“مونة المكدوس” ضحية ارتفاع الأسعار في درعا

camera iconمونة المكدوس في درعا - أيلول 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- حليم محمد

حبات الباذنجان المسلوقة والمملحة، المحشوة بالجوز والفليفلة، والمغمورة بزيت الزيتون، هي أساس “مونة” البيوت السورية منذ عشرات السنين، لكنها في العام الحالي تحضَّر بـ”خجل” على موائد سكان درعا.

اعتادت أم أنس، ربة المنزل المقيمة في ريف درعا، على تحضير 150 كيلوغرامًا من “المكدوس” كل عام، إلا أن تلك الكمية تراجعت إلى 50 كيلوغرامًا فقط للعام الحالي، “لعدم القدرة على شراء مكوناته”.

أهمية الأكلة الشعبية التي اعتادها السوريون تجعلها أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها بالكامل، حسب رأي أم أنس، التي قالت لعنب بلدي إن “المكدوس” يغني عن شراء المعلبات والأطعمة المكلفة الأخرى.

تضاعفت تكلفة صناعة “المكدوس” في درعا عما كانت عليه عام 2019، خاصة بعد تدهور قيمة الليرة السورية، التي وصلت إلى 2500 ليرة مقابل الدولار الواحد نهاية أيلول الماضي، بعد أن كانت قيمتها 635 ليرة مقابل الدولار نهاية أيلول من عام 2019، حسب موقع “الليرة اليوم“.

ومع هبوط الليرة السورية إلى مستوى لم تشهده في تاريخها، منذ مطلع أيار الماضي، تأثرت الأسواق وارتفعت الأسعار من جديد، ما زاد من تردي الوضع المعيشي المتأزم في مختلف مناطق سوريا.

رائد اليوسف، البالغ من العمر 50 عامًا، قال لعنب بلدي إن تكلفة صناعة 100 كيلوغرام من “المكدوس” تبلغ 100 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ متوسط راتب الموظف السوري 40 ألف ليرة سورية.

وفي حين لا تقتصر متطلبات “المونة” والتحضير للشتاء على تجهيز “المكدوس”، مع الحاجة إلى تخزين “المربيات والملوخية والبرغل ورب البندورة” وغيرها، عدا عن التكاليف المدرسية للأطفال وضرورة تأمين مازوت التدفئة، فإن المواطن لا يستطيع تأمين كل احتياجاته.

بالنسبة لعمر المحمد، العامل بأجر يومي يبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية، فإن ارتفاع تكلفة تجهيز “المكدوس” تجعله يتراجع أمام الضرورات العائلية الأخرى خلال هذه الفترة، ويترك تحضيره معلقًا بآمال التوفير.

الفقر يهدد بالجوع والحرمان

رصدت عنب بلدي تكاليف مكونات “المكدوس”، إذ وصل سعر الكيلو من الباذنجان إلى 200 ليرة سورية وكان بـ150 ليرة في عام 2019، في حين ارتفع سعر كيلو الجوز إلى 13 ألف ليرة بعد أن كان خمسة آلاف ليرة، وتضاعف سعر كيلو الفليفلة من 200 ليرة إلى 400 ليرة.

سعر كيلو الثوم وصل إلى أربعة آلاف بعد أن كان بألف ليرة عام 2019، وليتر الزيت الأبيض من 900 ليرة إلى ثلاثة آلاف ليرة، وليتر زيت الزيتون من 1700 ليرة عام 2019 إلى 4700 ليرة سورية في العام الحالي.

ووفق أحدث تقارير برنامج الغذاء العالمي، الصادر نهاية آب الماضي، فإن 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون من فقد الأمن الغذائي و2.2 مليون بخطر فقده، وفي حين شهدت أسعار المواد الغذائية انخفاضًا بنسبة 3% للمرة الأولى منذ عام فإنها ما زالت تزيد 22 ضعفًا على متوسط الأسعار ما قبل عام 2011.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة