ضحية للحر.. موسم الزيتون في القنيطرة لن يكون كما سبق

camera iconشاب يقطف الزيتون في ريف القنيطرة - 2018 (smart)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – القنيطرة

أُصيبت أشجار الزيتون بالجفاف بعد موسم ارتفعت الحرارة فيه لدرجات “غير مسبوقة” في ريف القنيطرة الجنوبي،  “لن يكون هذا الموسم كما كان العام الماضي”، بحسب ما قاله علي الأحمد متحدثًا عن أرضه.

بعد عامين من العمل لإصلاح الأرض التي كانت على مرمى النيران طوال خمسة أعوام، جنى المزارع الخمسيني محصولًا “جيدًا” عام 2019 حسب تقديره، إذ أنتجت أرضه المكونة من عشرة دونمات ستة أطنان من الزيتون، أي ما يقارب 110 “تنكات” من زيت الزيتون، لكن الإنتاج في العام الحالي تراجع “30% في أرضي وأراضي أهالي المنطقة”، حسبما أضاف لعنب بلدي.

حر وغلاء استثنائي

وصلت درجات الحرارة في العام الحالي إلى 40 درجة خلال أشهر الصيف الماضية، بعد أن كانت لا تتعدى 33 درجة مئوية من قبل، وفي حين تعد القنيطرة المحافظة السورية الرابعة في كميات الهطل المطري، وفق البيانات الإحصائية لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التابعة لحكومة النظام السوري لعام 2018، إلا أن الجفاف أدركها أيضًا.

أدت موجة الحر إلى ذبول وجفاف ثمار الزيتون، وهي لا تزال في مرحلة الإزهار، حسبما رصدت عنب بلدي من مزارعين، “انعكست درجات الحرارة على شجر الزيتون، أُصيبت ثمار بالتجعد وصغر الحجم، وتساقطت أخرى، في حين أصيبت بعض الأشجار بالجفاف”، حسبما قال علي أحمد.

نجت أرض علي في ريف القنيطرة الجنوبي من حرائق القصف، بعد أن تمركزت قربها نقاط الجيش السوري منذ عام 2013، وبقيت أشجاره رغم تعرضها للاحتطاب من قبل سكان المنطقة، لكن شح المياه وارتفاع أسعار الأدوية والمبيدات الحشرية وقف في طريق إصلاحها خلال العام الحالي.

شح الأمطار ونقص العناية بالأشجار خلال ارتفاع درجات الحرارة سبّب ضمور الثمار وذبول الأشجار، وفي حين تبلغ نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في القنيطرة 85%، لا يتعدى المستثمَر منها 20%، والأراضي المزروعة فعلًا تبلغ 6% من المجموع العام، ومنها 26% تعتمد على السقاية، وفق بيانات الوزارة.

وتضاعفت أسعار الأدوية الزراعية، من الميلاثيون والأنيثيو وروجو وديزكتول، التي تعطى خلال فترة حمل الثمار، من ستة آلاف إلى 18 ألف ليرة سورية للمنتج المحلي، و27 ألفًا للمنتج الأجنبي، ما سبب تقلص الإنتاج أيضًا.

وبحسب تقدير مهندس زراعي مسؤول في مديرية زراعة القنيطرة، طلب عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، فإن إنتاج المحافظة في العام الحالي يقل عن 20 ألف طن من الثمار، وثلاثة آلاف طن من الزيت، مقارنة مع أكثر من 25 ألف طن أُنتجت عام 2019.

تزرع شجرة الزيتون في 44% من الأراضي المزروعة في القنيطرة، بمعدل 135 ألف شجرة مثمرة، ورغم تقلص مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون ما بين عامي 2014 و2018 في سوريا بأربعة آلاف هكتار من 697 ألف هكتار إلى 693 ألفًا، وتراجع أعداد الأشجار المثمرة نتيجة لذلك بعشرة ملايين و319 ألف شجرة، فإن الإنتاج، حسب الأرقام الحكومية، ارتفع من 392 ألف طن إلى 665 ألفًا.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة