كبير، وتجهيزه لفهم ما يمكن أن يكون عليه تفكير وشعور الآخرين.

كما أظهرت الأبحاث مؤخرًا ارتباط المهارات الاجتماعية عند الأطفال بعمر 10 شهور بقدرتهم على تعلم لغة ثانية.
بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في تطوير المهارات الاجتماعية:

– علّم الطفل مراعاة وتفهم حقيقة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال وضع الطفل في مواقف افتراضية مختلفة، كأن تسأل طفلك ما الذي يمكن أن يشعر به الآخرون حين يحدث لهم أمر معين، مثل الخوف والغضب والتوتر.

– مع تقدم الطفل بالعمر اشرح له كيف يمكن لشخصين أن يمرا بنفس الموقف، ويكون لكل منهما ردة فعل مختلفة.
اشرح له عن أهمية احترام المساحة الشخصية للآخرين، وممارسة طرق مقبولة للتفاعل معهم، أثناء اللعب مثلًا.

– شجعه على المبادرة الاجتماعية من خلال تعليمه طرقًا صحيحة للبدء بمحادثة، جذب انتباه شخصٍ ما، أو الانضمام إلى مجموعة أطفال يلعبون معًا، ويمكنك التحدث عن هذه المهارات والمواقف على مائدة العشاء أو خلال اللعب.

– امض بعض الوقت يوميًا مع طفلك، واشرح له من خلال اللعب ما يعنيه الانتظار في الدور، المناوبة والتبادل والمشاركة.

– يتأثر الطفل بالفطرة بمن حوله، لذا فالقدوة الحسنة تسهل عليه تعلم مهارة معينة؛ والوالدان هم أقرب قدوة للطفل، وأكثرهم تأثيرًا عليه.

من هنا يجب التركيز على مواقف تبلور لدى الطفل فكرة الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم بدون مقابل، من خلال تصرفات بسيطة، مثل فتح الباب للأشخاص الأكبر سنًا، إضافة لتعزيز كل ما يقوم به الطفل من تصرفات إيجابية والاستمرار بتشجعيه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة