“كورونا” ينتشر ولا إجراءات متبعة.. تخوف في السويداء مع بداية العام الدراسي

camera iconطلاب سوريون يقفون في باحة مدرستهم (سانا)

tag icon ع ع ع

السويداء – ريان الأطرش

مع بداية العام الدراسي بمناطق سيطرة النظام، في 13 من أيلول الحالي، ظهر وزير التربية في حكومة النظام، دارم الطباع، في صف دراسي يجلس تلميذ واحد فقط في كل مقعد، بإحدى مدارس دمشق.

إلا أن واقع المدارس مختلف في عموم مناطق سيطرة النظام، إذ يجلس ثلاثة تلاميذ في المرحلة الابتدائية بمقعد واحد في مدينة السويداء، كما أن عدد التلاميذ في الصف الواحد يقارب الـ40 تلميذًا في مدرستهم الواقعة بمحافظة السويداء جنوبي سوريا.

ورغم وصول عدد مصابي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في مناطق النظام السوري إلى 2924 إصابة حسب وزارة الصحة في حكومة النظام، لا تطبق الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الفيروس، التي أعلنتها وزارة التربية قبيل افتتاح المدارس غير مطبقة،

إصرار على افتتاح المدارس.. القرار انتحاري

وصف تلاميذ وأهالي التقتهم عنب بلدي في السويداء قرار وزارة التربية بالانتحاري.

إذ سبق اتخاذ القرار إصرار كبير من قبل الوزارة على افتتاح المدارس، غير آبهة بالفيروس المنتشر في عموم سوريا، حسب انتقادات الأهالي في المحافظة رصدها مراسل عنب بلدي.

ودار جدال بين وزير التربية، دارم طباع، وعميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق، نبوغ العوا، حول افتتاح المدارس.

واقترح عميد كلية الطب نبوغ العوا تأجيل افتتاح المدارس، إلا أن اقتراحه قوبل بالرفض من قبل وزير التربية دارم طباع، وأقيل العوا بعدها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وكانت وزارة التربية أعلنت قبيل افتتاح المدارس عن مجموعة إجراءات وقائية من فيروس “كورونا” كالتباعد المكاني بين التلاميذ، وإجراء التعقيم وتوفير الصابون والمعقم، بالإضافة إلى تزويد المدارس بأجهزة قياس درجة الحرارة.

إلا أن التباعد المكاني غائب تمامًا مع جلوس عماد مع اثنين من أصدقائه في مقعد واحد، ومعظم التلاميذ والمعلمين دون كمامة، حسب حديث المعلمة عبير (معلمة مدرسة في مدينة شهبا شمالي السويداء)، مضيفة “هل هو الاستهزاء بعقولنا والاستهتار بأرواحنا يا وزارتنا الحكيمة”.

ووحسب المعلمة عبير يوجد ضعف بقدرة الوزارة على تطبيق الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها، وبالأساس هناك سوء في الوضع الصحي والبنى التحتية والخدمات في المدارس، فالصور التي نشرتها الوزارة عير حسابها في “فيس بوك”، الأحد الماضي 13 من أيلول، عند افتتاح المدارس بعيدة كل البعد عن الواقع.

لم يقتلوا بالكيماوي.. سيقتلهم “كورونا”

قال المحامي مهند بركة من أبناء السويداء، عبر صفحته في “فيس بوك”، إنه “على ما يبدو أن النظام وحكومته وجدوا أن هنالك جزء من أطفال سوريا لم يقتلوهم بعد، واستطاعوا النجاة من الأسلحة الكيماوية وقصف الطائرات والمدافع، لذلك قرروا افتتاح المدارس في وقت الذروة لانتشار فيروس كورونا ليقوم بالمهمة بدلًا عنهم”.

امتناع من الأهالي.. وانتقاد من صحة السويداء

ولم يرسل عدد من الأهالي أبناءهم إلى المدارس في ظل انتشار الفيروس، منهم نواف نصار، الذي اعتبر أن إرسال أبناءه إلى المدرسة “مساهمة في جريمة وزارة التربية”، وفضل بقاء ابنه في المنزل ليكمل دراسته، حسب ما قاله لعنب بلدي.

كما تشهدت مدراس محافظة السويداء إجبار التلاميذ على الاصطفاف في باحات المدارس تحت أشعة الشمس، وسط غياب تام للتباعد فيما بينهم لترتيد الشعارات اليومية.

وانتقد مدير صحة السويداء، الطبيب نزار مهنا، في 12 من أيلول الحالي، عبر حسابه في “فيس بوك“، بروتوكول وزارة التربية للعودة إلى المدارس وبدء العام الدراسي الجديد.

وقال إنه بعد كل التصريحات حول افتتاح المدارس وخطورة حدوث نكس وذروة أخرى للإصابة بفيروس “كورونا”، يجب “الاعتراف أن الفيروس بيننا وسيعيش معنا، وأن الأمل الوحيد الباقي في استئصاله هو اللقاح غير المتوفر على المدى المنظور”.

واعتبر مهنا أن أجزاء من البروتوكول الصحي الموضوع من قبل وزارة التربية “غير قابلة للتطبيق”، لعدة أسباب وهي اكتظاظ الصفوف المدرسية، والمرافق الصحية غير المناسبة في كثير من المنشآت التعليمية، ومشاكل أخرى تتعلق بوسائط النقل العامة.

ويرى مهنا أن التعليم عن بعد يحتاج بنية تحتية وظروف موضوعية غير متوافرة بالإضافة إلى عدم وجود بيئة حاضنة له، مشيرًا إلى أن تأجيل المدارس المؤقت سيؤخر ذروة انتشار الفيروس لكن لن يلغيها.

واقترح مهنا على وزارة التربية إجراءات للحد من معدل الإصابات بالفيروس بين التلاميذ وهي:

  • التركيز على المعلومات الهامة وإحداث منهاج أزمة لكل صف دراسي يناسب الوضع الصحي الراهن.
  • تقسيم الدوام إلى ثلاث أيام فقط أسبوعيًا لكل صف دراسي لتحقيق التباعد المكاني والاجتماعي.
  • إجراء دورة مكثفة تثقيفية صحية للعمال المستخدمين في المدارس حول الوقاية من المرض والنظافة والتعقيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة