لعبة إيرانية- روسية.. كيف يرى زعماء الطائفة الدرزية اشتباكات القريا

مجموعة من زعماء ومشايخ الطائفة الدرزية (عنب بلدي)

camera iconمجموعة من زعماء ومشايخ الطائفة الدرزية (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تباينت ردود فعل الشخصيات المؤثرة في الطائفة الدرزية، حيال الاشتباكات التي شهدتها الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء ودرعا، نهاية أيلول الماضي.

وقال رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني، وليد جنبلاط، إن أبناء الطائفة الدرزية في جبل العرب تورطوا في فتنة روسية- إيرانية، على خلفية الاشتباكات التي وقعت في المنطقة أواخر أيلول الماضي، لافتًا إلى أنه دعا مرارًا إلى تجنيب الدروز أنفسهم من الانزلاق في “الفتنة”.

وأكد “زعيم الطائفة الدرزية” جنبلاط في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة “الجديد” اللبنانية، في 12 من تشرين الأول الحالي، أن الدروز هاجموا قائد “اللواء الثامن” في “الفليق الخامس”، أحمد العودة، في بصرى الشام بتحريض من قوات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام التي “أرسلتهم إلى هجوم أكبر منهم بكثير”، ضد قوات مدعومة روسيًا.

وتابع، “الدروز بين مطرقة الإيرانيين وسندان الروس في سوريا”.

وكان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” حث، عبر حسابه في “تويتر”، أهالي بني معروف وجبل العرب على “عدم التورط في لعبة الأمم والفوضى المستشرية”، كأفضل طريقة للحفاظ على الوجود والحياة والاستمرار.

وأضاف، “إنني من باب الحرص عليكم أدعوكم لعدم الانجرار للفتنة مع أهل حوران والانتباه لمكائد النظام، والتحريض الإسرائيلي الغدار”.

ووثقت شبكة محلية مقتل 24 شخصًا في محافظة السويداء، وإصابة 76 آخرين، في أحداث عنف متفرقة شهدتها المحافظة نهاية أيلول الماضي.

وقالت شبكة “السويداء 24”  إنها سجلت مقتل ستة مدنيين في حوادث العنف، بالإضافة إلى مقتل 18 شخصًا من فصائل مسلحة في درعا والسويداء، حيث شهدت المنطقة الممتدة بين بلدتي القريا وبصرى الشام اشتباكات دامية.

ونعت حركة “رجال الكرامة” ثمانية من عناصرها قُتلوا في محيط القريا نتيجة الاشتباكات مع عناصر “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، بينما ذكر “تجمع أحرار حوران” مقتل أحد عناصر “اللواء الثامن” الذي يقوده النقيب أحمد العودة.

واعتبر محافظ درعا السابق، علي الصلخدي، حينها، في حديث إلى عنب بلدي، أن الهجوم هدفه الفتنة بين السهل والجبل، وكثير من أهل السويداء لم يعرفوا تفاصيل الاشتباك و”جيشوا بالحمية”.

“باعونا وغدرونا”

في حين ظهر قائد حركة “رجال الكرامة”، يحيى الحجار (الشيخ أبو حسن)، نهاية أيلول الماضي، في تسجيل مصوّر على قناة “السويداء 24” في “يوتيوب”، وقال، “نحنا حاربنا أعداء وطن، نحنا حاربنا ناس حاربوا الجيش العربي السوري، وقتلوا من شبابنا وأولادنا (…) ما بيهمنا لو عملوا تسوية مع مين ما كان يكون”.

وأردف “نحنا انباع فينا وانغدر فينا، وما بدي سمي مين ما كان يكون”، وفق قوله.

ونشرت صفحة حركة “رجال الكرامة”، في 29 من أيلول الماضي، بيانًا عبر صفحتها في “فيس بوك”، قالت فيه إنها دفعت بمئات المقاتلين إلى مواقع القتال، بعد اشتباكات بين شباب البلدة و”اللواء الثامن”.

دروز الجولان

يضاف إلى الموقف الآنف الذكر، اجتماع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، بالسفير الروسي في إسرائيل، أناتولي فيكتوروب، والملحق العسكري للسفارة، بلقاء طارئ، حيث احتج في رسالة وجهها إلى الكرملين ووزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، على ما آلت إليه الأوضاع في جبل العرب، فضلًا عن الاعتداءات المتكررة على الدروز وممتلكاتهم في القريا.

وأضاف حينها أنه “يجب على القوات الروسية وقوات النظام السوري لجم الفيلق الخامس وأحمد العودة، وفرض النظام وإحقاق الحق قبل تدهور الأوضاع وتزعزع الأمن والأمان في المنطقة”.

 

وقال أحمد العودة عبر فيديو نشرته شبكات محلية، في 2 من تشرين الأول الحالي، إن “أيادي سوداء” دخلت لتعكر صفو الجارتين، و”لتشعل نار الفتنة والحرب، متمثلة بعصابات الفتنة والخطف، وعصابات إرهابية مسلحة خارجة عن القانون”.

وحذر العودة أهالي “جبل حوران” من استخدامهم كأدوات لتنفيذ أجندات لجهات أكبر، كـ”حزب الله” اللبناني و”مرتزقة إيران وأذرعها الأمنية”.

وبحسب ما أشار إليه أحد منسقي بيان “حسن الجوار بين سهل وجبل حوران“، عهد مراد، في حديث سابق إلى عنب بلدي، فإن النظام السوري عزل ضابط الارتباط (الضابط الذي ينسق بين الفصائل المحلية الرديفة لقوات النظام)، وعيّن وجيه غانم بدلًا عنه قبل الاشتباك بعشرة أيام، ووُزعت أسلحة من قبل “حزب الله” في الجنوب السوري، وهو ما يؤكد أن “حزب الله فاعل في المشكلة”، وأن الإيرانيين يستغلون تعنّت العودة وتجاهل الروس للتدخل في الجنوب.

حزن وحذر

ترجح مواقف شيوخ العقل التي رصدتها عنب بلدي التنديد بالتحريض الإيراني- الروسي، إذ اتهمت الدولتان بجر الطائفة إلى حرب مميتة بالمنطقة، لكن الشيخ طاهر أحمد أبو صالح عبر عن حزنه مما جرى، ووجه تعازيه لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وقال الشيخ طاهر في بيان نشر عبر صفحة “دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا” في “فيس بوك”، “تلقينا ببالغ الحزن والأسى الخبر بنبأ استشهاد عدد من أبطال جبل العرب الأشم (…) ونعزي ذوي الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الوطن، ودحض المعتدين على بلدة القريا”.

وأضاف، “كما نبعث بتعازينا إلى قائد الوطن والممثلة بقيادة سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله”، حسب تعبيره.

أصل التوتر

لا حدود إدارية بين سهل حوران (درعا) وجبله (السويداء)، لكن الأرض التي تتمركز فيها قوات “الفيلق الثامن”، بقيادة النقيب أحمد العودة، في القريا، لها رمزية تاريخية لدى أهالي السويداء، وتمركز قوات العودة في المنطقة يثير استفزاز أهالي السويداء.

وتعود رمزية الأرض إلى أنها أنهت خلافًا بين السهل والجبل، إذ قدمها مواطنون من درعا “دية” لسلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925، الذي ينحدر من القريا، نتيجة مقتل اثنين من أهالي السويداء.

ويعتبر مشايخ السويداء ووجهاؤها أن سيطرة العودة على هذه الأرض تلغي الاتفاق التاريخي بين المحافظتين الجارتين، لأن استمرار تمركزه في الأرض يعني أنه يريد استعادتها.

وبدأت الاشتباكات عندما تعرضت نقاط الحراسة التابعة لـ”الفيلق الحامس”، في 29 من أيلول الماضي، لهجوم وصفه العودة بأنه “هجوم واعتداء بجميع أنواع الأسلحة من ثلاثة محاور”.

ونفى العودة احتلال قوات “الفيلق الخامس” أراضي في بلدة القريا، قائلًا إن قواته أجرت عمليات “رد وردع، بالحد الأدنى من القوة، للمهاجمين”، وذلك عبر فيديو عرضته شبكات محلية، في 2 من تشرين الأول الحالي.

وأُنشئت نقاط حراسة داخل هذه الأرض، حسب العودة، بالتنسيق مع الجانب الروسي، بعد اقتتال آذار الماضي بين الطرفين، وطُلب من أهالي السويداء أن يشتركوا مع “الفيلق” بنقاط الحراسة، لكنهم رفضوا، وبقي عناصر “الفيلق” في نقاطهم “لمنع حوادث القتل والخطف في السهل والجبل”، بحسب العودة.

لكن الناشط عهد مراد قال حينها لعنب بلدي، إن “أول مزارع من أهالي القريا توجه لزراعة الأرض قُتل، ولم تُحصد الأرض في مناطق سيطرة العودة إلا بوجود الدوريات الروسية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة