بلا كليات علمية موثوقة..

أحلام طلاب ريف حلب الشمالي بانتظار “الترميم”

camera iconعامل يرمم كلية العلوم الإسلامية التابعة لجامعة غازي عنتاب في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - أيلول 2020 (منظمة أبرار للإغاثة والتنمية)

tag icon ع ع ع

اجتهد علي في دراسته حالمًا بتعلم الهندسة المعمارية في المرحلة الجامعية، إلا أن حلمه اصطدم بواقع نقص الكليات والجامعات الحاصلة على الاعتراف في ريف حلب الشمالي.

تخضع منطقة ريف حلب الشمالي للإدارة التركية، منذ عام 2017، وفي حين تدرّس اللغة التركية في المدارس، وتستثمر الشركات التركية في عقود الطاقة والاتصالات، وتستخدم العملة التركية للتداول، إلا أن الجامعات المفتتحة في المنطقة لا تضم إلا كليات محدودة تحظى بالاعتراف التركي.

فضّل الطالب علي بركات الدراسة بفرع أدبي بدل “المغامرة” بدراسة خمس سنوات في الفرع الذي يريده بجامعة لا تحظى بالاعتراف وتقدم شهادة “لا فائدة منها”.

جامعات معترف بها “تركية وأدبية”

لم تحظَ المؤسسات التعليمية في شمال غربي سوريا بمعاملة أفضل من بقية المؤسسات التابعة للمعارضة السورية، فمنذ أن افتتحت جامعة “حلب الحرة” التابعة لـ”الحكومة المؤقتة”، نهاية عام 2015، لم تنل الاعتراف الدولي بشهاداتها، ولم تفعّل بقية الكليات والجامعات المتعددة التي انتشرت في المنطقة، حتى وصلت الكليات التركية التي قدمت البديل “الأضمن” للطلاب.

أولى الكليات التي قدمت “الاعتراف” المنشود كانت أكاديمية “باشاك شهير للعلوم العربية والإسلامية” الخاصة، التي افتتحت فرعها في ريف حلب عام 2017، بعد عامين من تأسيسها في مدينة اسطنبول التركية، حاملة اعتراف جامعة “اليرموك” الأردنية، مع اختصاصات محدودة باللغة العربية والعلوم الإسلامية والصحافة.

تلاها إعلان من جامعة “حران” التركية، المنشأة في أورفا، عن افتتاح فرع في مدينة الباب عام 2018، بأقسام تشمل الهندسات المدنية والكهربائية والميكانيكية، مع الرياضيات والفيزياء والكيمياء والزراعة، طالبة من المتقدمين تخطي فحص “اليوس” لمعادلة الشهادة الثانوية السورية بالتركية.

لكن “حران” آثرت سحب الدفعة الأولى من الطلاب المقبولين للدراسة في تركيا، لتتوقف بعدها عن استقبال المتقدمين.

استبدلت جامعة “غازي عنتاب” بالجامعة المنسحبة، بعد أن أصدر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرارًا لافتتاح ثلاث كليات في ريف حلب، هي كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بمدينة الباب، وكلية التربية في عفرين، وكلية العلوم الإسلامية في اعزاز، في 4 من تشرين الأول عام 2019، بعد افتتاح الجامعة مدرسة مهنية في مدينة جرابلس في حزيران عام 2018.

تعترف تركيا بشهادة الجامعة، ويعامل خريجوها كخريجي الجامعات التركية، وتشترط أيضًا حصول الطلاب على شهادة “اليوس”، التي ترتكز على الأسئلة الرياضية العلمية رغم أن فروعها المتاحة لا تشمل اختصاصات علمية سوى قسم الرياضيات الذي افتتح للعام الدراسي الحالي للمرة الأولى.

بالنسبة للطالب عبد الهادي الإبراهيم، لم يكن اجتياز امتحان “اليوس” هو العقبة الكبرى أمام حلمه الدراسي، لكن محدودية الخيارات الجامعية هي التي وقفت في طريقه.

برأي عبد الهادي فإن الاختصاصات المتوفرة “جيدة”، لكن تنقصها أقسام الهندسات، والأفرع الطبية المتوفرة محدودة بالإسعافات الأولية والمعالجة الفيزيائية والقبالة ورعاية المرضى، في حين يأمل أن يفتتح قسم الحقوق غير المتوفر بعد.

أقسام بانتظار الترميم

افتتحت جامعة “غازي عنتاب” كلياتها في جرابلس وعفرين والباب مستفيدة من مبانٍ عامة جُهزت لاستقبال الطلاب، إلا أن كليتها للعلوم الإسلامية في اعزاز بقيت بانتظار انتهاء الترميم.

تشرف منظمة “أبرار للإغاثة والتنمية” على تجهيز المبنى لاستقبال 400 طالب جامعي، من خلال أعمال البناء والتمديد الصحي وتمديد خطوط الكهرباء والدهان والبلاط كمرحلة أولى، يليها إصلاح السور والباب الرئيس وممر المشاة والرصيف، حسبما قال عضو مجلس إدارتها وائل الحلبي لعنب بلدي.

وأشار الحلبي إلى أن اختيار منظمة “أبرار” لتجهيز المبنى يعود لأعمالها السابقة في مجال التعليم، التي تضمنت تأهيل الروضات والمدارس منذ عام 2013 في شمال غربي سوريا، وتقديم دورات التعليم التعويضي للمنقطعين عن التعليم الثانوي منذ عام 2017، مضيفًا أن تكلفة المشروع مقدمة من صندوق المنظمة.

غياب الاهتمام بالتعليم الجامعي في المنطقة نتيجة سنوات الحرب ونقص الأقسام المتاحة للطلاب، كان الدافع وراء بدء المشروع الذي تأمل المنظمة تكراره لكليات أخرى، يأمل الحلبي أن تكون كليات علمية ليتحقق “حلم الطلاب بالدراسة” والحصول على الشهادة الجامعية.


أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في ريف حلب عاصم الملحم.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة